مقالات

بالونات غزة الحارقة تعود …ماذا عن المسيرات والصواريخ النائمة…

بيروت؛ ٢٥/٩/٢٠٢٣

ميخائيل عوض

الحاجة ام الاختراع…اهم الاكتشافات والاختراعات وقعت صدفة في تجارب اما فاشلة واو غاياتها لم تكن تلك الاختراعات….وهكذا هي الشعوب في مسيرتها عندما تتعرض للغزو والعدوان والاحتلال تقاوم كرد فعل طبيعي ثم ترتقي وتتعلم من تجاربها وتدفعها حاجاتها للاختراع والابداع، فتصنع من العدم سلاحا وقوة.يوم كانت الضفة نائمة، وقد افلح دايتون بإعادة صياغة اجهزة سلطة ابو مازن واغرقت العائلات بالديون والشباب بعادات الاستهلاك السهل، وعبث فيها الاف منظمات المجتمع المدني، وكانت بعض فصائل المقاومة مشغولة عن التحرير والمقاومة ومتورطة  في الحرب على سورية مع غالبية العرب والمسلمين. وشدد الحصار على غزة لتجويعها ودفعها لتسليم سلاحها والخرج على مقاومتها لاختبار كذبة صفقة القرن. ابدعت غزة فكرة المقاومة بالتظاهر بالأجساد العارية على الشريط الشائك طلبا للعودة وتثبيتا لحقيقة ان فلسطين لأهلها وليس لغزاتها، ودفعت اثمانا باهظة فلا احد اعارها الاهتمام او نهض لنصرتها وتامين فك حصارها المطبق.التصميم والابداع يحفز على الابداع. فابدع فتيانها وهم يلهون بالطائرات الورقية التي لا تكلف الواحدة اكثر من دولارين ونجحوا بتحويلها الى محملة بعبوات حارقة هي عبارة عن خرق قماش مبلبلة بمواد مشتعلة. وبلغ ابداعهم تحت الحاجة لاستخدام الواقيات الذكرية التي اغرقت منظمات المجتمع المدني ودعاة تحديد النسل غزة بها بعد محاولات تعقيم النسوة الفلسطينيات لوقف دفق المقاتلين الاشاوس، وصار الواقي الذكري بالونا حارقا اهم فاعلية من الاسلحة النارية والمتطورة والمكلفة منها.عجزت حكومة نتنياهو والحكومات المتعاقبة عن مواجهة البالونات والطائرات الورقية، وانتفض مستوطني غلاف غزة وشكلوا ظاهرات ارهاق للحكومات الاسرائيلية العاجزة فاضطر نتنياهو للضغط على الادارة الامريكية لتضغط على قطر وتلزمها بدفع مئات الملايين من الدولارات سنويا لحكومة غزة. وفتحت حكومات إسرائيل الابواب لتشغيل الاف العمال، وامنت استقدامهم لبناء مستوطنات الضفة وتدوير معامل السلاح والذخائر الاسرائيلية فهم اقل كلفة من استيراد العمالة الاسيوية والافريقية، ويمكن عبرهم ابتزاز غزة بعيشها. وللعلم كان قادة في السلطة يلتزمون اعمال بناء الجدار الفاصل وتامين مواده…كتبت غزة بتضحياتها وصمودها وجوعها وفقرها ومقاومتها فصلا رائعا في تاريخ مستقبل الشعوب والمقاومات ومن ابداعاتها وبوسائلها البسيطة وشبه المجانية الا ما تتكلف من الدماء والارواح والاجساد…ولما ارتاحت حكومة غزة وفعالياتها لما تحقق وركنت لاستدامة وصول حقائب الدولارات القطرية عبر معبر اريتز تراجعت تظاهرات العودة والبالونات والطائرات الورقية الحارقة وصارت وسيلة موسمية للضغط لتامين الاموال وزيادتها وكلما قللتها قطر او استخدمتها اسرائيل للتضيقاليوم عادت المسيرات والبالونات والطائرات الورقية للتذكير بان غزة ابدعت وخففت الحصار عنها واجبرت بالدفع ادوات العدوان نفسه وحلفائه……الضفة امتشقت المقاومة واصبحت مسرح الحرب لتحرير فلسطين عبر الجولات ومراكمة المكاسب وفي ذهنها ان لمحور المقاومة وصواريخه ومسيراته التي تتقادم وتصدأ  وتأخذ قيلولة… حسابات وتوقيت، وتعي انه لولاها لما صمدت غزة ولما توفرت للضفة قدرات القتال والمقاومة والتمويل والتدريب والسلاح. والعدو المرتهب من المسيرات والصواريخ ووحدة الساحات والجبهات يوغل اكثر فاكثر ويرتكب المذابح والتصفية والتدمير المنهجي للمخيمات وبؤر المقاومة بالتساند مع اجهزة ابو مازن والدول الحليفة ومنها تركيا التي تعمل بأمرة الامن الاسرائيلي لإسقاط قادة وكوادر من حماس في بؤرة الخيانة وتبعدهم الى لبنان لاستهداف المقاومة والمقاومين بأيدي فلسطينية تحتمي بالانتساب لحماس.والمنشور من تحقيقات مع العملاء يبين انها ذاتها العناصر التي تورطت وغذت حروب مخيم عين الحلوة وحولته الى بؤرة توترات فلسطينية ومع لبنان واللبنانيين، في مؤامرة قذرة للتهجير الجديد وللإشغال عما هو جارفي الضفة وفلسطين ال٤٨ من ثورة مسلحة مستدامة حتى التحرير الكامل والناجز مهما عظمت التضحيات وللتغطية على ارتكابات المستوطنين بحق بيت المقدس والاقصى بمناسبة الاديان اليهودية.لسان حال غزة لم يسال لماذا تقتصر المحاولات وتنشيط تظاهرات العودة فقط لتامين الاموال، والمكاسب الانية وتقول في نفسها؛ الا يستحق اسناد الضفة تعزيز وتطوير واستدامة التظاهرات وتكثيف البالونات والطائرات الورقية مادامت اسلحة اثبتت جدوها، والا تستحق الضفة وفلسطين ال٤٨ ان تتساند الساحات وتتوحد الجبهات بتطير الطائرات الورقية والبالونات والتظاهرات بصورة منسقة ومستدامة لإرهاق إسرائيل وجيشها وتشتيت قوتها لانتزاع مكاسب في اقلها وقف المذبحة في الضفة ومدنها ومخيماتها ووقف حملات التصفية لنشطاء فلسطين ال٤٨…..واذا كانت المسيرات والصواريخ الدقيقة وطويلة المدى ترتاح في مخازنها استعدادا لليوم الموعود، او ارتكاب إسرائيل اغتيالات واو حماقات تستوجب الرد واشعال الجبهات، مع ان اصل  وجود اسرائيل واغتصابها لفلسطين والاعتداءات على اهل الضفة وحربها المفتوحة على سورية، وانتهاك الاجواء اللبنانية لاستهداف سورية، وافتعال حروب عين الحلوة هي عين العدوان واعلان الحرب. فالحرب جارية والاسناد وخوض الحرب الكبرى لا تحتاج الى ذريعة فكل شروطها ومبرراتها موفورة بالتمام والكمال.والقاعدة ان قتال العدو واسناد الشعب الفلسطيني حق وواجب والتزام لمحور المقاومة مستحق التنفيذ في وجه العدوان المفتوح وفي سياق الحرب الجارية….الضفة وهي تقاتل ببسالة، ولا تبخل او تنتظر احدا في الساحات ومن الجبهات لا تكف عن شكرها وامتنانها لفصائل ودول المقاومة لما تبذله لإيصال السلاح والذخائر والاموال، ولا تعتب على احد، وتتفهم غفوة الصواريخ والمسيرات واستراحتها استعداد للحرب الكبرى. الا ان المنطق والحق ووحدة العدو ووحدة الشعب والسلاح تقتضي تحفيز المحور بدوله وفصائله لتفعيل شعار وحدة الساحات ووحدة الجبهات واذا كانت حسابات المحور مبررة ومفهومة بان مهمة استخدام الصواريخ الدقيقة والطويلة والمدمرة  والمسيرات لم تحن بعد، وهي اتيه بلا ريب، فاقله بالحشود الشعبية على الحدود كما تفعل غزة المحاصرة، والسعي لإرباك العدو على مختلف الجبهات وبالطائرات الورقية والبالونات من الواقيات الذكرية الحارقة، والمسيرات التي تقادمت وتصدا بدل احالتها للتقاعد والمكبات، وهذه وسائل ابلت حسنا وترهب العدو وتضغط على حكومة نتنياهو لوقف مجازرها وتشد ازر المقاومين في الضفة وفلسطين ال٤٨، وقد تسهم في تخفيف ضغط امريكا وحلفائها لتعطيل الانتخابات الرئاسية اللبنانية وتحول دون سوق لبنان للفوضى والتوحش، ومن غير المستبعد ان توفر فرص لفك الحصار او تخفيفه عن سورية، وسيكون لها ايضا فاعلية بدفع المقاومة في الضفة لزيادة تنظيم وتعميق وحدة فصائلها ومجموعاتها، وتطوير كفاحهم وتعظيم اعمالهم لإيقاع اكبر عدد من الخسائر في صفوف المستوطنين المنفلتين وجيشهم واجهزتهم الغادرة….الضفة تلتهب وغزة ملزمة بوحدة الساحات ومحور المقاومة ملزم بتوحيد الجبهات فلتكن بروفا الحرب الكبرى بالطائرات الورقية والبالونات الحارقة والمسيرات المتقادمة، وحشود اللاجئين على حدود الجبهات، فهي افعال مقاومة وتحشيد واشغال وارباك واعداد للشباب وتشغيل اللاجئين بقضيتهم واستحضارها، وتامين انخراطهم في الاسناد بدل حالة العطالة السائدة التي توفر شروط تحول المخيمات في لبنان وسورية الى منصات وبؤر تسيء لفلسطين وقضيتها وتربك المقاومة وفصائلها.فإشغال الجبهات بالتحرشات تستهلك الوقت وتشغل الاعلام وتعري اسرائيل وممارساتها، وتستحضر قضية فلسطين.الضفة وفلسطين تستحق تفعيل واستخدام كل الاوراق والممكن والمتوفر منها وما هو دون الاشتباك والحرب قبل اوانها، والمعارك بين الحروب هي جوهر فكرة المقاومة واستراتيجياته.فإشغال وارهاق العدو وتصعيد ازماته، ووضع الشعارات موضع التنفيذ بالحشود الدورية والمستدامة والمنسقة على الحدود في الجبهات، وبالطائرات الورقية والمسيرات المتقادمة قد تكون وسائل فاعلة ونوعية كما في تجربة غزة وطائراتها الورقية، وتشكل حوافز وتمارين وتسرع بتوفير شروط وظروف الحرب الكبرى التي طال انتظارها…..فتقويم المنكر باللسان هو اضعف الايمان… وافضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر….   

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى