الجامعات الأمريكية
🛑 ما نراه في الجامعات الأمريكية ليس حدثاً عادياً. جيل وُلِد في معظمه بعد الانتفاضة الثانية بسنوات، وعلى مدى أعوام وفي جامعاته العريقة، تم إغراقه بأوهام الصهيونية وقصص ضحايا النا/زية الذين وجدوا في “اسرائيل” سكناً لهم. هذا الجيل شاهد أفلاماً لا تعدّ ولا تُحصى حول “المسلم الإرهابي”. هو الجيل الذي تشبّع طوال سنوات أخبار “داعش” وتعميم ذلك على سائر العرب والمسلمين. جيل، اعتقد العم سام أنّه غسل دماغه، وضمن دعمه وسنده وصوته وهتافه..
هذا الجيل اليوم يعلن تمرّده على كلّ ما سبق! يقف في وجه الجندي، وفي وجه الإعلاميّ، وفي وجه السّاسة، متمرّداً على كل المليارات التي صُرفت لتدجينه، وعلى كلّ الكتب والخزعبلات العاطفيّة والأفلام واللقاءات والدّراسات الكاذبة التي صُنعت لهدف واحد: إسقاط حقّ الفلسطيني في أرضه، وتبرير كلّ ما تفعله وستفعله اسرائيل لإبادة الشّعب الفلسطيني العظيم.. ولكن هيهات..
هذه الحراكات يقودها طلبة بمعظمهم ليسوا عرباً ولا مسلمين، وعدد كبير منهم أبناء أغنى أغنياء أمريكا ومن عائلات معروفة ويهو/دية هي بنفسها تتبرّع للجامعات بالملايين سنويّاً. ولهذه الأسباب وغيرها، لم تستطع وسائل الإعلام المنحازة للاحتلال تجاهل ما يحصل. كلّ القنوات والمنصات تتحدث عنهم.. بالمدح أو الذّم لا يهمّنا.. فلسطين رغماً عن أنفهم حاضرة في كلّ مكان..
دماء أهلنا في #غزة، الدّماء التي لم تتوقف للحظة عن النّزيف.. أيقظت جيلاً كاملاً لم يكن يوماً في الحسبان، على الأقل في الوقت الحالي.
أمّا الآن؟ فهو يثور في كلّ أمريكا، يثور لفلسطين!
- الصورة من جامعة كولومبيا اليوم
الاء حمدان