ومصر أيضاً مستهدفة
معن بشوّر
18/9/2023
فور الإعلان في قمة العشرين في الهند عن “المؤتمر الاقتصادي” الجديد الذي يسعى إلى ربط آسيا بالشرق الأوسط وأوروبا، عن طريق ميناء حيفا في فلسطين المحتلة، ترتكز التحليلات الصحفية والسياسية على أن هذا الممر يشكّل رداً على خط الحزام والطريق الذي نرعاه الصين والذي شمل 145 دولة.
لكن القليل من المحللين، بينها بعض وسائل التواصل في مصر، تحدث عن خطورة هذا الممر على قناة السويس المصرية، وحرمان مصر من موارد هامة وهي التي تعاني أصلاً من أزمة اقتصادية خانقة.
وإذا أضفنا إلى هذا العامل، ما تفعله أثيوبيا من محاولة سرقة مياه النيل عن مصر والسودان، وما بحبط بمصر من حروب وفتن في السودان وليبيا، ناهيك عن التهديد المستمر من تل أبيب عبر قطاع غزّة، ندرك أن مصر، مهما عقدت حكوماتها من اتفاقات مع العدو وأطلق مسؤوليها من تصريحات، فإنها كانت وما زالت هدفاً رئيسياً من أهداف المؤامرة على الأمّة العربية إدراكاً من أعداء الأمّة لأهمية مصر الجيوسياسي من جهة، ولمعرفتهم لموقف شعبها البطولي ضد التطبيع، وكان آخر مظاهره عملية الجندي المصري الشهيد محمد صلاح إبراهيم على الحدود المصرية مع فلسطين المحتلة.
ورغم تقديرنا أن مصير مشروع “الممر الاقتصادي” الجديد لن يمر في ظل عوامل عديدة، أبرزها التحولات المتسارعة في موازين القوى الدولية، لكن هذا لا يعفي قوى التحرر في الأمّة من خوض معركة إسقاط هذا المشروع الذي يهدف إلى “التطبيع” العربي مع العدو الصهيوني، عبر ميناء حيفا في فلسطين المحتلة، كما إلى المساهمة في عزل مصر وحصارها ليستكمل الحصار والحرب مهمتهما على العواصم الثلاثة التي يرتبط بمصيرهما مستقبل أمّتنا واستقلالها ونهضتها وهي بغداد ودمشق بالإضافة إلى القاهرة.
كما نتوجه بشكل خاص إلى حكومتي الرياض وأبو ظبي أن تنسحبا من هذا المشروع المشبوه تأكيداً لانتمائهما العربي والإسلامي ولاستقلالهما عن الإملاءات الصهيونية.