وجهة نظر
جبران خليل جبران يتحدث عن سورية عام 1919 .
” ما أعظم بليتك يا سوريا، إن أرواح أبنائك لا تدبّ في جسدك الضعيف المهزول، بل في أجساد الأمم الأخرى، لقد سلبتك قلوبهم وبعدت عنك أفكارهم، يا سوريا، يا سوريا، يا أرملة الأجيال وثكلى الدهور، يا سوريا يا بلاد النكبات، إن اجسام ابنائك لم تزل بين ذراعيك، أما نفوسهم فقد بعدت عنك.
فنفسٌ تسير في جزيرة العرب و نفسٌ تمشي في شوارع لوندرة لندن ، ونفسٌ تسبح مرفرفة فوق قصور باريس،ونفس تعدّ الدراهم وهي نائمة.
يا سوريا يا أماً لا ابناء لها.
اسمعوا أيها المسجونون في سجن ضمن سجن ضمن سجن.
ليست سوريا للعرب.
ولا للإنكليز ولا للفرنسيين ولا لليهود.
سوريا لكم ولي
إن اجسامكم التي جُبلت من تربة سوريا،
هي لسوريا، وارواحكم التي تجوهرت تحت سماء سوريا هي لسوريا، وليست لبلاد أخرى تحت الشمس. فأنا سوري وأريد حقاً سوريا، وحرية سوريا لسوريا “.
الليل و الصباح 1919 جبران خليل جبران .