مقالات

يا حيف … سورية وشعوب المقاومة تجوع والمحور ينتصر ؟
اين السر؟ ومن المسؤول؟ 


بيروت؛ ٢٩/٨/٢٠٢٣
ميخائيل عوض
١/…..
تمهيد؛
انصافا لسورية وشعبها وجيشها ولمحور المقاومة….
الانتصارات حقيقة لكنها وحدها لا تطعم الاطفال..!!؟؟
لا احد عاقل ومتبصر الا ويقر لمحور المقاومة وفصائله، بما انجزه من انتصارات نوعية وتاريخية والهية واعجازية… فهذه حقيقة معاشه واقر بها الاعداء حتى لو لم يصدقها المقاومين وشعوبهم والاصدقاء، والمفارقة انهم لم يتصرفوا بوحي الانتصارات ولا عرفوا حقا قيمتها الاستراتيجية،  وبما وفرته من فرص لمغادرة الدفاعية الاستراتيجية الى استراتيجية الهجوم….
فعلى مدى خمسين  سنة ونيف، اي منذ حرب تشرين ١٩٧٣ الى محطة الغزو الإسرائيلي لبيروت ١٩٨٣، وهيمنة حقبة السعدنة والساداتية بعد اتفاقات التفريط وخروج مصر من الصراع الى الضد، الى غزوة امريكا وحلفها لكابول ٢٠٠١ ومن ثم بغداد ٢٠٠٣ وغزو ليبيا ، فالفوضى العربية المسماة ربيعا وتحالف الاخوان مع امريكا وإسرائيل لإعادة هيكلة السيطرة الامريكية وتامين امريكا متفردة ومتعجرفة لقرن…
فالحروب الكبرى والتي تصح تسميتها بالحرب العالمية العظمى لشدتها ومدتها ومسارحها وانواع السلاح والحروب وفروعها التي اختبرت، بما في ذلك عدوان وحروب الحصار والعقوبات والتجويع وكل اجيال الحروب تمت تجربتها واختبرت في بر وساحل الشام، وجنوبها على امتداد العربية بتعريفها القديم: الجغرافية الممتدة من سيناء الى زاغاروس وطورس والهضبة الايرانية وبحر العرب جنوبا.. ولم توفر  ليبيا وحاولت في الجزائر ومصر وتونس ويضطرب السودان ويحترب اهله..
يمكن بسهولة تثبيت حقائق جمه؛ في اولها ان مسرح هذه الحرب جرت في جغرافيا العرب والمسلمين وكانوا فريقها الاخر، بينما كانت الامم والشعوب والقارات مستكينة ومستسلمة وتقبل الاملاءات الامريكية وتتعامل مع هيمنتها المتعجرفة والليبرالية المتوحشة على انها قدر لا يقاوم.
ويسجل لسورية وجيشها وقيادتها انها كانت الام والمؤسس والمطلق لخيار ولمشروع المقاومة بلا تردد وقبلت التحدي والصمود والمقاومة ولن تغير او تتغير او توقع او تستسلم ولا قبلت العروض والاغراءات الثمينة وما بدلت تبديلا.
وعلى قيم التواريخ والأزمنة ومنطقها ودروسها وحقائقها نجحت سورية بادرة الحروب والظفر بها وعلى خلاصات الأزمنة والتواريخ تشكلت قاعدة المثلث الذهبي لصناعة تاريخ مستقبل البشرية بزواياه الذهبية الثلاث؛ بغداد بيروت والقدس بيسان، والحقيقة الثمينة لمقولات الازمنة ان لا قوة ارتقت واصبحت امبراطورية اقليمية او عالمية الا بعد ان تنتصر في واحدة من الزوايا وان كل امبراطورية مهما علا شانها واشتدت قوتها ستنهار وتتقزم ان هي خسرت واحدة من معارك وحروب اي من الزوايا واخر الشواهد انهيار الاتحاد السوفيتي بعد ان خسر المعارك في الزوايا الذهبية.
