الاستهتار وغياب الوعي وجشع بعض السياسيين يدفعون عكار نحو الكارثة !!! محمد ملص
تعيش محافظة عكار اليوم ايامها الطبيعية، لا شيء يوحي هنا ان المحافظة الأكثر فقراً في لبنان متخوفة من تفشي “فيروس كورونا”، المحلات لا تزال تفتح أبوابها والمقاهي والمطاعم ما برحت تعج بالناس. كل ذلك يحدث في ظل الاعلان عن شكوك باصابة ثلاث حالات تم تأكيد اصابة شخصين منهم من بلدة (بيت أيوب) واخر في بلدة (ببنين)،ورغم ذلك فان ابناء عكار لم يرتدعوا من الاتي المخيف .
حتى اليوم، سجلت محافظة عكار ثلاث اصابات مؤكدة بفيروس كورونا، اخرها كانت لشاب من (ببنين) يدعى نادر المصري، لكن ما حدث مع المصري، يوصف على انه المضحك المبكي، حيث من المنتظر ان تسجل منطقته ببنين عشرات لا بل مئات الاصابات في الساعات المقبلة، وهو ما ينذر بكارثة كبيرة ستحل بعكار واهلها. وربما سيضطر ابناء المناطق المجاورة الى عزل محافظة باكملها عن المنية وطرابلس وهو ما لا تستطيع احتماله عكار أبداً.
في تفاصيل ما جرى، أنه ومع ظهور العوارض على المصري، سارع الاخير الى اجراء فحوصات في احدى مستشفيات الشمال، وسرعان ما تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي خبرا ان نتيحة الفحص اتت سلبية وهو غير مصاب بكورونا ، فما كان من اهالي المنطقة الا ان سارعوا الى اطلاق المفرقعات والرصاص في الهواء ابتهاجا، وتعانقوا واحتكوا ورقصوا مع الشخص المصاب، الا أن المفاجأة كانت في اليوم الثاني بعد ان صدرت نتيجة الفحوص من مستشفى رفيق الحريري في بيروت، وأكدت ان النتيجة إيجابية وأنه مصاب ب(كورونا)، ما ادى الى صدمة كبيرة وخوف بين ابناء البلدة.
قصة المصري خلفت حالة من الهلع والخوف في صفوف الكثيرين من منطقة (ببنين) خصوصا وعكار عموما، لكن ذلك لم يردع الغالبية من الخروج الى الطرقات. وهو ما كشف عن حالة من اللااهتمام والاستهتار وعدم الاكتراث والانصياع للاجراءات التي اعلنت عن اتخاذها وزارة الصحة والحكومة، وما يزيد الطين بلة، هو غياب البلديات في عكار عن اداء دورها المناط بها واتخاذ الاجراءات المناسبة بحق المخالفين. خصوصاً اصحاب المطاعم والمقاهي و واماكن التسلية التي لا تزال تعج بالمواطنين كل يوم دون اي احتياطات او انصياع لقرارات الدولة
بالاضافة الى هذا الواقع الكارثي القادم ، كشفت معلومات خاصة ل”لتحري نيوز” عن جشع بعض السياسيين في عكار لاستغلال حالة تفشي المرض، اذ تكشف المعلومات:” أن احد نواب عكار، يطمح الى تخصيص فندق تعود ملكيته له، وتحويله الى مركز للحجر الصحي مقابل بدل مادي يستحصله من الدولة اللبنانية كبدل ايجار”. وفيما لم يتوقف جشع بعص ارباب السياسة عند هذا الحد، فقد غاب دور نواب عكار واصحاب رؤوس الاموال فيها والبلديات والجمعيات و المجتمع المدني عن السمع، وحتى الساعة لم يتحرك أي منهم لدعم او تامين مستلزمات طبية أقله للمستشفيات الحكومية في عكار.
مما لا شك فيه أن عكار ستصاب بكارثة حقيقية وويتوقع أن تسجل أكبر عدد من الاصابات في لبنان، نتيجة الاهمال المتعمد من ابنائها والمسؤولين فيها، بالاضافة الى أن الاجواء والاوضاع الصحية التي تعد متردية وغير كافية. كل ذلك لا يبدو انه يعني شيئاً لأبناء عكار الذين يبدو انهم بصحتهم وصحة فلذات اكبادهم واهاليهم، وهم يسهمون بشكل مباشر ، بعدم التزامهم بالحجر المنزلي في ازدياد حجم الكارثة واعداد المصابين وربما أعداد الوفيات ، فهل يستفيق ابناء عكار من غفلتهم ويمنعون ما استطاعوا حصول الكارثة..!؟