يحيى عدنان الشغري
في مثل هذا اليوم من صيف 2014، وبعد قتالٍ مرير حتى نفاذ آخر طلقة، قامت الوحوش المدججة بسلاح الغدر العربي وبأموال نفطهم وغازهم، بتكبيل أسد من أبطال الجيش السوري في الرقة إسمه “يحيى عدنان الشغري”، وبعد ضربه وتقييده، أجلسوه على الأرض وبدأووا بالتصوير كعادتهم القذرة، ثم قاموا بإعدام رفيقه أمامه، وطلبوا منه أن يقول:”دولة الإسلام باقية”…فأجابهم قبل أن يفرغوا رصاص حقدهم في رأسه وجسده بأن نظر في وجه جلاديه بإباءٍ وشموخ دون أن يخنع أو يتوسل، وأقسم اليمين الخالدة:”والله لَـــنِــمــحِـــيــهــا”…هذه الصورة هي من آخر ثانية في حياة الشهيد، وهذه النظرة في عينيه تروي أسطورة معدن الرجال الذين أنقذوا سوريا من مخالب بعير الصحراء وتحكي حكايتهم، فأمثاله ممن لم يركعوا هم الذين جنبوا أهل هذا المشرق مصير الذبح والسبي على أيدي همج النكاح والحوريات، ومن أجل تخليد ذكراهنم قرير العين مع الشهداء والقديسين أيها البطل الوسيم، فها هم إخوة لك قد بَرّوا بقسمك، وها هي دولة إسلام ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب قد مُحِيَت من الوجود تحت أقدام رفاق سلاحك الأوفياء…