حوار صحفي شامل لكل ما يتعلق بالحرب المفروضة على الدولة السورية ….

حوار صحفي شامل لكل ما يتعلق بالحرب المفروضة على الدولة السورية منذ آذار 2011م، عبر المحاور التالية:ـ حرص واشنطن على إعادة تدوير داعش “استهداف قافلة المبيت في ريف دير الزور منذ حوالي شهر”، وإلى أي مدى يمكن أن يشكل تهديدات نواجه الأمن الوطني السوري. ـ ماذا تريد واشنطن من التصعيد الميداني في الشرق والشمال الشرقي السوري؟. ـ الحديث عن سعي أمريكي لإقفال الحدود العراقية السورية، وحقيقة الصراع بين ميليشيات قسد ومسلحي العشائر العربية. ـ آفاق تفعيل مقاومة شعبية عسكرية لإخراج قوات التحالف من المناطق التي تحتلها. ـ أسباب عودة الفتور للعلاقات العربية السورية بعد ازدياد الآمال بزخم جديد بعد قمة جدة……………….. الحوار كاملاً كما نشرته وكالة مهر…https://ar.mehrnews.com/news/1936273/%D8%A3%D9%88%D9%84-%D8%AF%D9%81%D8%B9%D8%A9-%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D9%84%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A-%D8%B3%D8%AA%D9%84%D8%B2%D9%85-%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A5%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9متخصص بالجيوبوليتيك والدراسات الإستراتيجية لـ”مهر”:أول دفعة توابيت لجنود الاحتلال الأمريكي ستُلزم واشنطن على إعادة حساباتهاقال الباحث السوري المتخصص بالجيوبوليتيك والدراسات الإستراتيجية حسن أحمد حسن، ان واشنطن راغبة جداً في السيطرة على الحدود السورية العراقية لقطع شريان التواصل بين طهران قائدة المحور المقاوم، وبين بقية أقطاب المحور الممتد إلى العراق، وسورية، ولبنان، وفلسطين واليمن…وكالة مهر للأنباء – القسم الدولي: لم تتوقف المحاولات والضغوط الأمريكية منذ بداية الحرب على سورية بالرغم من كل الدمار والتشريد والقتل الذي أصاب هذه البقعة الجغرافية الهامة جدا بالنسبة لمعظم قوى المنطقة.. فكما يرى الجميع هناك ضغط متواصل سياسي وعسكري وحصار وتجويع للشعب السوري هدفه تحقيق حلم راود الأمريكيين والصهاينة لسنوات وهو تفتيت وتمزيق وتقسيم سورية وتحويلها إلى كانتونات طائفية ودويلات متناحرة متصارعة محطمة، وقطع الطريق بين طهران ودول محور المقاومة…وفي هذا الصدد أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، “وردة سعد” حواراً صحفياً مع الباحث السوري المتخصص بالجيوبوليتيك والدراسات الإستراتيجية الدكتور “حسن أحمد حسن”، وأتى نص الحوار على الشكل التالي:• في الأيام القليلة الماضية تعرض الجيش العربي السوري لهجمات إرهابية سقط خلالها شهداء أبرار.. وقد نسبت هذه العمليات لتنظيم داعش الإرهابي، فهل ترون أن هذا التنظيم استعاد عافيته وأعاد تنظيم صفوفه؟ وهل يمكن القول إن سورية أمام حرب جديدة مع الإرهاب؟ أم أن الأمر حدث عابر من فلول مهزومة؟داعش كغيرها من الظواهر والصناعات الأمريكية التي تُنْتَجُ في الغرف المظلمة التابعة لمفاصل صنع القرار وفق رؤية الزمرة الشريرة المعروفة بالحكومة الخفية أو حكومة الظل العالمية، وكل مُنْتَجٍ يخرج من دهاليز ذاك المختبر الصهيو ـ أمريكي يتم تسويقه للعلن بلبوس جديد يخدم أهداف صناع إستراتيجية الهيمنة وبسط النفوذ بالقوة، ووفق الدور المرسوم له، والمهمة التي صُنِع لأجلها، وتتساوى في هذا الأمر القنابل النووية التي ألقيت على هيروشيما وناغازاكي مع “داعش” أو “جبهة النصرة” أو غيرهما من بقية التنظيمات الإرهابية المسلحة التي تدعي واشنطن أنها تقود تحالفاً دوليا لمحاربتها، في حين أن معطيات الواقع والحقيقة تقول: إن تلك التنظيمات الإرهابية المسلحة تنمو وتترعرع في الرحم الأمريكية الخبيثة، والواقع ذاته يمكن سحبه على الكثير الأوبئة والجراثيم والفيروسات التي تهدد حياة البشر، وهذا ينطبق أيضاً على العديد من الحكام والأنظمة الدائرة في الفلك الأمريكي حسب المدار المحدد لكل منتج بشرياً كان أم حيوانياً أم مادياً.