في الحروب ينتعش التطرف والولاء لقوى خارجية
كتب /سعيد فارس السعيد :
في الحالات العادية يوجد بكل مجتمع شخصيات ترغب بالزعامة والنفوذ لتحقيق مصالحها الخاصة ، اما بزمن الحرب وانشغالات الدولة بمواجهة أعدائها فإن تلك الشخصيات التي كانت ترغب بالزعامة والنفوذ فإنها تفتش على تحقيق مصالحها ، فتسارع الى استغلال الجهل والفقر للوصول الى اهدافها من خلال التطرف الديني او المذهبي او العشائري والدعوة للولاءات الدينية والعشائرية او من خلال الدعوة للولاء لقوى خارجية ..ففي ظل غياب معالجات الفقر والاحوال المعيشية الصعبة من قبل اية حكومة بأية دولة من الدول النامية بالعالم الثالث ، فإن المجتمعات الفقيرة والجاهلة تساهم بشكل كبير وخطير بتدمير أوطانها ولاتفكر إلا بولاءاتها الدينية او الطائفية او الخارجية التي تؤمن لها متطلبات الحياة المعيشية ، وبهذه الحالة تنمو وبسرعة كبيرة كل أشكال وانواع التطرف والولاءات الخارجية .. حيث أن شخصيات وقادة التطرف والولاءات الخارجية ينتعشون وينشطون بالمجتمع في ظل الحروب و الاحوال المعيشية الصعبة ليستغلوا حاجة الناس لتحقيق مصالحهم ولنشر التطرف ولتشجيع الناس للولاءات الدينية أو العشائرية أو الخارجية .رسالة الفكر والإعلام الوطني صعبة في ظل الجهل والتعصب والتطرف ،وتعدد الولاءات.الانتهازية والمتاجرات والخبث الذي يتميز به بعض المتنفذين الذين لهم ولاءات متعددة وخاصة من لايرى نفسه او قوته إلا بولاء تام ومطلق للقبيلة وللعشيرة ، او للطائفة ..هؤلاء نعرفهم جيدا عبر كل مراحل النضال الوطني ، في سورية ولبنان والعراق وغيرها من بلاد العرب والمسلمين ..فالوطن لايعنيهم إلا لخدمة مصالحهم الخاصة ،هؤلاء هم دائما شركاء بالفساد وشركاء في تعميق وتكريس الجهل ومنع كل اشكال التنمية وبناء الإنسان ،ولهم ولاءات كثيرة واين تميل القوة يميلون ،واين تكون مصالحهم الخاصة الضيقة يكونون ..هؤلاء لايعرفون بأن جال الفكر والصحافة والإعلام الملتزمين بقضايا الشعب والوطن والأمة ، لا يطمحون لزعامة او لاي موقع للمسؤولية ، وبآن واحد لايسمحون لأحد ان يتجاوزهم أو يحاول تهميشهم ،..او يشوه مواقفهم السياسية والوطنية فرجال الفكر والصحافة والاعلام هم من يؤثر بالمجتمع وهم من يصنع الرأي العام ،ومن يساهم بصنع القرار بكل المجالات ..* لذلك ..——- لايستطيع أحد ان يحجب ضوء الشمس عن الناس كذلك لايستطيع أحد كائن من كان ، ان يهمش او يقلل او يحجب رجل الفكر او رجل الإعلام الملتزم بقضايا الشعب والوطن والأمة عن الناس وعن التأثير بالرأي العام .وتبقى الكلمة هي الحياة …حيث لايستطيع أحد ان يمنعك من التفكير وان تقول الكلمة سرا لنفسك او علانية للناس ..مثلما لايستطيع أحد ان يحجب نور الشمس وضوء القمر وكذلك هي الكلمة ،لا يستطيع أحد أن يحجبها او ان يحتكرها ..لذلك لن تنكسر أقلامنا …ولا يستطيع أحد بهذا العالم أن يشتريها ..ولن تكون كلماتنا إلا صوتا للحق وللحقيقة وللمحبة والإخلاص والولاء لله وللوطن ولقضايا الأمة ولإنسانية الإنسان .ولن نكون إلا مع الكلمة النافعة المفيدة التي تبني الانسان العاشق لوطنه والمحب المخلص لانسانية الانسان ومن خلال تلك الكلمة سنكون ضد الفساد بكل الوانه واشكاله ، وضد الارهاب أيا كان مصدره ،وضد الإحتلال ، وضد الليبرالية المتجددة والحديثة بكل مشاريعها وظواهرها ، وضد كل انواع واشكال التعصب والتطرف الديني والمذهبي والقومي والسياسي .–‘