واشنطن ستحافظ على وجود دبلوماسي محدود في شمال شرقي سوريا
حضرت أميركا في تلك المنطقة من خلال فرق دبلوماسية ترأسها مبعوثون خاصون من الخارجية
عبد الحليم سليمان/ مراسل
اندبندنت عربية:27/9/2023
أعلنت الخارجية الأميركية عن محدودية وجودها الدبلوماسي في سوريا والتزامها بشمال شرقي سوريا والتركيز على جهود الاستقرار في البلاد. يأتي ذلك عقب صدور تقارير إعلامية وتكهنات تفيد بنقل السفارة الأميركية من دمشق إلى مناطق خارج سيطرة النظام السوري.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية فضل عدم ذكر اسمه في تصريح خاص لـ “اندبندنت عربية” إنهم ملتزمون بالحفاظ على وجودهم المحدود في شمال شرقي سوريا، وإن هذا الوجود الدبلوماسي جزء من استراتيجية شاملة لهزيمة “داعش” و”القاعدة” “من خلال قوات سوريا الديمقراطية والشركاء المحليين الآخرين”. وأضاف المسؤول الأميركي في تعليقه حول مستوى العمل الدبلوماسي الأميركي في سوريا، بأن جهود بلاده في ظل إدارة الرئيس جو بايدن ركزت على استقرار الوضع في سوريا، حيث اتبعت “سياسة استباقية” للحفاظ على وقف إطلاق النار، إلى جانب ضمان عدم عودة “داعش” إلى الظهور، وتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية.
مبعوثون دبلوماسيون
وخلال السنوات الأخيرة كان الحضور الدبلوماسي الأميركي واضحاً فقط في مناطق شمال وشرق سوريا من خلال فرق دبلوماسية يترأسها مبعوثون خاصون من الخارجية الأميركية، حيث كان أول المبعوثين السفير وليم روباك الذي بدأ مهمته في عام 2018 وحتى 2020 وخلفه ديفيد براونشتاين حتى صيف العام الماضي ثم جاء بعده نيكولاس غرينجر الذي انتهت مهماته قبل أشهر ليتسلم بعدها مهام مدير عام منصة سورية الإقليمية في وزارة الخارجية.
وتحتفظ الخارجية الأميركية بوجود مستمر لموظفيها ودبلوماسييها في مناطق شمال شرقي سوريا على خلاف بقية المناطق السورية، سواء الخاضعة لسيطرة الحكومة أو المعارضة المدعومة من تركيا. ولا يخلو المشهد من زيارات ولقاءات لساسة أميركيين خصوصاً من أعضاء الكونغرس لمناطق المعارضة والإدارة الذاتية.
لا دلالات لتغير اسم السفارة
إلى ذلك، أثار تغيير اسم السفارة الأميركية على مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي أواسط سبتمبر (أيلول) الجاري جملة تكهنات وتوقعات حول الهدف من هذا التغيير، إلى جانب تقارير تحدثت عن نقل السفارة الأميركية لمقرها وموظفيها إلى مناطق شمال وشرق سوريا وبالتحديد إلى مدينة الحسكة. وأفاد المكتب الإعلامي الإقليمي في دبي التابع لوزارة الخارجية الأميركية بأن تغيير اسم السفارة لا يحمل أي دلالات وأن الإجراء يخضع إلى معايير قياسية في اعتماد الاسم بحسب الصيغة الموحدة لأسماء السفارات في بلدان العالم “وليس هناك أي رسائل من وراء هذا التغيير”.
إمكانية فتح قنصلية
وكانت معرّفات السفارة تحمل اسم “سفارة الولايات المتحدة الأميركية في دمشق” إلى “سفارة الولايات المتحدة الأميركية في سوريا”، وأغلقت واشنطن في فبراير (شباط) 2012 سفارتها في دمشق وسحبت جميع موظفيها منها، وكان وقتها السفير روبرت فورد يرأس فريق بلده الدبلوماسي هناك. وكانت السفارة تتخذ من مبناها الرئيس في حي المهاجرين بالعاصمة السورية مقراً لها من دون وجود أي قنصليات في مدن أو محافظات سورية أخرى، في حين أن القانون الدبلوماسي الأميركي يسمح للخارجية الأميركية بفتح قنصليات لها في مدن أو مناطق واسعة داخل البلاد التي لها تمثيل دبلوماسي فيها، إلا أنه حتى الآن لم تفتح الولايات المتحدة قنصلية لها في شمال شرقي سوريا رسمياً، حيث يعمل دبلوماسيوها في القواعد العسكرية المنتشرة في المنطقة وخصوصاً في الحسكة وذلك في إطار شراكتها مع التحالف الدولي لمكافحة “داعش”.