ساحة النور.. تباين في الآراء حول إعادة فتحها؟… عمر إبراهيم
لا شك في ان حركة الاحتجاج التي شهدتها طرابلس على مدار اكثر من شهرين لا سيما في الاسابيع الاولى من الحراك ساهمت في تحويل ساحة النور او ما اصطلح على تسميتها ساحة ″الثورة″ الى مركز للقاء جميع ابناء طرابلس والشمال وبعض اللبنانيين الذين ادهشهم مع شاهدوه في المدينة بعكس ما صوّرت لهم سابقا عبر وسائل الاعلام.
شهران او اقل لم يسجل في هذه الساحة اية اشكالات تذكر، وبقيت محافظة على سلميتها رغم حصول بعض التوترات الامنية في محيطها واخر هذه التوترات مسلسل القاء القنابل واطلاق الرصاص الذي اعقب تكليف حسان دياب تشكيل الحكومة.
هذه التوترات وضعت الحراك السلمي أمام معضلة كبيرة لا سيما ان البعض حاول الغمز من قناة الساحة وتحميل من فيها مسؤولية ما يحصل رغم نفي معظم القيمين عليها او المتواجدين فيها اية علاقة لهم بما يحصل في الشارع من عمليات اخلال بالامن، وهو ربما امر اقتنعت به معظم القيادات الامنية والسياسية التي باتت تملك معلومات كافية عن الجهات التي حرضت وشاركت في اعمال الشغب والتوتير الامني.
نقاشات كثيرة بدأت تشهدها أروقة الساحة بين الناشطين والمعنييين في المدينة حول جدوى الاستمرار في قطع الطريق وإقامة النشاطات اليومية رغم تراجع الكثير من الفعاليات في الايام الاخيرة وتحولها الى محطة رمزية مع وجود عشرات البسطات والعربات فضلا عن الخيام المعدة للندوات والمحاضرات.
هذه النقاشات رغم التباين في توجهاتها بين مؤيد ومعارض لاخلاء الساحة وفتح الطريق الا انها ما تزال مستمرة مع وجود مجموعة باتت مقتنعة بضرورة فتح الطريق وعدم تحمل مسؤولية ما تشهده المدينة من توترات امنية، رغم اصرار البعض على ان افتعال تلك المشاكل الغرض منه الضغط من اجل الغاء هذه الساحة.
وبانتظار ما ستؤول اليه النقاشات يبدو ان التوجه في الوقت الراهن هو لفتح الطريق جزئيا لتسهيل حركة السير، وذلك بالتنسيق مع الناشطين الذين قد يلجأون الى تنفيذ اعتصامات بعد الظهر والاحتفاظ بالخيم الى حين بلورة الصورة النهائية للمشاورات الحاصلة حول تشكيل الحكومة، مع إمكانية اعادة اقفالها مع اي تحرك او اعتصام كبير، من دون ان يكون هناك اي نية لدى المعنيين لا سيما الامنيين بفتحها بالقوة او اخلاء الخيم فيها اقله في الوقت الراهن.