مقالات

رأي وتقدير موقف.

أكدت مجزرة مخيم النصيرات، وما سبقها من مجازر، ارتكبها قادة العدو الصهيوني، في قطاع غزة، وفي كل تاريخهم الأسود، مدى الإجرام والتوحش، الذي يتحكم بهذا الكيان، بشكل عام، ويتساوى بذلك، حكومة ومعارضة، ومدنيين وعسكريين.كما أكدت وقائع الجريمة، مدى المشاركة الأمريكية الكاملة فيها، وبكل تفاصيل العدوان، الذي تشنه حكومة نتنياهو، على قطاع غزة، وكشفت مدى كذب الإدارة الأمريكية، في ادعاءاتها، بأن الرصيف الذي اقامته في شاطئ قطاع غزة، أقيم لغرض توصيل المساعدات، بينما كان الاستخدام الوحيد له، في ارتكاب الجريمة، واستخدام الشاحنات التي قالت إنها مساعدات انسانية، لنقل الجنود الذين ارتكبوا الجريمة الشنيعة.إن تاريخ الحروب والصراعات، يؤكد بأن ارتكاب المجازر بهذه الوحشية، لم يكن يوماً دليل قوة، او مؤشر على تحقيق الأهداف، أو الانتصار، وإنما هي دليل على الفشل، ومقدمة لانهيار من يقوم بهذه المجازر، وما محاولة حكومة نتنياهو، وحماتها الأمريكيين، الادعاء بتحقيق انتصار وهمي، بالوصول إلى أربعة من الأسرى، بعد أكثر من ثمانية أشهر من العدوان، ومع بقاء العشرات من هؤلاء الأسرى بيد المقاومة، وقتل جيش الاحتلال للعديد منهم، ليس سوى ادعاء نصر بائس، ومحاولة للتغطية على فشلهم الذريع، في تحقيق أي من الأهداف، التي وضعوها لعدوانهم، ولا أحد ذي عقل، يمكن أن يدعي مثل هذا الانتصار، مع سقوط مئات الضحايا، من المدنيين، والأطفال والنساء، وعدة أضعاف الأسرى، من قتلى وجرحى جيش الاحتلال المتهالك.تؤكد الوقائع الميدانية والسياسية، إن انغماس جيش الاحتلال، بمزيد من التوحش، سيقابله بدون أدنى شك، مزيداً من المقاومة والصمود، والتشبث بالأرض، من قبل الشعب الفلسطيني ومقاومته، كما ستزداد وتيرة عمليات المقاومة، في ساحات الإسناد للشعب الفلسطيني، ولن تمنعه الحماية الأمريكية، ومنظومتها العدوانية، من تحوله إلى كيان منبوذ، وحكومة موصوفة، بالإجرام وقتل الأطفال.ورغم كل هذه الشراسة، في الإجرام والتوحش، ها هي حكومة نتنياهو تتفكك، ويستقيل قادة عسكريون، وتزداد حالات التهرب من الخدمة العسكرية، ويعترف الجميع بالفشل، وهو ما يجعل الأصوات ترتفع داخل الكيان، وتؤكد بأن ما يجري، يقرب المجتمع الصهيوني، من الحالة التي حذر منها قادة هذا الكيان، منذ زرعه في منطقتنا، من وصول مجتمع هذا الكيان، إلى حالة اليأس وفقدان الأمل، والتي تعني، مقدمة لتفككه وانهياره، وهو ما باتت مؤشراته، تزداد وضوحاً يوماً بعد يوم.

أحمد رفعت يوسف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى