اتجاهات الرأي العام المحلي هي قرارات جماهيرية ،ومراكز صناعة القرار الواعية والواقعية بالدول النامية هي التي تتابع وتهتم وتستأنس باتجاهات الرأي العام.
كتب/ سعيد فارس السعيد :
عندما تتوافق وتلتقي معرفة واتجاهات اوساط الرأي العام المحلي مع قرارات مراكز صناعة القرار حول أشخاص للعمل بالشأن العام او قضايا يتم طرحها يكون معظم الشعب هو الذي يقرر .
أما عندما يتفاجأ الرأي العام المحلي من قبل مراكز القرار بهذه الشخصية او تلك على انها خبيرة بالهندسة او بالطب او بالاقتصاد او او بالإدارة أو بالصناعة .
وأوساط الرأي العام لاتعرف عن هذه الشخصية وصفاتها ومواقفها واعمالها اي شيئ سوى ان مراكز القرار أرادوا أن تكون بهذا الموقع العام او ذاك ..فإن هذا يعني بأن الرأي العام باتجاه ومراكز صناعة القرار باتجاه آخر .
٢/
القيادات السياسية الواعية بالدول الناميةعندما تعمل للتقدم والنهوض عليها أن تعمل لحماية ورعاية قادة الرأي العام .
لأن قادة الرأي العام الملتزمين بقضايا وطنهم وأمتهم والذين يدافعون عن الدولة وعن قضايا الشعب بكل المجتمعات “النامية “
التي تسيطر عليها النزعات الدينية او العشائرية ، هم أكثر تعرضا من غيرهم للإساءة والمضايقات ،
لأنهم وعند إثارتهم او تسليط الضوء على اية قضية وطنية تهم الشعب بغاية الإصلاح والتنمية فإن ذلك لا يناسب مصالح اهل النفوذ او الفاسدين ممن يستمد نفوذه وسيطرته بالمجتمع عن طريق الدين او الطائفة او العشيرة ..
فأول من يوجه لقادة الرأي العام السهام المسمومة والغدر والاساءة لهم هم اهل النفوذ الديني والطائفي والعشائري بالمجتمع ..
لتصادم مصالحهم مع مايطرحه او يطالب به هذا الكاتب المفكر او ذاك من قادة الرأي العام .
لذلك فإن قادة الرأي العام من الكتاب والمفكرين والإعلاميين الاصلاحيين هم اكثر الناس تضررا من حالات الجهل والتخلف بالأمة وبوطنهم وبوسط مجتمعهم.
ومعظم الدول النامية ستبقى متخلفة لأنه لايوجد لديها انظمة وقوانين تلتزم بها السطات لرعاية وحماية قادة الرأي العام .
من هذا المنطلق فإن بعض القيادات السياسية الواعية في بعض الدول النامية قامت بضمانة الحماية والرعاية لقادة الرأي العام من كتاب ومفكرين واعلاميين الذين يحثون الناس على الاخلاص للدولة والإلتزام بقضايا الوطن وامنه الإجتماعي والاقتصادي .
تلك الدول النامية بقياداتها السياسية وادراتها الواعية هي التي ستعبر الجسور باتجاه التقدم والرقي والإزدهار ..
لانه بدون حماية ورعاية الكتاب والمفكرين وقادة الرأي العام لايمكن للدول ان تنهض او ان تتطور او ان تتقدم .
فالدول الجاهلة والمتخلفة هي التي لا تواكب تطورات العصر ،ولا تهتم بوسائل التأثير بقضايا الرأي العام
لأنه وبعدما اصبحت وسائل التواصل الإجتماعي من اهم واخطر واقوى وسائل التأثير بالرأي العام وبقضايا الرأي العام ..
فإن اية دولة وسلطاتها ومراكز صناعة القرار فيها عندما لا تهتم ولا تتابع وسائل التواصل الاجتماعي وليس لديها القدرة على ان تعرف الصدق بما يتم طرحه او زيف ما يتم نشره
فهي دولة مؤسساتها وإداراتها متخلفة وبحاجة الى تطوير لقوانين سلطاتها ..
وهي غير راغبة بالتقدم والنهوض.. ،
ولايهمها معرفة آلام وآمال الناس ومعالجة تلك الآلام والعمل على تحقيق آمالهم ،
فالناس بكل المجتمعات يحبوا ان يقولوا لاصدقائهم او محبيهم بأوساط مجتمعهم عبر وسائل التواصل الإجتماعي كل آلامهم وآمالهم بدون مخاطبة السلطات .. .
فالدولة التي لا يعنيها سوى آراء ومقترحات ومعلومات من يعمل معها وضمن سلطاتها ..
هي عاجزة عن مواجهة الآخرين بنفس الطرق …
وبالتالي ليس لديها الرغبة في احترام وتقدير الرأي الآخر وايضا ليس لديها حسن الأداء في ان تستوعب او ان ترعى او ان تدرس آراء ومقرحات القامات او الشخصيات المبدعة او الفاعلة .