والحق يقال؛ في العقود الخمسة المنصرمة وقعت الحروب والمعارك الكبرى والتي اهلت الشروط والظروف التاريخية لتغير العالم ونظامه، واسست لولادة العالم الجديد قد جرت فصولها في هذا المثلث، وعلى حوافه” بيئته” وخلال ال١٢ سنة المنصرمة تركزت في قاعدته سورية، ومازالت خلاصات التاريخ جارية دون نقصان، برغم هيمنة القطب العدواني الواحد واستسلام العالم له، الا انها الشام وبرها وساحلها رفضت وقاتلت بالسلاح وهزمت مشاريع وخطط الاطلسي والعالم الانكلو- ساكسوني ووفرت الفرصة والشروط لعودة روسيا قوة عالمية فاعلة من المنصة السورية وعلى اجنحة عاصفة السوخوي ايلول ٢٠١٥، وامنت للصين الفرص كي تتحول الى قوة هجومية فاعلة وساعية الى القطبية العالمية والشراكة كأول مرة في تاريخها، ووفرت لإيران ظروف وشروط وزمن التحول الى قوة قطبية.
هكذا يمكن التثبت والجزم بان المقاومة رؤية ومشروع وخيار صمم وتقرر وولد في سورية، وقبل انتصار الثورة الاسلامية في ايران، فخيار المقاومة ومشروعها خطه المرحوم حافظ الاسد بعد حرب تشرين وانخراط امريكا والاطلسي مباشرة فيها، وخروج مصر وانكسار العرب باستراتيجيته المعلنة للتوازن الاستراتيجي..ان كنتم تذكرون…وفي سياقها تبنى ودافع وحمى وساند الثورة الاسلامية في ايران وفي مواجهة الحرب العدوانية التي شنها صدام بتمويل خليجي وشراكة امريكية واطلسية بينما الاتحاد السوفيتي كان يعاني من سكرات ما قبل الموت.
وعلى ذات الوزن يمكن الجزم بان كل ما هو جار من تحولات جوهرية في العالم ووقائع صعود اوراسيا والبركس وشنغهاي والجنوب ما كان ليكون على ما هو جار لو لم تنهك وتستنزف امريكا وحلفها الاطلسي وعالمها الانكلو ساكسوني في الحرب العالمية العظمى في بر وساحل الشام وجنباتها، وسنجد الاف الوقائع والدراسات والتصريحات لقادة ومنظري الغرب الهمجي اقرارا بهذه الحقيقة، ولهذا وبحسب دروس ومقولات التاريخ والزمن فسيكتب اسم سورية ليس بانها الوطن الاول لكل انسان متحضر، واول من دجن الحيوانات واخترع المحراث والحرف والحرفة والنوتة والقانون والحضارات والعلوم واحتضنت الاديان والرسالات وكان لها الدور الرائد  بتحضير البشرية وأنسنتها واشتقاق قواعد ونظم العلاقات بين البشر والامم والقارات باتفاقية قادش الاممية المكتوبة المعلقة على جدارية الامم المتحدة وقد صيغت وصكت في عام ١٣٦٨ قبل الميلاد وكانت الايذان بولادة العصر الحضاري الاول للبشرية. وتعود قادش وسورية موطن صياغة وتصميم القوانين والقواعد الضابطة للعلاقات بين البشر والامم والقارات في اسهامها المحوري بتوليد العالم الجديد الجارية والتي تمثل الحرب الاوكرانية العملية القيصرية للتوليد بعد ان طال واشتد المخاض في العرب والمسلمين وتركز في بر وساحل الشام.
اما بعد؛ والسؤال الدارج والمحق وشاغل الناس، كيف ينتصر محور المقاومة وتصعد اوراسيا حليفته والبريكس وشنغهاي والجنوب ويجوع شعب الشام وتجوع شعوب محور المقاومة وفصائله؟؟
من المسؤول؟ وهل انتفت امكانية ابتداع او تجريب الاطر والافكار والاجراءات لصرف وترجمة الانتصار خبزا وكهرباء ومشتقات نفطية وادوية عجزة واطفال ..؟؟
وماذا عن تجارب التاريخ والشعوب؟؟  وكيف ولماذا ومن مسؤول عن عدم الاخذ بدروسها والافادة…؟
والاخطر الى متى ؟؟ وما المصير؟؟
…/ يتبع
غدا؛ فمن سكرات الانتصارات ما قتل..  متى يطعم النصر الاطفال…؟؟ ومن اين استمد نموذج تلازم المقاومة والفساد؟؟
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى