الاقتصاد أولا .. طريق الحرير
بقلم : علي دياب.
لو لم تفعلها غزة لفعلتها الولايات المتحدة الامريكية بيد اسر .. ا. ئيل الخلاف على تسعير الطاقة وخطوط التجارة العالمية – خط الحزام والطريق ( طريق الحرير ) : بعد وصوله لأيران ومن ثم العراق فسوريا ولبنان وبعدها لتركيا فأوروبا . هذا الطريق يتبع للصين . نلاحظ عدم استقرار هذا الطريق بفعل الحروب والأزمات المفتعلة من قبل أمريكا وخاصة دول الهلال الخصيب العراق سوريا لبنان .- خط الهند حيفا : مرورا بالأمارات والسعودية الإردن حيفا في فلسطين المحتلة هذا الطريق هو أكثر استقرارا ولايوجد فيه مشكلة سوى الم. .ق..او..مة في غزة والضفة الغربية التي يمكن أن تعرقل هذا الخط وتخلق بلبلة فيه . هذا الخط تسيطر عليه أمريكا- كل خط يمثل استثمارات وأعمال بتريليونات الدولارات ( الف مليار = ١ تريليون دولار ) وإذا لاحظنا أن الدولار لا يوجد له تغطية ذهبية تغطيه فمن أين يكتسب قوته وأهميته ؟ يكتسب أهميته وقوته بأنه عملة تبادل السلع وتسعير الطاقة وقوة أمريكا العسكرية والاقتصادية عبر تواجدها بالدول والبحار إذا لم يعد الدولار عملة تسعير حكما سوف ينهار ولو تم تغطيته لاحقا بالذهب ذلك أن ديون أمريكا لكينات أجنبية على رأسهم الصين واليابان بلغت اكثر من / 31 \ تريليون دولار – اذا هل الصراع في العالم اقتصادي على خطوط التجارة وسلاسل التوريد ومنابع الطاقة أم صراع عقائدي ديني وقومي ايضا .. سنجيب على ذلك لاحقا ؟ كيف ان المشهد قبل 7 أوكتوبر ( تشرين أول ) كانت أمريكا تعد العدة لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا لإغلاق معبر البوكمال الواصل بين إيران بغداد دمشق بيروت غزة وتقسيم سوريا لفدراليات ومن ثم ضرب لبنان ( حز .. ب … ال..ل…ه ) ومن بعدها يسهل القضاء على غزة اما العراق تكمل سيطرتها عليه تبقى إيران حينها الامريكي ليس مضطر للاشتباك معها لان الغاية الاقتصادية هي قطع طريق الحرير على كل من الصين وروسيا مع الحفاظ على المصالح الروسية في سوريا مؤقتا ريثما تنتهي الحرب في اوكرانيا التي تندرج في السياق الاقتصادي ذاته * اذا الصراع في حقيقته بين كل من الصين وروسيا طرف وامريكا طرف آخر وفي هذا السياق ننظر لتموضع السعودية مع أي من هذه الخطوط فهي تقع ضمن الخط الأمريكي وليس الصيني* فالصراع مستمر ولن ينتهي بالمدى القصير كون الاشتباك هو بين الوكلاء وليس بين اللاعبين الأساسين* وهنا يتسأل الكثيرون هل بدأت الحرب العالمية الثالثة هنا يقول المفكر انطون سعاده ” التحديد شرط الوضوح ” اذا الموضوع يتوقف على تعريفنا للحرب فإذا كان المقصود هو الاشتباك المباشر بين اللاعبين الأساسين كما في الحرب العالمية الأولى والثانية فهي لم تبدأ بعد لأنه لا يوجد اشتباك مباشر أما لناحية السيطرة على العالم فهي بدأت منذ انهيار الاتحاد السوفيتي وصولا لحرب العراق الأولى والثانية واحتلال بغداد وتهديد سوريا واحتلال افغانستان وصولا للربيع العربي واضطرابات إيران ما عدا المناطق والدول الأخرى كل ذلك لإبقاء نفوذ الولايات المتحدة الامريكية على العالم .