فلسطين: العدو الصهيوني يرتكب جريمة تدنيس المساجد والقرآن الكريم
لندن – دكتور أحمد الزين –
29- 6 – 2023
إن إقدام الكيان الصهيوني المحتل الغاصب لفلسطين بتمزيق وتدنيس نسخ من القرآن الكريم وحرقها في جنوب نابلس بفلسطين المحتلة هي جريمة كبرى نكراء تمسّ قدسية الديانات السماوية السمحاء، وتسيء الى كرامة الأمّتين العربية والإسلامية وعزّتهما وعنفوانهما، وتضرب بعرض الحائط كل القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية والحضارية..
والانكى من ذلك، ما أقدمت عليه عصابات المستوطنين الصهاينة في قريتي عوريف وترمسعيا من إعتداءات إجرامية وأعمال إرهابية وإقتحام المساجد خصوصا انتهاك حرمة مسجد الرباط في قرية عوريف جنوب نابلس، وحرق وتمزيق القرآن الكريم فيه وتدنيسهما بالاضافة الى اقتحام القرى الفلسطينية وحرق بيوت الفلسطينين وممتلكاتهم وسياراتهم وإتلاف للحقول الزراعية والاشجار المثمرة والمزروعات المنتجة.. وتحت أعين وسيطرة حكومة الاحتلال الصهيوني وجيشها وقواتها الامنية وتغاضيهم وغضّ الطرف عن الممارسات الشاذة والاعتداءات غير القانونية واللاإنسانية.. والتي تعد إنتهاكا صريحا لكل الاعراف القانونية والمواثيق الدولية والاممية، والتي تنافي أيضا قيم الحرية وحماية حقوق الانسان خصوصا ذلك الانسان الفلسطيني المحاصر المحتلة أرضه والذي يرزخ تحت دولة الاحتلال المعتدية الغاصبة وهي مطالبة دوليا وأمميا ومسؤولة قانونيا بان تصون كرامته وتحافظ على صحته وحياته وأمنه..
ومن أخطر الاحداث والوقائع التي وثقتها قناة 13 الإسرائيلية عبر مراسليها، مؤخرا، وهي ما أقدم عليه المستوطنون المتطرفون من ممارسات شنيعة وأعمال سيئة بحق رجال الدين المسيحيين من خلال إهانتهم وتحقيرهم وبصقهم على الكهنة المسيحيين والتبول على الكنائس ودور العبادة، وبروز ظاهرة خطيرة في الجيش الإسرائيلي بقيام جنوده بتعديات جبانة مماثلة بالبصق على الكهنة والرهبان قرب كنيسة مار يعقوب بالقدس.. مما يدلّ بوضوح على مستوى الانحدار الديني لمعتقداتهم اليهودية وأفكارهم التلمودية، وتدني مستوى الاخلاق والقيم للمستوطنين اليهود المحتلين وإزدرائهم للاديان السماوية الاخرى، وتحقيرهم للبشر والبشرية، والعبث بقيم التسامح والتعايش والحريات والسلام، ورفض الاعتراف بالانسان الاخر المختلف، وتبنيهم للافكار المتطرفة والإرهاب والترهيب، والتي تؤسس لعالم يحكمه قانون الغاب المتفلت ومجتمع بغيض متوحش يسوده الحقد والكراهية والقتل والعنصرية والفاشية والنازية..
وان ما تقوم به حكومة نتنياهو المتطرفة المتعصبة الارهابية لهو غيض من فيض من مسلسل الجرائم والمجازر والاعتقالات التعسفية والاعدامات الميدانية والتصفيات الجسدية والانتهاكات الجسيمة والاعتداءات الاجرامية والآثم والعدوان والحرق وتدمير المنازل والبيوت والقتل والدمار والعبث بدور العبادة وتدنيس المسجد الاقصى وكنيسة القيامة.. وهي ممارسات متصاعدة ومستمرة وقد دأبت عليها حكومات الكيان السابقة منذ إستيلاءه على فلسطين عام 1948، وتأسيسهم لدولتهم الغاصبة (كقاعدة عسكرية متقدمة للغرب للسيطرة على نفط وثروات بلدان غرب آسيا) بمساعدة ودعم القوى الاستكبارية الغربية وخصوصا البريطانية والامريكية منها.. ولا يزال تاريخهم وكيانهم حافلا بسجل حقوقي اسود وملطخا بدماء المجازر وجرائم الابادة الجماعية والقتل الميداني المتعمد والمنظم بحق الشعب الفلسطيني المظلوم منذ النكبة لـ 75 سنة مضت.
ولا تزال حكومة العدو المأرومة سياسيا وأمنيا وقادته يطلقون التهديدات تلو التهديدات باجتياح الضفة الغربية والدخول الى مخيم جنين لانهاء جذوة المقاومة المتصاعدة، ويلوحون بالحرب الكبرى على لبنان وغزة وسوريا والمنطقة.. ورغم تزايد قلقهم وعجزهم وخيباتهم لا يزالون يوجهون مزيدا من التهديدات الفارغة الى إيران المقتدرة.
إن تهديدات العدو الصهيوني دليل إضافي على أن كيانهم الغاصب يعيش ازمة وجود، بعد أزمة الانقسام السياسي الحاد وتصاعد التظاهرات ضد حكومة نتنياهو المتطرفة.. ويعاني الصهاينة المحتلين من تآكل قوة ردعهم وتبديد تفوقهم وتراجع قدرتهم على شنّ الحروب الاستباقية، وتزايد شعور القلق والخوف الشديدين من عودة امريكا الى الاتفاق النووي الايراني، كما تعاني حكومة نتنياهو التخبط والاضطراب والتناقض في تصريحاتهم ليقينهم بعجزهم عن تنفيذ اي من هذه التهديدات بعد تزايد العمليات الفلسطينية على أيدي الشباب المقاوم في قلب مدن “إسرائيل” وتعاظم قوة محور المقاومة، وهم ويحاولون إخفاء هذا القلق والضعف والرعب وراء تهديدات جوفاء لا تسمن ولا تغني من جوع، وكل هذه الإيحاءات والتلويحات بإشعال فتيل الحرب الكبرى في المنطقة، تأتي في سياق الحرب النفسية والاعلامية والتهويلية ورسالة ضمنية لبايدن لأثنائه العودة الى الاتفاق النووي مع إيران مجددا.
وكل توقعات الخبراء والمحللين والمراقبين تشير الى إستبعاد تدحرج الامور نحو التصعيد والمواجهة المباشرة.. كما ان كل المعطيات الواقعية والظروف الموضوعية تستبعد الاحتمالات بوقوع اي حرب أو اي عمل عسكري ضد إيران، بسبب تنامي قوة إيران وتطورها واقتدارها، وثبات وصمود وعزيمة محور الممانعة، وتعاظم وتراكم قوة حركات المقاومة، وزيادة الوعي واليقظة لدى بيئتهم الداعمة، واستعداد محور المقاومة للردّ السريع الفوري والحاسم والمدمر والمزلزل لإي إعتداء غاشم او مغامرة طائشة من العدو الصهيوني.. خصوصا بوجود قرار شجاع وحكيم من قادة محور المقاومة بتوجيه الضربات الردعية الفورية في قلب كيان العدو ومعاقبته على أي تمادي أو عتو او عدوان.
وقد أثبتت تجارب تاريخ الصراع مع العدو ووقائع الميدان بان من يهدد ويرعد ويطلق التهديدات المتكررة والتصريحات العبثية ويستعرض عضلاته وقوته الوهمية وتكون اقواله اكثر من أفعاله هو الضعيف الخائف والمرتعب العاجز، وهذا ما ثبت ميدانيا في أرض المعركة بان ما كان يسمى بدولة “إسرائيل” الكبرى هي أضعف و”أوهن من بيت العنكبوت”. ورأينا كيف تقهقر هذا العدو خلال إحتلاله جنوب لبنان سنة 2000.. وكيف أُستنزفت قوته في حرب تموز 2006، وكيف تشتت جمعه وانهزم جيشه وولّوا الادبار ولملموا قتلاهم وجرحاهم وعَلَا صراخهم وعويلهم وزاد خوفهم وقلقهم وضعفت معنوياتهم وتزعزعت ثقتهم بقياداتهم لعدم قدرتهم على تأمين أمن مستوطناتهم وحماية جبهتهم الداخلية، وخصوصا اليوم بعد تطور الصواريخ الدقيقة والذكية والمسيرات الحديثة، ونجاح إسقاط المسيرات الاسرائيلية التجسسية، وتفعيل وحدة الساحات وتشبيك الجبهات، وإدخال عامل إقتحام الحدود والسيطرة على المستوطنات..
ترى كيف سيكون حال المستوطنين الصهاينة المحتلين اذا ما أندلعت الحرب الكبرى وفُتحت عليهم كل جبهات محور المقاومة في آن معا على طول حدود فلسطين المحتلة، أو في اي مغامرة صهيونية او أي مواجهة عسكرية قادمة؟؟ فالنصر آت بإذن الله بتحرير القدس وفلسطين والجولان ومزارع شبعا المحتلين وعد الله حقا وعد غير مكذوب في التوراة والانجيل والقرآن.