مقالات

غالانت يعلنها ؛ حربنا وجودية واذا هزمنا لا مكان لنا في هذه المنطقة…هزيمة اسرائيل حكمية ومحققة….فلسطين في حرب تحريرها

ميخائيل عوض

بيروت؛ ٧/١٢/٢٠٢٣

 وزير الحرب، يوآف غالانت اعاد اعلانه ؛ «ليست لدينا شرعية لوقف الحرب، والأمر الشرعي الوحيد هو استمرار الحرب حتى القضاء على حماس»، وقال؛ «حربنا لا مفرّ منها، وإن لم نحقّق الانتصار فلن تكون لنا حياة في هذه المنطقة».سيد غالانت صدقت ونبوءتك تتحقق فانتصار اسرائيل من عاشر المستحيلات فهلما تجمع حاجاتك وعائلتك والمستوطنين وعودوا من حيث اتيتم.اسرائيل لن تنتصر ولا افق لتحقيقها مكاسب يعتد بها في الحرب الجارية ذلك لكل المعطيات والوقائع المعاشة والظروف والشروط والتوازنات الحاكمة للحرب والفارضة لنتيجتها الحكمية. فإسرائيل هزمت ولن تبقى في هذه المنطقة .وهي بعد حرب ١٩٦٧ لم تنتصر في اي حرب.هزمت في معركة الكرامة ١٩٦٨ في الاردن.هزمت في حرب تشرين ١٩٧٣ ولكانت انتهت من يومها لو لم تقاتل معها امريكا والاطلسي بمعداتها المأهولة من الطائرات والدبابات والجسور الجوية لإمدادها، ولولا خيانة السادات واخراج مصر من معادلات الصراع.وانتهى غزوها للبنان ١٩٨٢ بهزيمة مجلجلة وحققت المقاومة نصرا إعجازيا عام ٢٠٠٠ وكسرت اهم عناصر قوة اسرائيل بان خرجت تحت النار وبلا تفاوض وكانت تحتل وتفرض شروطها.ثم هزمت في غزة ٢٠٠٥ وفكك شارون مستوطنات غلافها وهو من زرع اولها.وهزمت في حرب تموز ٢٠٠٦ وكسرت ذراعها وسقطت اداتها الاستراتيجية الثانية الاي كان عبرها تفرض شروطها ومصالحها فارتدت الحرب الخاطفة والسريعة وفي ارض الخصم عليها، وتلت في تموز لبنان هزيمتها هزائم في غزة ٢٠٠٨ و٢٠٠٩ و٢٠١٢ و٢٠١٤ و٢.٢١في سيف القدس وبجولتين في غزة عام ٢٠٢٢، وفي ٢٠٢٣ وعلى اثر عملية طوفان لاقصى تعيش ايامها العادية المعدودة وتنتحر. والقاعدة الاولى التي تدرس في علوم الحروب ومناهج علم المستقبليات؛ انك ان كنت تسعى لمعرفة ما سيكون بالمستقبل لعشر او عشرين سنة فعليك ان تدرس ما جرى في مدة موازية من الماضي، وهكذا تنطق الحقائق العلمية والوقائع المعاشة فمنذ خمسون سنة واكثر واسرائيل تهزم في الحروب وكانت وحلفها اقوى بألف مرة ومحور المقاومة اضعف بألف مرة… فكيف ومن اين ياتي انتصارها في حرب غزة وقد فقدت كل واي من عناصر قوتها التكتيكية والاستراتيجية وتغيرت البيئات والظروف والتوازنات وانقلبت كلها في غير صالحها.قد يقول قائل وماذا عن سلاحها النووي؟؟ والجواب انه للتهويل وليس للاستخدام وان تجرأت واستخدمته فايران اصبحت نووية وامتلاكها واستخدامها للنووي مسألة قرار فحسب، ومحور المقاومة وفصائله يملكون السلاح والوسائل للرد بأسلحة فعاله ولا تقل خطورة ولهم قدرة استهداف مخازن نترات الامونيا في حيفا ومفاعل ديمونا وهذه بمثابة اسلحة تدمير شامل.اضافة ان لإسرائيل عطبان تكوينيان وبنيويان في الحروب خاصة اذا جاوزت الاسلحة التقليدية  فلديها عطب قاتل يكمن  بضيق المساحة ومأزق وجودي يكمن في محدودية  عدد السكان على عكس محور المقاومة الذي يقاتل في هذه الحرب في اربعة بحار حاكمة ومحورية في الاقتصاد العالمي وفي ميزان القوة العسكرية، وفي وجغرافيا تزيد مساحاتها عن مليونان ونصف مليون كيلو متربع مربع وبعدد سكان يزيد عن ٢٢٠ مليون انسان.اما من يعتد بقدرات أمريكا والاطلسي ويفترضانهما قادران على نصرة اسرائيل ومنع هزيمتها في الحرب الوجودية الجارية، فنحيله الى التاريخ ونتائج الحروب منذ ٢٠٠١ بعد غزو افغانستان ثم غزو بغداد وما لحق بأمريكا واحلافها من هزائم مدوية ومذلة مازالت شاهدة امام العيان. ونضيف انها استخدمت واستهلكت كل واي ما لها من احلاف وادوات وزجتها في الحرب على سورية واليمن وليبيا والعراق وهزمت، ولم يبقى لديها ما تستخدمه، حتى عراضة القوة والهوبرة والترهيب سقطت  في حرب غزة وجاء الرد واضحا بقول السيد حسن نصرالله باننا اعدينا العدة لأساطيلكم وقرن القول بالفعل وبالنار بدخول جبهة الجنوب نشطة ومدوزنه في الحرب وبالتزامها انتصار غزة وحماس. ودخل الحوثيين الحرب وفرضوا سيطرتهم على البحر الاحمر وبحر العرب ونفذوا تهديداتهم بالصواريخ والمسيرات على السفن والمدمرات، وباتجاه جنوب فلسطين وميناء ايلات  الوحيد على البحر الاحمر الذي يمر منه٧٦% من مبادلات اسرائيل الاقتصادية.فالعقود التي انصرمت كانت عقود حروب مفتوحة ومستدامة وكان العدو اسرائيل وامريكا واحلافها وقد استنزفت وهزمت وانكشفت على ازماتها ما وفر ظروف وبيئات لصعود اوراسيا وانخراطها بحرب عاصفة في اوكرانيا وفي حرب عالمية اقتصادية ومالية مع الصين وتلك حروب وظروف تسهم في اشغال امريكا والاطلسي وفي توفير شروط تحقيق الهزيمة الوجودية لإسرائيل في حرب غزة.لمن مازال مبهورا بقدرات وقوة امريكا والاطلسي واسرائيل هاتوا ما عندكم من وقائع وتطورات معاشه وموضوعية تفيد بقدرات امريكا واسرائيل لانتزاع انتصار لنفندها ونتأكد من ان اسرائيل في طور الرحيل والانهيار فالمنطقة لم تعد تحتملها وعدوانها وبلطجتها. وكما هي ستهزم وترحل كذلك امريكا والأطلسي وعالمها الانجلو ساكسوني العدواني والمتوحش….اعلنها نتنياهو وكررها غالانت انها حرب وجود ولن يكون لإسرائيل مكان في المنطقة.كفا قرن ونيف والمنطقة ملتهبة ومازومة وفي حروب وقد ازف زمن الحصاد الوفير .      

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى