وفاة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالسكتة القلبية .. ولم يبق لفلسطين سوى السيد حسن نصر الله
نارام سرجون
الحقيقة ان غياب الرئيس التركي عن هذه المحرقة الرهيبة في غزة جعلني أظن ان الطيب أبا بلال قد توفاه الله بسكتة قلبية مفاجئة حزنا وقهرا على غزة .. هذا الرجل صمت فجأة بشكل غريب مثير للقلق لايفسره الا شيء واحد أنه مات شعبيا وماتت شعاراته ..هذا المتصهين صاحب الشعارات ودافوس ومرمرة والصلاة في الجامع الاموي .. والبكاء على البلتاجي في ساحة رابعة .. قرر أن يلبس طاقية الاخفاء اليوم .. واختفى مثل أي قط تركي دخل المطبخ واندس في زاوية مظلمة رغم ان رائحة حفلة شواء الاطفال الفلسطينيين وصلت الى مضيق الدردنيل والبوسفور .. ودخلت مسجد اياصوفيا الذي كان كنيسة واغتصبها الطيب اردوغان ..أين هي جيوشه الانتحارية والارهابية في ادلب التي يحميها برمش العين والتي ذهب الى روسيا مئة مرة ليتوسل من الرئيس بوتين أن يتوقف عن ضربها وطردها من ادلب .. مئة الف مقاتل بيده ارسل منهم الآلاف الى ليبيا والى ناغورني كاراباخ .. والى أوكرانيا .. وأرسل منهم الالاف الى قتال قسد .. ألم يبق منهم مقاتل واحد او انتحاري واحد يرسلهم الى غزة؟ ..لماذا لم يفكر بارسال سفينة مرمرة ثانية .. ولا أن يتفوه في أي دافوس؟ .. لكن من الواضح أن المهمة التي سخّر لها انتهت وهي تشويش العرب والمسلمين لاطلاق الربيع العربي الذي كان هو بحق قائده ومديره التنفيذي ..ألا تستحق غزة الذبيحة منه ان يطرد السفير الاسرائيلي او يقاطع او يثرثر .. ؟؟ ألا يستحق ان يوقف تصدير البضائع الى الاسرائيليين وهم في حالة ارتباك اقتصادي .. لأن المعلومات تقول ان كل الاقتصاد والزراعة الاسرائيلية والمنتجات يتم تعويضها من جسر بحري تركي يبيع المنتجات الزراعية للاسرائيليين في وقت الحرب ..ان الرجل قد مات فعلا بالسكتة القلبية والموت المفاجئ ..الغريب ان الوقاحة من قبل أتباعه من المعارضين السوريين الذين كانوا يهللون لقصف الجيش السوري ويحتفلون بالطائرات الاسرائيلية تغير على دمشق .. وهي نفسها اليوم تغير على غزة .. صاروا الان يتهكمون ان السيد حسن نصرالله لم يطلق صواريخه بعد .. كما تهكموا على ان الجولان صامت منذ 50 سنة دون ان يفكروا ان الجولان كان صامتا ولكن كل مايحيط باسرائيل كان جولانا نتحرك فيه .. من جنوب لبنان الى غزة .. فحيثما كانت مقاومة كان هناك جولان لنا نقاتل فيه .. واليوم رغم ان الحدود اللبنانية الجنوبية ملتهبة وهناك قوائم بأسماء الشهداء من حزب الله في ظل غياب اي شهيد عربي من اي بلد عربي وجيش عربي .. صار الاوغاد أبناء أردوغان من المعارضين السوريين يحركون المشاعر الطائفية .. ويتحركون اعلاميا وفق تعليمات اسرائيلية لقلب رأي الشارع العربي ضد حماس وضد محور المقاومة الذي يتهم أنه لايتدخل لأنهاء المجزرة بالتدخل .. ويسخرون من ان غزة تموت لأن السيد حسن لايرفع اصبعه .. ونسي هؤلاء جميعا ان يطلبوا من أردوغان ان يرفع شيئا واحدا .. صوتا او عصا .. او عتابا .. او موّالا ..المهم ان ربيع غزة قتل الربيع العربي .. وربيع تركيا هو أول ضحايا المعركة وقد سقط مع الربيع العربي مضرجا بدماء الجنود الاسرائيليين ودم الضحايا الفلسطينيين منذ يوم 7 اكتوبر حيث كان الاختبار النهائي للربيع العربي .. وهناك الى جانب الاسرائيليين القتلى في طوفان الاقصى آلاف الضحايا العرب والمسلمين والمفتين والمثقفين الذين قتلتهم غزة .. ورأينا صور جثثهم وأقلامهم وفنهم مع الجنود الاسرائيليين .. انهم آلاف من الاسلاميين ودوي اللحى وآلاف رجال الدين أصحاب الفتاوى .. ومئات المثقفين العرب الذين كانوا لايتوقفون عن الثرثرة لتمجيد الثورة السورية وحرية الشعب السوري .. والذين تبين انهم ميتون ولاحياة فيهم في معركة غزة لأنهم كانوا يبيعون مواقفهم بالدولار في سورية .. وكانوا كلهم ينافقون ..هؤلاء جميعا قتلتهم غزة لأنهم ماتوا واختفوا واختفت شعاراتهم من الشارع العربي .. وبقي نبض الشارع الحقيقي .. وكان من قتلى مجزرة غزة كل المثقفين والنخبويين الليبراليين المروجين للمشروع الغربي الذين ضللوا الشعوب العربية بتحريضهم لتبني الحرية والديمقراطية الغربية والموت من أجلها .. هاهي الشعوب العربية رأت كيف هي ديمقراطية اوروبة التي جمعت الدنيا من اجل الربيع السوري يوما ولكنها تقف في وجه الدنيا من أجل منع رفع علم فلسطين وذكر اسم فلسطين .. وهي مسؤولة عن كل شهيد الان في غزة وكل طفل تقتله الطائرات .. وتمنع أي انسان من أن يذرف دمعة على اي طفل فلسطيني .. وأن يدفن دمعه في قلبه .. حتى استحالت القلوب الى مدافن للدموع مكتظة بالمقابر الجماعية لدموع الناس ولصور أطفال غزة ..الشخص الوحيد الذي ظهر في الشارع العربي في ملحمة غزة بعد أسطورة الربيع العربي هو اسم السيد حسن نصرالله .. ونداء يانصرالله ياحبيب .. اضرب اضرب تل أبيب ..لم تتذكر الحناجر العفوية للعرب الغاضبين الصادقين بعد كل حملة التشويه والتحريض الديني .. لم تتذكر طوائفها التي عملت اسرائيل والغرب على رعايتها وتربية غرائزها .. ومذاهبها .. بل هذه الجماهير بفطرتها انتخبت ان تختار من تثق به في أعماقها … وهي تدرك ان ماقاله شيوخ الربيع العربي كان كذبا وضد فطرتها ..هذه هي الديمقراطية الحقيقية .. ديمقراطية العفوية المعاكسة لأي توجيه اعلامي .. وليس كما حدث في ديمقراطية جماهير الربيع العربي التي كانت توجهها مئات وسائل الاعلام العربية والعالمية وزعماء العالم وآلاف المواقع والمحطات ولم يسمح بصوت واحد معارض لها ان يعبر عن رأيه كما هو اليوم بالضبط .. فمحرقة غزة هي تكرار لمحرقة سورية التي كان كل من يقف مع الجيش السوري والوطن السوري يتهم بالارهاب ودعم جيش من الشبيخة .. كما هي الان حماس بنظر العالم عصابات وشبيحة وارهابيون قتلة .. فقد كان ممنوعا ان تدافع عن الحكم الوطني في سورية او ليبيا .. كما هو اليوم لايسمح لك ان تتعاطف مع غزة .. وكان ذلك يسمى ارادة جماهيرية ..على عكس اليوم حيث ظهرت العفوية المطلقة .. فرغم ان نفس وسائل الاعلام والدول التي دافعت عن حالة فوضى الربيع العربي فانها اليوم ورغم التحريض على غزة وحماس ومحور المقاومة ورغم ان الجماهير كلها محاصرة وهي ممنوعة عن التعبير عن نفسها .. الا أن الجماهير لم تنتخب عفويا اردوغان ولم تقل (يااردوغان وياحبيب اضرب اضرب تل ابيب) .. ولم تنتخب بعفويتها اي شخص آخر .. لأنها بحسها العفوي أدركت ان الرجل الصادق الوحيد الذي لم يكذب عليها وهو عند وعده هو السيد حسن نصرالله وليس الميت أبو بلال اردوغان الذي كان أحد ضحايا عملية 7 اكتوبر ومات مع الجنود الاسرائيليين .. وتم سحبه من دبابة خطاباته وسحله خارج هذه الدبابة التي قصفتنا بقذائفها الخبيثة المسمومة بالكذب طوال 12 سنة ..الى الجحيم .. ذهب .. ومات .. وتم دفنه معنويا في .. اسرائيل .. ومابقي منه هو خيال وذكرى مشينة ومهينة للعرب والمسلمين ..مع الجمهور العربي بكل عفوية وثقة .. سننادي:
يانصرالله ياحبيب ….
اضرب اضرب تل أبيب ..
يانصرالله وياحبيب ..
اضرب اضرب تل أبيب ..