مدى صلاحية الاستخدام لأي من تلك المنتجات الصهيو ـ أمريكية لا يتم تحديده بشكل مسبق، بل وفق الجدوى واستمرارية المردودية ضمن بنك الأهداف المعتمد، وهذا يفسر تقدير الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما الفترة اللازمة للقضاء على “داعش” مدعياً أنها قد تمتد من عدة سنوات إلى ثلاثين عاماً، أي أنه في أي وقت ترى إدارة الشر في واشنطن أن الدور الوظيفي لهذا المنتج أصبحت متدنية أو غير ذات جدوى يمكنها تنفيذ فصل هوليودي مسرحي تهيئ له خشبة العرض المطلوبة على مسرح الأعمال القتالية لتصدير صورة خادعة عن”الجندي السوبرمان الأمريكي” الذي استطاع القضاء على داعش والترويج لذلك، وطالما يمكن تكليف “داعش” بتنفيذ مهام وأدوار تخدم الأجندة الأمريكية سيقولون إن خطر داعش ما يزال يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، وأنه سبب استمرار احتلالهم لهذه المنطقة الجغرافية أو تلك في سورية أو العراق، أو غيرهما من دول المنطقة التي تنتشر على أراضيها وفي مياهها القواعد وأساطيل الموت والتدمير الأمريكية.يمكن القول بشفافية ووضوح إن صلاحية استخدام “داعش” ما تزال سارية المفعول، فداعش يمثل جزءاً من الجيش الأمريكي على الأرض…استناداً إلى ما سبق يمكن القول بشفافية ووضوح إن صلاحية استخدام “داعش” ما تزال سارية المفعول، وهذا يعني سعي كل من يدور في الفلك الأمريكي للحفاظ على “داعش” كفزاعة ومشجب لتعليق الجرائم الأمريكية عليه، وبالتالي هو اليوم ما يزال حاجة أمريكية قابلة للاستخدام والاستثمار فيها عبر المحاربة بـ”داعش” وليس محاربة “داعش”هذه حقيقة الواقع” فداعش يمثل جزءاً من الجيش الأمريكي على الأرض، وبعد نجاح الجيش العربي السوري بمساعدة الأشقاء والأصدقاء والحلفاء في تهشيم العمود الفقري لداعش وبقية التنظيمات الإرهابية المسلحة سارعت واشنطن لركوب الموجة والادعاء بملاحقة فلول التنظيم والقضاء على بعض متزعميه ممن انتهى دورهم الوظيفي ويجب إسكاتهم إلى الأبد، وفق المنهج الأمريكي” المعروف بوأد الأسرار مع من اطلع عليها، لأنهم يشكلون خطراً على من أوجدهم ورباهم وأمن لهم متطلبات البقاء والتمدد بما ينسجم وسياسة تسمين العجول التي يتم تصنيفها وفق نسبة السمنة والدهون المتراكمة، وكل منها ينتظر دوره لأخذه إلى المقصلة.بالعودة إلى نص السؤال المتعلق بالاعتداء الإرهابي الذي تعرضت لها قافلة مبيت عسكرية، وأدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة آخرين، فقد صدر بيان رسمي من وزارة الخارجية السورية يحمل واشنطن والتنظيمات الإرهابية المنضوية معها المسؤولية المباشرة عن ذلك، وتضمن بيان الوزارة: “تؤكد الجمهورية العربية السورية أن هذا العدوان الإجرامي والإرهابي يأتي في إطار التصعيد الأمريكي ضد سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها، وفي سياق دعم ورعاية الولايات المتحدة الأمريكية للتنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم “داعش” الإرهابي، وتوظيفها له وللميليشيات الانفصالية العميلة لها كأداة لتنفيذ مخططاتها تجاه سورية والمنطقة، ولاسيما أن هذا العمل الإجرامي يتزامن مع النهب الأمريكي المستمر لثروات سورية النفطية والزراعية وزيادة الضغوط الاقتصادية على الشعب السوري، بهدف إطالة أمد احتلالها ومواصلة زعزعة أمن واستقرار المنطقة بأسرها”.قراءة بيان وزارة الخارجية بروية يوضح الصورة من مختلف جوانبها، وبالتالي غير ممكن وفق إمكانيات ما تبقى من داعش تنفيذ إعادة تنظيم قواته بأعداد تمتلك القدرة على تشكيل خطر ضد الدولة السورية، وهذا لا يلغي احتمال زج كل من يعمل تحت المظلة الأمريكية في مواجهة الجيش العربي السوري، وتقديم الدعم المطلوب تحت مسميات مختلفة، مع ترك نسبة من المسلحين الذين يحملون اسم داعش وهويته، وتمكينهم من العمل والتحرك بإشراف أمريكي سري لا علني للتمسك بشعار محاربة “داعش” كذريعة لاستمرار الاحتلال ونهب الخيرات والثروات، وهذا لا يغير من حقيقة أن سورية تجاوزت الفصول الأخطر والأصعب من الحرب المزمنة المفروضة منذ آذار 2011م.• في كل مرة نتحدث فيها عن الإرهاب، وخصوصا الإرهاب التكفيري الداعشي، يشير البعض بإصبع الاتهام إلى الولايات المتحدة ومخابراتها.. هل تعتقدون فعلا أن الأميركي هو من يقف خلف هذا الإرهاب؟ وإذا كان ذلك صحيحا فماذا تريد واشنطن اليوم من تحريك هذا الملف؟ارتباط داعش بالأمريكي مباشرة ومداورة ليس تهمة، بل حقيقة اعترفت بها وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق هيلاري كلنتون، واعترف بها الرئيس الأمريكي السابق ترامب، فضلا عن وثائق ويكليكس والمئات من التحليلات الصادرة عن مراكز دراسات إستراتيجية وفي أهم الصحف الأمريكية، وجميعها يسلم بحقيقة الدور الأمريكي الجوهري والمفتاحي في خلق داعش وتمكينها من القتل والإجرام بمباركة أمريكية صرفة…مواجهة أخطار تنظيم داعش هي الذريعة التي تسوقها واشنطن لاستمرار احتلالها لأجزاء من الجغرافيا السورية…وإذا كان من المتعارف عليه في عالم الجريمة قاعدة تقول “المجرم يحوم حول مسرح جريمته” إلى درجة يكاد يقول فيها “خذوني” فالعربدة الأمريكية تجاوزت ذلك بأشواط ومنذ عدة أشهر استبقت الأحداث ونشرت الواشنطن بوست دراسة تتحدث عن مساعٍ سورية ـ إيرانية ـ روسية يتم العمل على ترجمتها لإخراج القوات الأمريكية من سورية، وكأنها تمهد بنشر هكذا أخبار إلى تبرير تصعيدها الميداني واستجرار العديد من المعدات والأسلحة الحديثة إلى المنطقة بما في ذلك الأجيال الأحدث من الطائرات الحربية القاذفة والمقاتلة، فضلاً عن حاملة طائرات والآلاف من مشاة البحرية الأمريكية، وطالما أن مواجهة أخطار تنظيم داعش هي الذريعة التي تسوقها واشنطن لاستمرار احتلالها لأجزاء من الجغرافيا السورية، وتمكينها من نهب الثروات والمحاصيل الإستراتيجية في كامل منطقة الجزيرة، وحرمان الشعب السوري من نفطه وغازه وحبوبه وبقية خيرات أرضه، فأي خبر تتناوله وسائل الإعلام الأمريكية يمكن اعتباره أمر عمليات مباشر لداعش لتصعيد تحركاته وجرائمه، فتظهر أمريكا بمظهر البطل المنقذ والمخلص..أي خبر تتناوله وسائل الإعلام الأمريكية يمكن اعتباره أمر عمليات مباشر لداعش لتصعيد تحركاته وجرائمه…ومثل هذه المسرحيات الممجوجة لم تعد تقنع أحداً، ولا يمكن لداعش أو غيره من التنظيمات الإرهابية المسلحة النشاط في المنطقة إلا بمباركة قوات التحالف بزعامة واشنطن، بل وبمساعدتها أيضاً، وهذا يعيدني إلى حافلة المبيت التي تعرضت لكمين داعشي، فالأخبار المتعلقة بالموضوع أجمعت على أن الاستهداف كان ليلاً، و داعش لا تستطيع تمييز حافلة مبيت تتحرك ليلا من غيرها من بقية السيارات والحافلات المدنية، الأمر الذي يؤكد أن قوات التحالف هي التي رصدت وتابعت الحافلة منذ لحظة خروجها من المعسكر إلى لحظة الاستهداف، وأنها هي التي زودت المنفذين الدواعش بالمعلومات ووجهة التحرك وساعته، ونوعية السيارة وقد يكون رقمها مع المنفذين، كما أن الاحتمال الأكبر أن يكون تنفيذ الجريمة تم بإشراف مباشر من قبل الأمريكيين…فكل ما له علاقة بداعش وأخواتها وبنات عمها وخالها ورفيقاتها مرتبط بأصابع القيادة الأمريكية التي تتباهى بأنها قادرة على رصد أي حركة في الشارع، ولا يمكن لدجاجة أن تتحرك إلا وتكون مرصودة من قبل تلك القوات.الأمر الآخر الجدير بالتوقف عنده هنا يتعلق بانحسار داعش وتآكل قدراته، ويمكن القول: إنه منذ إتمام عملية التحرير الثاني وتطهير الجرود على امتداد الحدود السورية اللبنانية، وتتويج العملية بتاريخ 28/8/2023 بكنس داعش والنصرة من تلك المنطقة وحتى هذه اللحظة لم يتمدد تنظيم داعش متر مربع واحد، بل هو في انحسار وتآكل، ولا توجد أي بقعة جغرافية معلن عنها أنها تحت سيطرة داعش، والسؤال المشروع هو: من أين يأتي داعش بالسلاح والتمويل طالما أنه لا يسيطر رسمياً على أي بقعة جغرافية، والجميع يدعي الحرص على محاربته؟. الجواب المنطقي الموضوعي الوحيد المقنع للعقل هو ارتباط داعش بالأمريكي الذي صنعه بشكل مباشر، ومنه يستمد سبب استمرار وجوده الاحتلالي المتناقض مع كل ما له علاقة بالقانون الدولي وميثاق المنظمة الدولية.واشنطن تريد تعويض بعض الخسائر المتراكمة على الجغرافيا الأوكرانية، وإيصال رسالة للروس أنه بالإمكان تحريك الدواعش ضد الوجود الروسي في سورية…ما يتعلق بالقسم الأخير من السؤال بخصوص ما الذي تريده واشنطن من هذا الملف، فالمطلوب كثير وواسع ومتعدد الجوانب والمستويات من التكتيكي إلى الاستراتيجي، وتحريك هذا الملف بالتزامن مع زيادة خرق تفاهم منع الاحتكاك مع الطيران الروسي يشير إلى أن واشنطن تريد تعويض بعض الخسائر المتراكمة على الجغرافيا الأوكرانية، وإيصال رسالة للروس أنه بالإمكان تحريك الدواعش ضد الوجود الروسي في سورية، والأمر نفسه يمكن أن ينسحب على رسالة مشابهة للأصدقاء الإيرانيين، ناهيك عن الاستمرار بالانتقام من الشعب السوري وحرمانه من ثرواته ونهبها، والحيلولة دون عودة العلاقات الطبيعية بين سورية وبقية الأطراف الراغبة في تحسين علاقاتها مع دمشق، لكنها تخشى الغضب الأمريكي، وأهداف أخرى تتعلق بمصالح الكيان الصهيوني المأزوم والمتشرذم، ومحاولة تحصينه أمنياً ما أمكن في مواجهة الأخطار الوجودية جراء عنصرية حكومته المتطرفة التي فاقت كل تصور وتقدير.• ما دام الحديث يجري عن الدور التخريبي للقوات الأميركية المحتلة لجزء من الأراضي السورية.. فما صحة المعلومات الصحافية عن تصعيد أميركي لإقفال الحدود العراقية السورية؟ وما حقيقة المعلومات عن صراع في ميليشيات قسد بين الميليشيات الكردية ومسلحي العشائر العربية؟سؤال مهم جدا، ويجب التمييز بين رغبة واشنطن وبين ما هو قائم بالفعل على أرض الواقع، فالتصعيد الأمريكي الذي يتم تناوله في وسائل الإعلام له مرتسمات على أرض الواقع:• زيادة عدد الجنود..• تعزيز ترسانة الأسلحة بما تحتاجه وما لا تحتاجه قواعد الاحتلال الأمريكية..