مقالات

الإنفصام المركب و خطورته على الجسد الثقافي

سلسلة ثقافة الأدب الشعبي ج ٤٥ / ج ٩بحثية بانورامية العطاء الثقافي ( الإنفصام المركب و خطورته على الجسد الثقافي ).

كنت قد خلصت في الجزأيين الخامس و السادس إلى تناول حانب مُبسط من حالة طفيلية كارئة تستدعي أقصى طاقة العلاج بين سريري و جراحي إستطباباً من خطر إنتشارها ووقاية من آثار جانبية بالإضافة لإدراجها في مقدمة اللوائح الإرشادية كتحذير من خطر إندماجها بإستراتيجية الإبادة العامةكسلاح سري الوجود و سهل الإستعمال المعاديةو ذلك لكونها حالة وبائية إختيارية بمحض الإرادة ترتبط مباشرة بعشوائية جموح نفسي عن الإنضباطبحثاً عن سد شاغرٍ ذهني مُفرغ المحتوى الثقافي والذي من المفترض.أن يكون مُشغلاً بواجب الشراكةالمستقاة من الجوهرية التربوية بمدمج بناء الذات الذي يكسب الفرد صفة القوة المستمدة من مجتمعه وهي الباعثة للشعور بالفخر من طاقة الإنتماء

_. غير أن الذكاء البشري أقر بالإنقسام على ذاته منذ بدءِ الخليقة . منشطراً على ضفتيّ نهر دماء يفيض نحو المجهول هدراً لنعمة الحياة الإنسانية . حتى وصل الأمر إلى حد علنية المكاشفة بالعداءوإستحداث أعقد أسلحة الدمار وتطويره للقتل الذاتيالممثل بالإنفصام الذاتي و المكتسب كطاقة تنمويةتأطرها كونتونات متعددة القوميات متفقة الإتجاه مجتمعة بقاسم مشترك الميول لوحدة الشكل الهندسي وهنا تجدر الإشارة إلى أن ظاهرة الإنفصام المركب أصبحت منهجا بروتوكولياً لمؤسسات الحكم و القرار للعديد من دول الإستعمار المتطلعة لإحتلال العالم متخذة من ذريعة الحرية الشخصية إظهار الشخصياتالرئاسية المتمتعةبحرية المثلية إلغائاً للضابك الأخلاقيمن خلال توسعة المساحة الخيالية عند المنحرفين _.فمن هنا يمكننا إستشعار الخطر المحدق بالبشرية من خلال إيهام الضعفاء القصّر النمو الذهني بحرية الإفراد بالمتعة الغريزية كخصوصية شخصيةلا تحول دون الوصول إلى مفاصل تحديد المصير و مواجهة الأخلاقيات بإنتهاء الصلاحية بالتقادم وذلك لإفراغ الجعبة الثقافية من محتواها التنموي المتأصل من تاريخٍ ساهم بتطوير الحضارات البشرية.للوصول إلى أخذ البشرية إلى حلبة الصراع الفكري و إزالة القعد الثقافية عن خارطة الحداثة _. و هنا لا بد من التبيان لحقيقة لا تقبل الريّبة أو النقاش أو وجهة النظر و لا الفصل بيّنَ بينْ .و هي أن جميع الكائنات الحية على الأرض مجتمعةتخضع لقوانينها الفيزيولوجية الناظمة الموروثاتالخاضعة لقانون التوازن الطبيعي لإستمرارية الحياة بتقيّيم سلامة البقاء بسلامة التوازن بسلامة التنوعمن خلال سلامة خصوصية النوع دمجاً بالتنوع . و هنا يعتبر الإنسان مطلق المسؤولية عن سلامة الطبيعةبكامل تنوعها كمنفردٍ بمقدرة التحكم والتكيّف. غير أنه أغفل هذه الإيجابية الفطرية . لإستجابته إلى رغباته الخيالية الإنفصامية المركبة بإدارته .ثم إنحرف بإتجاه مُنزلق الهاوية إشباعاً للرغبة بمخالفة قانون الفطرة إستمتاعاً بطاقته العقلية .مما أدى ذلك لفرض واجب الإنقسام بين الخير و الشروحتمية المواجهة الدامية بين الحقيقة و الخيال بإستنفاذ الطاقة الإبداعية بالصراع الفكري المتضاد .مما أوصلت نتيجته لإختصار التنمية الثقافية بجعلهامُحتكراً ترفيهياً لخاصة.

لا يملكون مقدرة الدفلع عنهاعلماً أن الثقافة هي صفر إنطلاق الإنسان نحو التحضرو هي صفر محور إستراتيجيته الإستقلالية السياديةو هي التي تأي بمقدمة الإستعداد لموجهة المخاطر وهي الهدف الإستراتيجي الأول للعدو المعتدي وهي التي تحدد قوة المجتمع بقوة الثبات العقائدي

_٠ فبالعودة إلى المقدمة أعلاه وصلاً بمقترح العلاجزأرى أن الجرعة الوقائية الأولى لبدءِ العلاج يجب . أن تنطلق بعملية الترميم الإجتماعي بجرعة ثقافية أولاً لإنقاذ الحزء السليم من الأرضية الإجتماعية و ثانياً لإغتنام ما يمكن إنقاذه من الإصابات السطحيةلتكون النتيجة تحديد الثغرات التي يجب إزالتها بالإعتماد على إعادة ربط المصير بالعقيدة الوطنية

الباحث الثقافي وليد الدبس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى