ان (صفقة القرن) هي ترتيبات تتلاءم مع المخطط التوسعي الاسرائيلي مقابل مجموعة من المناطق الفلسطينية المتفرقة مقطعة الاوصال خارج أي سيادة فعلية فالجو والبحر والمعابر البرية تبقى تحت اشراف اسرائيلي، ولا يسمح للفلسطينيين ببناء جيش، بل مجرد شرطة مسلحة تسهر على الأمن الاسرائيلي وباشرافه عملياً. وتشترط الصفقة نزع سلاح قطاع غزة والفصائل الممسكة بزمامه وتمنع على (الدولة الفلسطينية) التي تخضع لفترة تجريبية مدتها أربع سنوات اقامة علاقات دبلوماسية مع الدول وكذلك الانضمام إلى المنظمات الدولية التي تعلن مواقف العداء لاسرائيل، ناهيك بدفتر الشروط الذي يجعل قيام (الدولة الفلسطينية) مستحيلاً. وعلى الفلسطينيين الاعتراف بيهودية الدولة العبرية والقدس عاصمة موحدة لها مقابل وعود بمساعدات مالية لتحقيق تنمية ضمن اطار مشروع تجارة اقليمي. كما تدعو الصفقة إلى قيام ترتيبات أمنية اسرائيلية – فلسطينية واردنية – ومصرية- اسرائيلية وبناء تحالف اقليمي يضمها مع السعودية ودول الخليج العربي لمواجهة الارهاب والخطر الايراني تشرف عليه اميركا .
أن الصفقة ادخلت المنطقة في مسار مختلف سيكون له تداعياته ليس على الفلسطينيين وحدهم، بل على كل من الاردن ولبنان ومصر، فالصفقة معطوفة على ما سبقها هدفها الأساس انهاء حل الدولتين ووضع قضية اللاجئين الفلسطينيين مقابل اللاجئين اليهود من الدول العربية والمطالبة بتعويضات لهم ولاسرائيل. والجزم بعدم عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى الاراضي المحتلة، بل توزيعهم على الدول المضيفة. مما يعني ان الصفقة بمثابة وعد بلفور جديد وصك استسلام يضع الفلسطينيين امام خيارات صعبة وخطيرة في ظل التلاعب الذي تتولاه اطراف اقليمية وخصوصاً تركيا وقطر والسعودية ومصر وايران وغيرها.
