وما دخلنا بهم. . .!!
عبدالمنان السنبلي.
قد يقول البعض:
وما دخلنا (بالأمريكيين) إن هم خرجوا على العالم كله يعلنون أنهم (أمة المثلية)؟!
إن هم أقروا قوانين تشجع على المثلية وتكفل بما أسموها حقوق المثليين..
حتى لو تحولوا جميعاً إلى مثليين،
ما دخلنا بهم..
بصراحة كلااااام كنت سأقول به وأعتد.. لو كنت أعلم أن الأمر لن يتجاوز بتأثيراته وتداعياته الكارثية حدود ونطاق الجغرافية الأمريكية..
لكنني أعلم يقيناً أنه سيستشري في أوطاننا ومجتمعاتنا كما يستشري الطاعون..
هل تعلمون من هم أكثر الأقوام والأعراق والمجتمعات تأثراً وتشبهاً وانفتاحاً على الثقافة والهوية الأمريكية والغربية بشكل عام؟
المجتمعات العربية!
الصينيون يعتزون بثقافتهم وهويتهم الصينية..
اليابانيون كذلك والكوريون والروس والهنود وبعض الأوروبيين والأفارقة وغيرهم من القوميات والأعراق المختلفة الأخرى..
حتى الموزمبيقيون يعتزون بثقافتهم وهويتهم الموزمبيقية أيضاً..
الحيوانات كذلك،
كلٌ له خصوصيته وثقافته وطقوسه الخاصة به والتي تجعلهم يبدون وكأنهم يعتزون بها..!
فلم يحدث أبداً أن نعجةً مثلاً قد عملت يوماً على التشبه بعنزة أو أن خروفاً قد تأثر بتيس..
النعجة تحيا وتموت وهي في طباعها نعجة..
وكذلك هي العنزة..
والخروف أيضاً يحيا ويموت وهو في طباعه خروف..
وكذلك هو التيس!
وحدهم العرب فقط من يسهل عليهم دائماً التأثر والتشبه والإنفتاح على ثقافة الغير وعلى رأسها، وكما تعلمون، الثقافة الأمريكية والغربية بشكل عام!
ذلك أنه قد سادت فكرةٌ (مغلوطةٌ) لديهم تقول بأن الإعتزاز والتشبث بالثقافة والهوية العربية والإسلامية يرمز دائماً إلى التخلف والرجعية..
وأن التشبه والإنفتاح والإقبال على الثقافات والتفاهات الأجنبية الغربية يرمز، في المقابل، إلى الرقي والحداثة والتطور..
ولهذا تجد العرب دائماً هم السباقين لاقتناء والتأثر بكل جديدٍ يأتي به الغرب وخصوصاً أمريكا!
جاؤوا بمايكل جاكسون..
فما الذي حدث؟
مات مايكل جاكسون،
ومضت السنون، ولا يزال معظم شبابنا حتى اليوم مصابين بداء اسمه: مايكل جاكسون!
لم يتعافوا منه بعد..!
كذلك الأمر في تعاطينا مع جنون (مادونا) وحلاقة (تايسون) ودببة (فالنتين) وطواقم (الجينز) وبنطلونات (طيحني) و(اسكيمو).. وغيرها الكثير والكثير مما نراه قد استشرى وأصبح ثقافة سائدة في أوطاننا ومجتمعاتنا العربية..
من هنا بالضبط تأتي خطورة الإعلان الأمريكي المفاجئ، والذي جاء على لسان الرئيس بايدن، من أنهم (أمة المثلية) وذلك في إشارة واضحة وصريحة إلى أن إدارته ماضية في التشجيع على (المثلية) ودعم المثليين من خلال توفير الأجواء المناسبة والغطاء القانوني الذي يسمح لهم بممارسة ما يقولون أنها حقوقهم المشروعة..
ومن يدري؟!
فقد نصحو يوماً وقد انتقلت العدوى واستشرت ثقافة (المثلية) هذه في أوطاننا ومجتمعاتنا، من حيث ندري أو لا ندري، وذلك للأسباب سالفة الذكر والمتعلقة بعشق مجتمعاتنا وهوسها المحموم بالإنفتاح والإقبال على كل جديد قد يأتيها من الغرب وخصوصاً أمريكا..
فهلا نستعد من الآن للمواجهة بالعودة إلى هويتنا الإيمانية السليمة والإنطلاق من خلالها لصد هذا الزحف الفكري والثقافي الأجنبي الداهم والمنحل والقادم إلينا تباعاً من عالم ما وراء البحار..؟!
أم أننا، وكعادتنا دائماً، سنكون السباقين في ركوب الموجة والسباحة مع التيار..؟!
لا أدري بصراحة..!