الكراهية للمق.اومة الإسلامية “ح.زب الله” في لبنان من بعض الأحزاب الضيقَة هي ثقافة مجتمع وليست تضليل إعلامي؟
كَتَبَ إسماعيل النجار
سؤال بديهي يُسأَل في كل بيت مؤيد للمق.اومة في لبنان من أي طائ.فة كان أو مذهب ، لماذا البعض يكرهها إلى هذا الحَد ويعمل لإضعافها وتدميرها في أكبر عملية تقاطع لموقفهِ مع الكيا.ن الصه.يوني مع العلم أن المق.اومة قدمت الكثير للبنان وكل الطوائف اللبنانية والمنطقة،السؤال الكبير هوَ،، ما هيَ مصلحة هؤلاء في التصدي لها وزرع الخصومة وحصد العداوة معها؟! هل هؤلاء صهاينة بأثواب لبنانية أم أنهم عملاء لهم؟
، أم أن موقفهم غير مرتبط بالموقف الص.هيوني ولكنه تقاطعَ معه بالصدفة من دون أي تنسيق مُسبَق أو تعامل وهذا أخطر؟سنشرح لكم وُجهَة نظرنا بالقضية علَّنا نصل سوياً إلى إستنتاج علمي يفيدنا في تصحيح العلاقة وتصويب إبرَة البوصلَة نحو الإتجاه الصحيح،لأن هذه القضية ليست طارئة إنما لها جذور عميقة في التاريخ، عام ١٨٦٠ كانت القنصليات الاوروبية تحمي الوجود المسيحي في المنطقة العربية ومنها لبنان بموجب إتفاق مع المحتل التركي الذي أعطى كُلٍ من الدروز والمسيحيين إستقلالية سياسية وامتيازات، وكان للسُنَّة حيثية خاصة في نظر الباب العالي إلا الأقليات الأخرىَ ومن بينهم الشيعه الذين لجئَ أكثرهم إلى الكنيسة لنيل الحماية وحفظ الممتلكات هرباً من الظلم العثماني، فَنُهِبَت ممتلكاتهم من حُماتهم في أكبر عملية غدر وخديعه بالتاريخ ولم تُعاد إليهم والجرح مفتوح، مع العلم أن بعض العائلات المسيحية العريقة اليوم كآل الهاشم والنجار وسماحة وغيرهم جميعهم كانوا من الطائفة الشيعيه إعتنقوا الديانة المسيحية هرباً من سيف السلطان العثماني وسطوته،رغم أن الشيعه وخلال كل تاريخهم لم يتعاملوا مع الفرنجة ضد العثمانيين، ودائماً كانوا السباقيين لمناصرتهم ضد الغرب الإستعماري، ودائماً كانوا مستهدفين منهم،حتى بعد جلاء المستعمر التركي كانت ثورة السيد عبدالحسين شرف الدين مُوَجهَة ضد الإستعمار الفرنسي والإنكليزي ولم يشعل ثورة ضد الأتراك، حتى في العراق إشعال ثورة العشرين التي قامَ بها الشيعه واطلقوا صفارتها كانت مُوَجَهة ضد الإنكليز الذين تسببوا بتدمير المقامات في كربلاء والنجف على يد آل عبدالوهاب وآل سعود السلفيين، ولم تكُن ضد الأتراك العثمانيين رغم ما فعلوه بهم، عند إعلان دولة لبنان الكبير حصلَ الموارنة تحديداً على إمتيازات السلطة والحكم مدعومين من الغرب، بقيَ الشيعه داخل هذا البَلَد مهمشين رغم ما قدموه له وما أغنوا وطن الأرز به من قِيَم إجتماعيه وتضحية،التحق الشباب الشيعه بصفوف حزب النجادَة والحزب السوري القومي الإجتماعي والحزب التقدمي الإشتراكي وباقي الأحزاب الوطنية ولاحقاً إنتموا إلى الفصائل الفلسطينية وناضلوا ضد الإستعمار والإستبداد والإحتلال الصهيوني لفلسطين، الأمر لم يَكُن على خاطر المستعمرين الذين حركوا عملائهم في الداخل وعلى رأسهم بيار الجمَيِّل الجِد وكميل شمعون اللذان تواصلآ مع إسرائيل وطلبآ منها تسليحهم ضد ما أسموه الإتساع الديمغرافي الإسلامي المؤيد للقضية الفلسطينية والمعادي للكيان الصهيوني، بعد ثورة القوميين عام ١٩٥٨ ثبتَ للمارونية السياسية أن الشيعه يشكلون رأس حربَة عداء للمشروع الغربي الذي يعتبرونه الموارنة آنذاك أنه يمثلهم ويعيشون بظلِهِ، وما زاد الطين بِلَّة دعوة السيد عبدالحسين شرف الدين للإمام السيد موسى الصدر إلى لبنان لتولي أمور الطائفة بعدما شعرَ بأن خطر تجاذبها وضياعها مؤكد في غياب أي شخصية دينية تخلفه في قيادتها بعد وفاته، مجيء الإمام الصدر وتوليه زمام ناقة الطائفة زادَ من خوف الموارنة رغم اعتدال سماحة الإمام المغدور،عملت المارونية السياسية على إنشاء جيل مؤيد للغرب لا يعترف بفلسطين عربية ولا يعتبر الكيان الصهيوني عدواً له، والمناهج الدراسية كانت لغير صالح فلسطين اغلبيتها مزورة ومدسوسة، حُقِنَ هؤلاء الشبان بالكراهية اتجاه المقاومة الفلسطينية والقضية الفلسطينية وضد سوريا والشيعه، فعندما عجزوا عن إخراج السلاح الفلسطيني الذي أدخلوه هم أنفسهم إلى البلاد أشعلوا الحرب الأهليه وجاءوا بإسرائيل لتحتل نصف لبنان ومنه العاصمة بيروت،إعلان المقاومة بوجه إلمحتل الصهيوني أثار حفيظة القسم الأكبر من المسيحيين واعتبروها إرهاب ضد دولة ديمقراطية يسمونها إسرائيل! كل ذلك بسبب ثقافة تربوا عليها أشبعوهم فيها قادتهم كره المسلمين والمقاومين واقنعوهم بأننا مجتمع متخلف، بعد ارتفاع اسهم المقاومة وتحقيقها إنجازات وبعدما أصبحت قوة لا تقهَر وبعدما تراجع المشروع الصهيوني الذي ربطوا انفسهم به ارتباط وثيق شعرت الاحزاب الإنعزاليه المسيحية أن سيطرة الشيعة على المشهد السياسي بقوة المقاومة سحق الإمتيازات المارونية خصوصاً والمسيحية عموماََ، الامر الذي زادَ من حقدهم على هذه المقاومة، ورفعوا شعار الإحتلال الإيراني للبنان وسيطرة حزب الله على مفاصل الدولة في أكبر كذبة على وجه الارض كانَ بطلها الأول فارس سعَيد،إذاً كُره المقاومة أصبحَ ثقافة لدى البعض من المسيحيين من دون مبرر سوى أنها تخاصم المحتل الصهيوني وهذا ما يرفضوه،هكذا تربوا وربوا أبنائهم، هذا الأمر ينسحب اليوم على المجتمع الذي زادَ التطرف فيه وازدادت الكراهية للشركاء في الوطن مما يشير إلى ان قوة حزب الله هي التي تمنع حرب أهليه جديدة وإلا لكنا عدنا إلى عام ١٩٧٥ بكل بساطة،عليهم أن يقرروا أن يكونوا لبنانيين عرب وليس فينيقيين. ستبقى شُعلَة المقاومة هيَ التي تنير دربنا إلى يوم الدين، عاشت المقاومة الإسلامية. عاشَ لبنان.
بيروت في… 8/9/2023