مقالات

التربية الصهيونية تقوض أسس الإنسانية(2)

أمين صالح

28/8/2024

يقوم النظام التربوي الإسرائيلي بتعبئة لتبرير موقف إسرائيل في الصراع العربي الإسرائيلي ، فالتعليم الخاص بمسألة الإبادة والمجازر أسهم إسهاماً كبيراً في خلق عقلية في إسرائيل ترى أن إسرائيل بلد محاصر ورسخ الإعتقاد بأن اليهود هم دائماً الأكثر تفوقاً والأقوى وأنهم دائماً على حق . والتعبيرات عن هذه ” الثوابت اليقينية ” كلها مبثوثة في 107 كتب للقراءة والتاريخ بين الكتب التي أقرتها وزارة التربية في إسرائيل للتدريس وبخاصة كتب التاريخ اليهودي … الفكرة المحورية في هذه الكتب هي أن اليهود هم الضحية دائماً وأبداً ، وفي أحد كتب القراءة الذي تدور نصوصه حول ” المستوطنات الصهيونية الأولى ” لا يرد ذكر وجود للعرب في المنطقة إلا مرتين ، مرة يقال أنهم لصوص وقطاعو طرق ، ومرة يقال أن فيهم أقلية ” إيجابية ” لأنها قبلت أن تبيع أرضها لليهود . في كتب التاريخ لا تجد شيئاً عن السلام إلا بوصفه يوتوبيا وخرافة . في برنامج التعليم في المدارس الإسرائيلية يدرس كتاب يهوشع ، من الصف الرابع الى الصف الثامن ، ومما جاء في هذا الكتاب : ” صعد الشعب نحو المدينة ( أريحا ) واستولى عليها ، قتل كل الذين كانوا في المدينة رجالاً ونساءاً وأطفالاً وعجزة دونما تمييز ” . إن ما ورد في هذا الكتاب وعلى أهميته فإن الأهم منه نتائج الدراسة التي قام بها البروفسور ” تامارين ” من جامعة تل أبيب حول تطبيع تلامذة المدارس بمقتضيات العمل العسكري الصهيوني. الدراسة أجريت على ألف تلميذ وتضمنت الإستمارة الموزعة المقتطف من كتاب يهوشع المذكور آنفاً مع طلب الإجابة على السؤالين التاليين : ب‌- لنفترض أن الجيش الإسرائيلي احتل قرية عربية أثناء الحرب ، هل يجب عليه أم لا أن يقتل أهلها كما فعل يهوشع بأهل أريحا ؟ نتائج الدراسة كانت مثيرة للرعب : أ‌- في رأيك هل كان عمل يهوشع والإسرائيليين جيداً أم لا ؟ في العام 1979 أعلن وزير التربية الصهيوني أن تعليم الإبادة إلزامي في الصفوف النهائية من المرحلة الثانوية تحت شعار ” لا بد أن يحس الطالب بالإبادة وأن يدركها ويعيشها بوصفها كذلك لا بوصفها عنصراً بين عناصر أخرى في سياق تاريخي أوسع ، أو تحت منظار للبحث العالمي المحض ” . في 26 آذار 1980 أقر الكنيست قانون التعريف بالإبادة والتذكير بالبطولة ، مذاك والإبادة تدرس في المدارس الإبتدائية والثانوية وتشكل 20 بالمئة من الأسئلة المطروحة في إمتحانات آخر السنة . فيما تقدم بغنى عن أي شرح أو تفسير أوتأويل أو إجتهاد لمعرفة خلفية سلوكيات الصهاينة في فلسطين المحتلة من قادة ورجال دين ومستوطنين أو من جيش وقوى أمن ومخابرات ، ولكن ولمزيد من التأكيد على نازية الصهاينة ، ولمن لا يريد أن يعرف أو يفهم ويصر على التعامل والتطبيع مع الصهاينة إليكم حرفياً شهادة البروفسور زيمرمان أستاذ تاريخ النازية في جامعة القدس العبرية المريعة حول برامج تدريس التاريخ ودورها في مسخ إنسانية الإنسان : ” في داخل كل منا وحش ، فإذا استمرينا في التأكيد بأننا دائماً على حق ، فإن هذا الوحش سيكبر باستمرار …. في ذهني اليوم ومنذ بعض الوقت ظاهرة تتزايد وتنمو يوماً بعد يوم : ثمة شطر بأكمله من اليهود أعرفه بلا أدنى تردد بأنه نسخة طبق الأصل عن النازيين الألمان . أنظروا أبناء المستوطنين اليهود في الخليل ، إنهم يشبهون الشبيبة الهتلرية شبهاً تاماً . نزرع في رؤوسهم منذ الولادة أن كل عربي سيء وشرير، وأن كل غير يهودي هو ضدنا ، إننا نزرع فيهم جنون العظمة وعصاب الهوس : نجعلهم يخالون أنهم عرق متفوق ، تماماً كما كانت تخال نفسها الشبيبة الهتلرية ” .

يتبع …..

70% من الردود أجابت بالإيجاب وطُرد البروفسورمن الجامعة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى