مقالات

“الخطّة ب” الأخطر لدى حزب الله..

ماجدة الحاج

مفاجأة يمنيّة مدوّية بانتظار نتنياهو! خمسة أيّام على العدوان “الإسرائيلي” على ميناء الحديده اليمني ولا زال حال الاستنفار في سلاح الجوّ- كما في سلاح البحر ساري المفعول في كل انحاء البلاد ترقّبا للردّ اليمني”- وفق ما اجمعت وسائل اعلام عبريّة، والتي ذكرت عقب العدوان” انّ الأقمار الصناعية ترصد تجهيز الحوثيّين لعشرات الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستيّة في مناطق مختلفة من اليمن”.. وفيما تجهد “اسرائيل” “لتشفير” طبيعة الرّد اليمني المرتقب ومكانه خصوصا وانّ السيّد عبد الملك الحوثي-زعيم حركة “انصار الله”، توعّدها ب”عمليّات واسعة في عمقها خلال الفترة المقبلة”، ملوّحا ب”عمليّات مشتركة مع محور المقاومة ستهزّ هذا الكيان”.. نقل ناحوم برنياع-كبير المحلّلين “الاسرائيليين”، عن شخصيّة استخبارية غربيّة ترجيحها ان يتمّ الردّ بعملية نوعية مركّبة قد تطال مؤسّسة امنيّة حسّاسة في قلب تل ابيب ايضا!وفي أَوج الإستنفار في الكيان ترقّبا لهجوم يمني في ايّ لحظة، وبتوقيت زيارة بنيامين نتنياهو الى واشنطن، جاء الحدث من جانب حزب الله، على متن “الهدهد” بنسخته الثالثة، والتي لا تقلّ خطورة عن سابقتَيه.. هذه المرّة خصّصها لإحدى اهمّ القواعد الجوّية في “اسرائيل”- قاعدة “رامات دافيد”، مُخترقا في سابقة هي الأولى في تاريخها، المجال الجوّي لقاعدة جوّية “اسرائيلية”!آثر الحزب اطلاق مفاجأته الجوّية هذه، تزامنا مع ما ذكرته منصّات اعلاميّة “اسرائيلية” لفتت الى انّ شحنات اسلحة غير مسبوقة تصل الى مطار بن غوريون.. أُلحقت بها معطيات مستجدّة-الارجح انها سُرّبت الى وسائل إعلامية عبرية عن قصد)، وتحدّثت عن امكانية ان تعمد “اسرائيل” الى تنفيذ خطّة اجتياح تبدأ من الجولان وعبر الحدود اللبنانية -السوريّة، ومن البقاع الغربي وصولا الى السّاحل جنوب صيدا!.. هذا في وقت توقّع محللون سياسيون وعسكريون ان يعود نتنياهو من واشنطن “طليق اليد في لبنان”، خصوصا وانّ الكنيست “الاسرائيلي” سيدخل بعد غد السبت(27 تموز) في الإجازة الصّيفية ليتحرّر نتنياهو من ايّ قيودسيّما من تهديده بإسقاط الحكومة.. لكن!فجّر “هدهد” الحزب مفاجأة اخرى رسمت علامات استفهام كبرى لدى الخبراء والمحلّلين العسكريين “الاسرائيليين”.. وبالتفصيل، أظهر تموضع اسراب الطائرات الحربية في القاعدة الجويّة، ومروحيات قتالية، ومروحيات النقل والإنقاذ والإستطلاع البحري، ومنظومات حرب الكترونية هجومية، ومنصّات قبّة حديدية وكل ما هو موجود فيها وصولا الى كشف اسم وصورة ورتبة قائد القاعدة.. هو لا شكّ خرق كبير من جانب الحزب، في جدار المواقع والقواعد العسكرية والحيوية الحسّاسة على امتداد الكيان، والذي اعاد بالذّاكرة سريعا الى ذاك التقرير الخطير الذي كان موقع “كالكاليتس” نشر ملخّصا عمّا تضمّنه من معلومات خطيرة! التقرير الذي شارك في إعداده 100 مسؤول رفيع المستوى في “اسرائيل” -من عسكريين وسياسيين واداريين، بينهم الضابطان برتبة لواء اهارون زئيفي( رئيس “امان” سابقا)، اسحق بريك( قائد الكليّات العسكرية سابقا)، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات والعلاقات الخارجية في “الموساد” حاييم توم، ووزير القضاء السابق دان مريدور.. تضمّن التحذير من الاخطار المحدقة التي ستواجهها “اسرائيل” في اي حرب شاملة مع حزب الله، والذي “سينسف نشاط سلاح الجوّ ويشلّ قدرته على العمل انطلاقا من قواعده، وسيوجّه صواريخه الدقيقة الى مسارات الإقلاع، ويدمّر الهنغارات التي ستخزَّن فيها طائرات” اف 15و16 و35 “!..