* أين التفكير الاقتصادي لدول الهلال الخصيب وإيران ؟ هنا لا بد من أن نذكر المحلل الاستراتيجي الرائع السيد أنيس النقاش رحمه الله والذي كان يطرح استراتيجية التشبيك الاقتصادي بين إيران ودول الهلال الخصيب إضافة لتركيا وما قد ينتج عن هذا التشبيك مع دول أخرى وهي استراتيجية غاية في الأهمية وهذه الاستراتيجية كانت تمثل الفكر الاقتصادي الإيراني وكانت أمريكا تمنع هذا التشبيك لانه ضد مصالحها – سوريا قبل الحرب : طرح السيد الرئيس بشار الأسد فكرة البحار الخمسة التي كانت بحاجة لكثير من العمل وتضم تلقائيا الفكر الاقتصادي الإيراني وحاليا سوريا للأسف تسير بعيد عن هذا النهج وهي بحاجة لعودتها للانتاج لدعم كل من روسيا وإيران لفك ارتباطها بالدولار ودعم حوامل الطاقة وايجاد محطات كهربائية حديثة وإلا لن تكون دولة مق .. اومة فهي ذاهبة باتجاه الانهيار .- العراق: لم ألحظ خط فكري اقتصادي فيه كون تتنازعه المشاريع السياسية والاقتصادية الاقليمية والدولية ولكنه ضمن خط الحزام والطريقالاردن : يشبه لحد كبير العراق ولكنه ضمن الخط الهندي لبنان :طرح الرئيس السابق ميشيل عون فكرة التشبيك الاقتصادي الزراعي بين دول الهلال الخصيب وهي فكرة هامة جدا لكنها ذهبة بذهابه لنجيب الأن عن سؤال سابق حول الاقتصاد والايدلوجيا الدينية والقومية :أمريكا : يحكمها تياران يتصارعان فيما بينهما تيار لديه عقيدة ممزوجة بفكر توراتي بعودة المسيح الدجال للسيطرة على العالم ( قيامة الشيطان ) عبر فتح بوابات زمنية وتيار اقتصادي يمكن ان يبدل خياراته بأي لحظة ويتخلى حتى عن اسرائيل في فلسطين المحتلة مقابل الاستثمار والربح وككلاهما يريد السيطرة على العالم الصين : لديها بعد عقائدي وطني قومي ممزوج بشيئ من الماركسية الصينية فيأتي الصراع الاقتصادي لديها في المقام الأول مع محافظتها على تقاليد الاسرة روسيا : تشبه الصين لحد كبير وتتمسك بقيم الكنيسة الارثوذكسية إيران : تمتزج العقيدة القومية بالدين وعودة الامام المهدي المنتظر ( عج ) مقابل قيامة الشيطان فصراعها مع امريكا يمتلك بعدين اقتصادي ودينيأما دول الهلال الخصيب :لا تعرف ماذا تريد من هذا الصراع فهل هو ديني أم عربي أم اقتصادي فليس هناك من رؤية واضحة لديها رغم أن المسألة الفلسطينية هي شأن حقوقي بامتياز لدول الهلال الخصيب وحقها في الحياة فصراعنا هو صراع حضاري يلعب الاقتصاد فيه ورقة هامة لذلك وضمن هذا الصراع اطرح ضرورة التشبيك الاقتصادي بين دول الهلال وإيران كخطوة أولى على طريق البحار الخمسة نعود لغزة الحبيبة : كان سيتم تصفية المسألة الفلسطينية عن طريق التطبيع ونشر الابراهيمية وترحيل سكان غزة لمصر والضفة للاردن وفلسطيني 48 للبنان وذلك لاجل نجاح الخط الاقتصادي الهندي وبمشاركة وتأييد من دول الخليج العربي حرب 7 تشرين اول قلبت المشهد والمعادلات لذلك حضر الامريكي باقل من 48 ساعة بالبوارج الحربية وأدار المعركة ومن ثم شارك حلف الناتو بالعمليات ضد غزة بشكل سري اخيرا جميع الحروب في العالم يحركها الاقتصاد لكن الوسائل المستخدمة تختلف تبعا لتحقيق الهدف