• تشكيل مجاميع إرهابية جديدة وتدريبها وتزويدها بالسلاح والدعم اللوجستي المطلوب وزيادة عن المطلوب “جيش سورية الحرة”..• دعم داعش وتحفيز عناصره لزيادة الجرائم والاعتداءات ضد الجيش والسكان بهدف إبقاء الأجواء متوترة، والأمان بعيداً عن دورة الحياة اليومية..• إخراج المئات من عتاة داعش من سجون قسد وجلبهم إلى التنف لتكليفهم بمهمات تخدم الأجندة الأمريكية..• زيادة وتيرة خرق تفاهمات عدم الاصطدام مع الروسي في الأجواء السورية، وعلى سبيل المثال لا الحصر تم خرق اتفاق التفاهم “315” مرة في شهر حزيران الماضي..• الاستمرار بسرقة النفط والغاز والثروات السورية، الخ…المعادل الموضوعي الممكن لدى واشنطن بعد الإخفاق في إسقاط الدولة السورية بالإرهاب المعسكر هو إطالة أمد الواقع القائم، وهذا أقصى ما تستطيع فعله واشنطن…وكثير غير ذلك، وهنا يبرز السؤال: طالما أن قوات التحالف تقوم بكل تلك الاستفزازات والأعمال التصعيدية فما الذي يمنعها من إقفال الحدود العراقية السورية؟، الجواب الواضح والشفاف والصريح هو العجز عن تحمل التكلفة، والحرص على إبقاء أي توتر للأوضاع مضبوط الإيقاع، وبعيدا عن احتمال تدحرج الأمور نحو الهاوية، لأن المعادل الموضوعي الممكن لدى واشنطن بعد الإخفاق في إسقاط الدولة السورية بالإرهاب المعسكر هو إطالة أمد الواقع القائم، وضمان بقاء الستاتيكو الذي أفرزته سنوات الحرب السابقة والحفاظ عليه أطول فترة ممكنة، وهذا أقصى ما تستطيع فعله واشنطن، وهذه الاستطاعة مؤقتة وتقترب من نهايتها، وهو ما يدركه الجنرالات الأمريكيون المشرفون على قوات التحالف الذي شكلوه للسيطرة على المنطقة، فهم على يقين أنهم سيطردون من المنطقة إن لم يبادروا للخروج ذاتياً، ومصالحهم في البقاء أطول فترة ممكنة، ولذا يلوحون بما يشبه رايات الحرب مع الحرص الشديد على إبقائها بعيدة عن ألسنة اللهب، وبالتالي يقدمون على التحركات المذكورة سابقا لتضليل الرأي العام…وهنا أود الإشارة إلى نقطة أظنها مهمة وتتعلق بالدعاية والحرب النفسية الأمريكية، فواشنطن على يقين أن خبثها وتضليلها لا يمكن أن ينطلي على الدولة السورية وحلفائها وشركائها في الحرب على الإرهاب، وبالتالي الحرب النفسية الأمريكية موجهة للتأثير على أتباع واشنطن وليس على أعدائها، فمثل هذه الأفعال كفيلة بطمأنة الأتباع والأزلام أن قوات التحالف بقيادة أمريكية باقية، ولا مبرر للهلع والذعر من إمكانية تكرار اللقطات التي تناولها الإعلام ومنصات السوشيال ميديا عندما انسحبت أمريكا من أفغانستان، وتركت المرتزقة الذين كانوا في خدمتها طيلة فترة بقائها في أفغانستان، وتركتهم يتعلقون بعجلات الطائرات ويكتفون بندب حظهم العاثر، وهي لا تريد نقل ذاك الفيروس بالعدوى قبل تجهيز ما يخفف وطأة قرار الانسحاب من المنطقة عنوة، وهو أمرقد لا يطول موعده…واشنطن راغبة في السيطرة على الحدود السورية العراقية لقطع شريان التواصل بين طهران قائدة المحور المقاوم، وبين بقية أقطاب المحور الممتد إلى العراق فسورية فلبنان ففلسطين واليمن…النقطة الأخرى تتعلق بعجز واشنطن عن السيطرة على الحدود السورية العراقية، وهي راغبة جداً في بلوغ ذلك لقطع شريان التواصل بين طهران قائدة المحور المقاوم، وبين بقية أقطاب المحور الممتد إلى العراق فسورية فلبنان ففلسطين واليمن، وقطع هذا الطريق خدمة للكيان الصهيوني حلم أمريكي قائم، لكن أصحابه يدركون أنه أقرب إلى حلم إبليس بالجنة، والشعب العراقي قال كلمته عبر برلمانه غداة الجريمة النكراء التي أقدمت عليها إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باغتيال الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني والشهيد القائد أبي مهدي المهندس، وقد أقر البرلمان العراقي قراراً بإخراج القوات الأمريكية من العراق كله، وليس فقط من المنطقة الحدودية مع سورية…القسم الأخير من السؤال متعلق بالصراع بين ميلشيا قسد الانفصالية وبين مسلحي العشائر العربية، ومن المهم التأكيد هنا على فكرة يجب أن تبقى حاضرة في الذهن، ومضمونها: أن كل من يعمل تحت العباءة الأمريكية ليس صاحب قرار، وأقصى ما يستطيع فعله هو استجداء منحه هامشاً ما في التنفيذ، وأحد الأهداف من تشكيل جسد مسلح آخر ومكون جديد غير قسد من العشائر والقبائل في تلك المنطقة لإبقاء قسد وغيرها في حالة توتر وقلق، وتسابق الجميع للانبطاح أكثر فأكثر والتمسح بالحذاء الأمريكي لقبول الرضا، وحالة الاقتتال بين الأتباع المرتزقة من وقت لآخر سلوك يجيده الأمريكيون ويبرعون في استخدامه..والنقطة الأخيرة التي أود الإشارة إليها في هذا المجال تتعلق بالتمويل، وواهم من يظن أن الأمريكي يدفع فلساً واحدا، فرواتب من يحملون السلاح وغيرهم من عائدات النفط والغاز المسروق، وقد يكون هناك بعض مصادر التمويل الخارجي التي تفرضها واشنطن على بعض حلفائها، لأن أحد أهم أسباب سيطرة قسد وبقية الميليشيات المسلحة العاملة تحت الكنف الأمريكي مرده للتعويض المادي المجزي، وحاجة الناس لتأمين متطلبات الحياة التي تزداد صعوبة، ولن تبقى القوات الأمريكية أسبوعاً واحداً لولا عائدات الثروات المسروقة وتأمين مصادر تمويل خارجية، لأنه بغير ذلك سينقل من يحملون السلاح الأمريكي البندقية من كتف إلى آخر، وستكون وجهة فوهتها صدر المحتل الأمريكي، لكن الإغراءات المادية والخوف من المجهول ومتطلبات الحياة القاسية هي ما ساعدت أمريكا على استمرار وجودها الاحتلالي المرفوض طيلة الفترات السابقة.• كيف يمكنكم توصيف الإستراتيجية السورية اليوم في مواجهة العدوان والإرهاب والحصار الذي تقوده واشنطن ضد الشعب السوري والدولة السورية؟ وهل تعتقدون أن إخراج قوات الاحتلال الأميركي قد يستدعي مقاومة عسكرية فاعلة لإجبارها على الانسحاب؟قبل البدء بالإجابة المباشرة على السؤال أود الإشارة إلى يقين ذاتي بأن هذه الحرب المفروضة على الدولة السورية منذ آذار 2011م وحتى اليوم ستنتهي يوماً ما مهما طال أمدها، ويقيني أن التجربة السورية في مواجهة هكذا حرب مزمنة وقذرة ستكون موضع اهتمام الأكاديميات ومراكز الدراسات الإستراتيجية الحريصة على إغناء ما لديها من خبرات بالاستفادة من روافع الإستراتيجية السورية التي مكنت دمشق من الصمود أكثر من اثني عشر عاماً حتى الآن، ولو أن 10% فقط مما تم استخدامه ضد سورية تم توجيهه إلى أية دولة أخرى بما في ذلك الدول العظمى لكانت انهارت، وهذا بحد ذاته بعد استراتيجي فريد يحتاج الكثير من التحليل والدراسة المعمقة في كل تفصيل من تفاصيل المواجهة المفتوحة.ما ورد في نص السؤال دقيق جداً، ففعلاً سورية تواجه عدواناً مركباً عسكرياً واقتصادياً وإعلامياً ودبلوماسياً وفكرياً وعلى شتى الصعد والميادين، وهذا العدوان المركب له جوانحه الخاصة وروافعه الذاتية، وأهمها سلاح العقوبات الأمريكية والحصار الخانق للانتقام من الشعب السوري على صموده وبقاء اصطفافه مع وطنه وجيشه وقائده، مع التركيز على أن كل القرارات الأمريكية ضد الدولة السورية تمثل افتئاتاً على المنظمة الدولية وميثاقها قبل الافتئات على الدولة السورية، فالعقوبات والحصار بقرار أمريكي خارج مجلس الأمن، وبالتالي هي مفروضة على بقية الدول لتطبيقها ضد الدولة السورية، وقلة من يجرؤون على شق عصا الطاعة الأمريكية التي استطاعت القيادة السورية تحييد الكثير من تداعياتها السلبية بشكل أو بآخر، لكن تلك العصا ما تزال مرفوعة فوق رؤوس الجميع.الأمل الوحيد الذي يمكن البناء عليه هو تفعيل مقاومة شعبية قوية وواسعة الانتشار ومدعومة من الدولة السورية، وكل الحريصين على إخراج أمريكا من المنطقة…تجاوز هذا الواقع الضاغط بتداعياته وكوارثه مرهون بخروج المحتل الأمريكي والتركي بآن معا، ومن السذاجة بمكان التفكير بأن سورية قادرة على إخراج المحتلين عسكرياً لكنها لا تفعل لأية اعتبارات أخرى، فما تمتلكه واشنطن من ترسانة قتل وإبادة كفيل بتدمير الكرة الأرضة أكثر من مرة، وهذا لا يعني قط أن الاحتلال الأمريكي قدر، وأنه لا سبيل لمواجهته إلا بالإذعان لما تريده واشنطن، وقد يكون العكس هو الصحيح، بغض النظر عن أن فاتورة كبيرة ما تزال تنتظر الدفع من الدولة السورية، لكنها مهما كانت تكلفة مواجهة المحتل مرتفعة تبقى أقل من فاتورة إرضائه، وأمام هذا الاستعصاء المزمن يصبح الأمل الوحيد الذي يمكن البناء عليه هو تفعيل مقاومة شعبية قوية وواسعة الانتشار ومدعومة من الدولة السورية، وكل الحريصين على إخراج أمريكا من المنطقة، وإذا كان هناك من ينشر الخوف والرعب عبر التهديد والوعيد لكل من يقف على الضفة المقابلة لواشنطن، فعليه أن يتذكر أنه ما إن تنطلق مقاومة شعبية متزنة ومدعومة حتى تلزم واشنطن على إعادة الحسابات مع أول دفعة توابيت لجنود الاحتلال، وكلما كانت اللوحة مدروسة بدقة بالتنسيق بين سورية وبقية الحلفاء والأصدقاء الذين طلبت سورية مساعدتهم كلما كانت النتيجة أفضل، وهذا ما تخشاه واشنطن وتعمل على تأجيل حدوثه إن استطاعت، لكنها ستفشل في بلوغ أهدافها الشريرة.• بعد أن تعززت الآمال بانفتاح عربي على سوريا وعودة السفارات والتعاون الاقتصادي… عاد كل شيء إلى الجمود!! لماذا برأيكم؟ وهل تراجع العرب عن نيتهم لطي صفحة الماضي المؤلم وتصحيح خطئهم الاستراتيجي بمعاداة سورية وتدميرها؟نعم لقد تعززت الآمال بانفتاح عربي وإقليمي على الدولة السورية، ولاحت في الأفق بوادر إمكانية إسدال الستار على الكثير من الوجع غير المحمول الذي واجهه السوريون على امتداد اثني عشر عاماً ونصف، لكن الألق الذي كانت تشع به العيون والنفوس لم يغب بالمطلق، وإن خفت بنسبة ملحوظة، ومرد ذلك إلى القوى الخارجية المؤثرة في مفاصل صنع القرار لدى بعض الدول العربية التي خبرت الانتقام الأمريكي على حقيقته، ولديها خشية مشروعة من وضعها في بؤرة الاستهداف المباشر، ولتوضيح الصورة أكثر يمكن التوقف عند بعض النقاط المهمة، ومنها:• الخلفية الإنسانية للتعاطف الذي حصل مع الشعب السوري إثر الزلزال المدمر الذي ضرب أكثر من محافظة مطلع شباط الماضي، وحجم الأضرار والخسائر والويلات والضحايا التي خلفها الزلزال، فكان التعاطف عفوياً نقياً دفاقاً بعيداً عن التأثيرات والعوامل الخارجية، فهذه سورية قلب العروبة النابض وواسطة عقد المقاومة تواجه غضب الطبيعة الذي يتطلب التنادي للتخفيف من آثاره المدمرة.• الطابع الشعبي الجماهيري الذي صبغ هذا التعاطف في الأيام الأخرى فكان من الطبيعي أن يجد له منعكساته المباشرة لدى السلطات الرسمية في هذه الدولة أو تلك، وهذا يؤكد عمق الروابط الدموية التي يحرص أعداء الأمة على تشويهها وحرف بوصلة اتجاهاتها لتبقى حركتها باتجاه خدمة مصالح أعداء الأمة، لا في خدمة شعوبها ودولها، وهذه نقطة على غاية من الأهمية.• انتشار التعاطف الإنساني العفوي وامتداده إلى الكثير من دول العالم بغض النظر عن مواقفها الداعمة للحرب على الدولة السورية شعباً وجيشاً وقيادة، وأمام هذا المد الإنساني لم يكن بمقدور الإدارة الأمريكية وأذرعها السامة الخبيثة إلا ركوب الموجة والإذعان للمد الإنساني الطاغي على النفوس والعقول كيلا يظهر أولئك بمظهر أعداء الإنسانية جمعاء، وفي ضوء هذه الحقيقة كان قرار الخزانة الأمريكية برفع بعض القيود لمدة ستة أشهر في العقوبات المفروضة ظلماً وزوراً وبهتاناً ضد الشعب السوري، لكن طبيعة العقرب اللدغ والأذى وهذا ما اتضح في إقفال ذاك الرفع الشكلي وعدم تجديده بعد مرور الستة أشهر، مع أن المعاناة في الذروة والحاجة أشد لرفع كل القيود في إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الزلزال.استعادة سورية لمقعدها في جامعة الدول العربية يعني إمكانية استعادة الدور العربي للجامعة، وهذا يتناقض مع سياسة الإدارات الأمريكية المتعاقبة…• استعادة سورية لمقعدها في جامعة الدول العربية يعني إمكانية استعادة الدور العربي للجامعة، وهذا يتناقض مع سياسة الإدارات الأمريكية المتعاقبة، فكان اشتداد الضغوط، وإطلاق التهديدات السرية والعلنية بالويل والثبور وعظائم الأمور لكل من يشق عصا الطاعة الأمريكية، والدولة السورية تتفهم الخشية المشروعة للدول الشقيقة، ولا ضير من اعتماد سلوكيات لا تثير عدوانية واشنطن، وتحافظ على التواصل مع الأشقاء العرب بمنسوب مضبوط الإيقاع.• موضوع تراجع الزخم بخصوص عودة السفارات لا يعني إلغاء الأمر فقد تم تعيين بعض السفراء، وتبقى الإجراءات اللوجستية التي قد يكون لها خلفية سياسية، لكنها لا تعني إغلاق الصفحة وغض النظر عنها قط.• النقطة الأهم في الموضوع أن سورية لم تكن البادئة بقطع العلاقات مع أية دولة عربية، والسيد الرئيس بشار الأسد لم يعاتب أحداً في كلمته التي ألقاها في قمة جدة، بل كان الخطاب واضحاً ومؤكداً على أن سورية لا تعود للماضي بل تتطلع نحو المستقبل الأفضل الذي يخدم مصالح الجميع.قد يكون من المبكر إطلاق حكم نهائي على فتور العلاقات البينية، فالخيوط متشابكة، وساحات الصراع متداخلة من أوكرانيا إلى النيجر، وإلى اجتماع قمة البريكس في جنوب أفريقيا، والمؤشرات العامة تتجه نحو تراجع الهيمنة الأمريكية، ولا يستطيع عاقل أن يغض النظر عن التقدم النوعي الذي تحرزه إيران الثورة في شتى المجالات العسكرية والاقتصادية والأمنية والعلمية، وإلا لما كانت واشنطن وافقت على رفع التجميد عن بعض الأرصدة الإيرانية، وما يعيشه كيان الاحتلال الإسرائيلي من تشرذم وانقسام عمودي وأفقي في وضعه الداخلي سيترك آثاره، وقد يأتي اليوم الذي تقف واشنطن فيه عاجزة عن حماية ذاك الكيان ومنعه من الانتحار وإطلاق النار على الرأس لا على القدمين إذا بقيت الرؤوس الحامية مسيطرة في حكومة نتنياهو التي لا يستبعد أن تفكر في محاولة تصدير أزمتها الداخلية إلى الخارج، ولن يكون آنذاك بمقدور واشنطن بقواتها وأساطيلها ووجودها العسكري الاحتلالي في المنطقة أن تغير من اللوحة النهائية للاشتباك الحتمي القادم، وهو يحمل في طياته إمكانية اقتلاع البؤرة السرطانية التي تعكر أجواء العيش بأمن وسلام وطمأنينة في هذه المنطقة الجيوستراتيجية من العالم……………………