هذا كان قبل سطوع نجم “الهدهد” بنسخاته الثلاث حتى الان.. والذي بيّن انّ حزب الله يعرف ما لدى “اسرائيل” اكثر بكثير مما تعرفه هي عما يُخفيه الحزب من قدرات تسليحية ومفاجآت ستكون خارج الحسابات”الاسرائيلية” فيما لو غامر نتنياهو بشنّ حرب على لبنان..بل ابعد وأخطر من ذلك، بات لدى الكثيرين من الخبراء والمحللين العسكريين “الاسرائيليين” قناعة بأنّ لحزب الله “عيونا” داخل القواعد والمنشآت العسكرية والحيوية الحسّاسة.. إذ كيف يمكن تحديد اسماء ومهام واحداثيات ومراكز قيادة بهذه الدّقة والمفروض انها سرّية للغاية.. الا من هو داخلها؟!..وعليه، فإنّ الحزب قادر على شلّ حركة الجيش “الاسرائيلي” في غضون ساعات فقط اذا ما اندلعت الحرب الشاملة بين الجانبّين.. ولتأتي المفاجأة غير المتوقعة من اليمن، عندما خرقت مسيّرة “يافا” عمق تل ابيب صباح الجمعة الماضي، وتُسدّد ضربة نوعية في اوّل عملية لحركة “انصار الله” تصل الى عمق “عاصمة” الكيان!.. ولتتوجّه الانظار سريعا الى اليمن، وما تخبّئه الحركة بدورها في جعبتها لإسرائيل من مفاجآت لاحقة، سيّما انّ المسيّرة “محليّة الصّنع” التي انطلقت من اليمن، قطعت حوالي 2000 كلم للوصول الى هدفها بنجاح!لربما على نتنياهو أن يخفّض من فائض غروره وتعجرفه، ويقرّ بالواقع كما هو، فحركة “انصار الله” اليمنيّة التي صمدت في وجه عدوان جماعيّ على مدى سنوات، طوّرت قدراتها التسليحيّة الى حدّ غير مسبوق، وباتت قادرة على تسديد ضربات قاتلة في المرمى “الاسرائيلي” وجعل ليس فقط تل ابيب منطقة غير آمنة، بل كل بقعة في الكيان غير قابلة للعيش.. ويكفي التوقّف عند التقارير الغربية وضمنا ما خلُصت اليه صحيفة “فورين بوليسي” في توصيف اداء “الحوثيّين”، عندما ذكرت ” انّ العمليات البحريّة الغربية المكثّفة التي استمرّت لأشهر في محاولة تأمين البحر الأحمر، كلها فشلت امام “الحوثيّين” الذين اثبتوا انهم اكثر قدرة على تنفيذ الضربات النوعية مما كان مُتوقعا، وأثبتت صنعاء انها قوّة هائلة”.وعليه، تدرك “اسرائيل” واجهزة استخباراتها جيدا قوّة اعدائها في محور المقاومة.. سيّما انّ “اسرائيل” لم تعهد منذ تأسيسها قتالا طويل الامد انهك جيشها على مدى 10 شهور منذ “زلزال” السابع من اكتوبر.. ولعلّ التوصيف الدقيق لحال ما وصل اليه هذا الجيش جاء على لسان يائير جولان-نائب رئيس الأركان السابق، والذي نبّه من “انّ قوات الاحتياط بل كل فِرَق الجيش مُنهكة حتى النّخاع”!ورغم انّ لا احد يستطيع التكهّن الى اين سيسير التصعيد على الجبهة اللبنانية، ربطا بما قد يقرّره نتنياهو في غفلة عن الجميع، خصوصا “انّ الاخير سيؤكد لبايدن انّ اي وقف لاطلاق النار بغزّة، لا يُلزم اسرائيل على الجبهة الشمالية”- وفق ما ذكرت اليوم صحيفة “يديعوت احرونوت”!ثمّة مؤشرات تُنذر بمرحلة تصعيد قصوى في المنطقة..خصوصا على وقع الزيارة التي قادت الرئيس السوري بشار الاسد الى موسكو امس بشكل مفاجىء وأعلن عنها اليوم الخميس، للقاء نظيره الرّوسي فلاديمير بوتين، والذي كان تصريحه لافتا عبر قوله” إنّ الوضع في الشرق الاوسط يزداد توتّرا، وانّ هذا التوتّر والتصعيد يشمل سورية”!بحسب معلومات صحفية لبنانية، فإنّ لقاء مرتقبا بين الرئيسين التركي والسوري لم يعد بعيدا.. وستنسحب ارتداداته على المشهد السوري لتخلط الاوراق بقوة “شمالا”.. وتنقل عن شخصيّة صحفية مخضرمة، ترجيحها ان ينتقل حزبُ الله في القادم من الايام الى “الخطة ب” في الميدان.. ولوّحت بحدث يمني غير مسبوق ” قد يكون بانتظار نتنياهو” – وفق اشارتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى