د.حسام شعيب هو ليس عنواناً لبرامج ال show على محطات المال ، ولا مثلاً عربياً يتناوله الإنهزاميون الذين يعيشون في صندوقٍ أسود لا يريدون الخروج منه، تملكتهم الانهزامية وسيطرت على عقولهم، وفقدوا الأمل في أي أمر يُقدِمون عليه.. يُقللون من قيمة الانجازات والنجاحات التي تتحقق في المجتمع فيعمدون إلى إخفائها وتشويهها ويدَّعون أنها حصلت بالصُدفة.. لا يحبون التغيير والانتصار بحجة أن هذا التغيير سيجلب لهم الكثير من المتاعب والمشكلات..
إنه عنوانُ ملحمةٍ فلسطينية امتلكت الإيمانَ بالله وقضيتهافحضرت الفكرة وصاحَبتها الجُرأةُ والقُدرة على المبادرة فحالفها النجاح رغم الآلام والجراح…أرادها الكيانُ الصهيوني إبادةً جماعية، ومشروعاً للتهجير وإنهاء القضية.. زوالُ إسرائيل لم تعد أُمنيةَ أسرى التفكير الرغبائي للمؤمنين بحق العودة، ولم تعد أحلاماً وردية صعبة المنال كما صورها البعض ممن تأثر بفارق القوة العسكرية والتقنية، ورسوخ التحالفات التي تربط بين الكيان والمنظومةِ الغربية وإنهزامية كثيرٍ من الأنظمةِ والجيوش العربية.” لا وقت لقلي البيض.. مقاومونا منشغلون بشواء الميركافا” هكذا كان ردُ أصحاب الهمم والإرداة على تصريحات جيش الكيان الأخيرة بأن المقاومة فقدت “قوتها وعاجزة عن قلي بيضة” في إطار حربٍ نفسية يمارسها الكيان الصهيوني ضد المقاومة والمدنيين العُزل في غزة والضفة الغربية. حربٌ نفسية حُسمت منذ لحظاتها الأولى في السابع من أكتوبر فاسقطت كلَّ النظريات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي كانت مبنية على استمرارية وجود هذا الكيان في المنطقة.. النظريات الانهزامية القائمة على الشعور بالدونية والخسارة والانهزام والضعف واليأس لاسيما بعد النكبة والنكسة في تحقيق أي شكلٍ من أشكال الانتصار ولو كان بسيطاً..إن مرض الانهزامية الذي أراده أعداءُ الأمةِ لها خطيرٌ، حينما يصيبها فإنه يقضي عليها ويُعيدها إلى عصور التخلف والضعف والجهل ويصدها عن اي تقدم أو تطور حتى لو كانت تمتلك جميع المؤهلات والأدوات والإمكانيات والكوادر البشرية، كما أن الروح الانهزامية التي يريدها البعض للأمة تدفع الناس في مجتمعاتنا العربية بسبب اليأس الذي تملكهم إلى التنازل عن حقوقهم، بحجة أنه لا يمكن استرجاعها فهم ليسوا قادرين على ذلك..إن أهم ما حملته دروسُ غزة أنها غيرت في مسار التفكير العربي وتعاطي الخطاب الإعلامي في ضوء الواقع المنقول من فلسطين وتحديداً من غزة. إلى متى يُربي في أجيالنا الانكسار، فمن قال “أن اسرائيل لا تُهزم”؟!!لقد بدأ الطُوفانُ من أجيالٍ لطالما راهن الكيانُ والانهزاميون في منطقتنا على نسيانها للقضية الفلسطينية وتخليها عن حق العودة وتخاذلها في الإساءة للمقدسات… هذه الأجيال التي تتسابق اليوم وتُبدعُ في عملياتها المُقاومة فحولت غزة إلى مقبرةٍ لجنود العدو ودبابات “الميركافا”، ولم يعد خافياً على كل متابع حجم الانقسام الداخلي المزمن ولفقدان القيادة الذي تعيشه اسرائيل هذه الأيام انقساماً غير مسبوق، حيث تتشرذمُ القوى والشخصيات البرلمانية والحكومية والعسكرية إضافة إلى ما سبق فإن اسرائيل تفتقد اليوم كفاءة قادتها المؤسسين، فالساسة الحاليون فاسدون وانتهازيون وحريصون على مصالحهم بالدرجة الأساسية ومستعدون لفعل كل الموبقات والجرائم من أجل الفوز بالحكم… ماجعل غالبية سكان الأرض تهتز غاضبةً وقلقة من مشاهدات الجرائم الصهيونية وحجم الكراهية المشتعلة الذي رآه العالم في كل جزء من العدوان على غزة والضفة الغربية.يُلاحظ كل من يراقب إسرائيل هذه الأيام فقدان جيشها المزعوم بالاستعداد والتضحية، وخوفه من تزايد الخسارة البشرية لذلك يعتمد اعتماداً كلياً على سلاح الجو، إلا أن خُطط العدو الخادعة في العمليات البرية باءت بالفشل الذريع..كلُ هذه المخاطر للكيان تتزامن مع تصاعد المواجهة مع أبناء المقاومة ومحورها التي باتت تُحيط إسرائيل من الشمال والجنوب والشرق وهو ما يجعلها معرضةً لخطر عشرات آلاف الصواريخ.. كل ما سبق يضع إسرائيل أمام مخاطر وجودية، ويدفعها للتساؤل عن مصيرها المحتوم، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أنه مصيرٌ قريب أو بعيد، وإنما خطوة في طريق انحدارٍ يتسارع فقط بفعل أولئك المنشغلون بشواء “الميركافا” وليس لديهم وقتاً لقلي البيض كما كان يفعل الكثيرون في برامج الترفيه أو اللقاءات السياسية .
د.حسام شعيب
