مقالات

إسرائيل سقطت. . .!!

كَتَبَ إسماعيل النجار

واشنطن تنصح تَل أبيب بتضييق ساحة الصِراع العسكري داخل قطاع غَزّة، لتقليل حجم الخسائر العسكرية وإسكات الرأي العام العالمي الذي انتفضَ ضد جرائمها التي ارتكبها جيشها الصهيوني على مدى أكثر من ثلاثة شهور ولا تزال مستمرَّة حتى هذه اللحظة،
ففي رسالة حملها وزير الخارجية الأمريكي “ألصهيوني” أنتوني بلينكن إلى نتانياهو ينصحهُ من خلالها البيت الأبيض التخفيف من عمليات القصف العشوائي والإنتقال إلى المرحلة الثالثة من العملية العسكرية لتضييق دائرة النار تمهيداً للإنسحاب النهائي من غزة والخروج من المأزق بأقل تكلفه ممكنة،
كما طلب الرسول الأميركي من الحكومة الصهيونية تحويل كافة الأموال الفلسطينية المستحقَة عليها من الضرائب والمخصصة للسلطة وتسليمها إلى رام الله الأمر الذي واجهَ رفضاً صهيونياً بحجة استفادة غزة من هذه الاموال،
كل تلك المناورات الصهيونية الأميركية السياسية التي تخرج للعلن عبر وسائل الإعلام لم تستطِع إخفاء التناقضات الأكبر وقع فيها الفريق الصهيوأميركي،
فمن جهة تحاول واشنطن أن تُظهر للعالم عدم نيتها توسيع دائرة النار في الشرق الأوسط، وعملاتياً تخطط مع تل أبيب وتنسق العمليات العسكرية في غزة وخارجها بمشاركة جنودها،
وبنتيجة متابعة تصريحات بلينكن وزير الخارجية وما حصل مع وزير الدفاع الأميركي “أوستن” وما قاله عن منبر العدو، أضف الى ذلك ما يحصل الآن من مناورات سياسية وإعلامية نستخلص ما يلي،
أولاً أن حكومة نتانياهو مُصِرَّة على متابعة الحرب ومصلحته تقتضي إستمرار السير بها حتى بلوغ أحد أهدافه البعيدة لكنه يريد حصر الأضرار والخسائر الكبيرة وتقليلها في قطاع غزة من خلال الإنتقال بالأمر الأميركي الى المرحلة الثالثة المتفق عليها بينهما،
وهي الانسحاب الى تخوم القطاع والاستمرار بعمليات القصف من بعيد وتشديد الحصار والقيام بعمليات جراحية موضعيه تقليلاً للخسائر واستمرار الاستفراد في القطاع،
في المقابل الجميع خطَّطَ ومتفقين على الإستدارة نحو لبنان ومفاجئتهِ بهجوم جوي كثيف على العاصمة والضاحية وباقي المناطق اللبنانية لأن تل أبيب لن تقبل بنتيجة المشاغلة الحالية له مع المقاومة على قاعدة أن الحرب القائمة هي حرب حقيقية وأن حزب الله فعلياً هوَ المتفوق فيها،
لذلك فإن تقديرات البعض التي توحي بأن إسرائيل ضعيفه ولن تفعلها مع لبنان هي تقديرات خاطئة لأن العدو اليوم يتلقى دعماً أميركياً ودولياً لا مثيل له بالنسبة لنتانياهو هي فرصة لا تُعَوٍَض يجب الإستفادة منها بضربهِ وتغييرهِ لقواعد الإشتباك الحالية القائمة،
من جهته حزب الله أخذ بعين الإعتبار كافة السيناريوهات الصهيونية وحَضَّرَ نفسه لما هوَ أسوء من ذي قبل،
والمسألة مسألة أيام ليتسنى للعدو ترتيب أوراقه وسيرى الجميع ما سيحصل،
واشنطن بدورها رصدت تحذيرات اليمنيين الأخيرة وفصائل المقاومة العراقية التي تُنهي عن الإقدام على هكذا خطوة اتجاه لبنان، وأظن أن واشنطن تلقفت رسائلهم الأخيرة بوضوح،
لكنها تبقى أميركا التي لا تهتم بعنجيتها الى لدغ الدبابير حسب مقولتها وستستمر بحياكة مؤامراتها وتنفيذ كامل مخططاتهم في المنطقة،
نحنُ كمراقبين نقول للمقاومة وفريقها رجاءً لا تنخدعوا بالتضليل الإعلامي الأميركي عن عدم رغبتهم بتوسيع دائرة الحرب فهذه أميركا التي تكذب على الكذب وتعيد تدويره كل ساعه الف مرة،

إسرائيل سقطت

بيروت في..
11/1/2024

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى