مقالات

نواقص الرجال .. في وجه الراعي ام في وجه الذئب؟ سورية ستهدم المعبد

نارام سرجون

لست قاضيا ولا طبيبا لأحكم على مراجل البعض الذين يقومون الان باستعراض شنباتهم وعضلاتهم الفيسبوكية او في بعض الطرقات .. ولكن هؤلاء هم من يمكن ان نسميهم أشباه الرجال او بنواقص الرجال .. فليست النساء نواقص كما يقول التراث الاسلامي .. نواقص العقول ونواقص الحظوظ ونواقص الايمان .. بل اليوم لدينا منتج جديد من نواقص الرجال حيث عقلهم ناقص ورجولتهم ناقصة ..
نواقص الرجال هم اولئك الذين يصبون جام غضبهم على الدولة ويتمرجلون على الدولة التي حمتهم من حكم داعش والبغدادي ودافعت عنهم بالغالي والرخيص .. والدولة التي حمتهم من حكم القاعدة ورجال السعودية وقطر .. والدولة التي أبعدت عنهم الزمن العثماني وزمن الباشوات والخوازيق وعودة السفربرلك .. وصاروا الان وفي الوقت الذي تحتاجهم فيه الدولة ان يردوا لها الجميل صاروا قبضايات ويعلنون العصيان .. ويهددون ويضربون .. ويطالبون بنفس مطالب الثورجيين ..

المرجلة اليوم والرجولة ليست في الخروج في طرقات دولة واجهت العالم كله من أجل شعبها .. ومن يريد ان تكتمل رجولته وفحولته ويثبت انه يستحق شواربه العريضة فعليه ان يتمرجل في المنطقة الشرقية كما فعل البطل عصام زهر الدين .. لأن مشكلته هناك وليست مع الدولة التي تحاصرها امم الارض والعرب والمسلمون وقوانين الامم المتحدة وقوانين اميريكا ..
تخيلوا ان الاميريكيين يوجهون اهانة لكل رجال سورية ولكل نسائها وشبابها .. فهم وضعوا 900 عسكري فقط نواطير على حقول النفط وكل المنطقة الشرقية وتركوا لصوص الاكراد يسرقون كل شيء علنا .. و900 عسكري يسيرون قوافل النفط علنا في وضح النهار دون ان يهتز لهم جفن او يخافوا من غضب ملايين السوريين .. امام 18 مليون انسان سوري .. يقف رجالهم في طوابير الكاز والمازوت والبنزين يحصلون على قطرات منه .. فيما عيونهم ترى قوافل النفط الذي يملكونه تتنزه في طريقها نحو الحدود التركية وحدود العراق .. وبدل ان يثير هذا الاحتقار الاميريكي فيهم الغضب والحمية .. ويقرروا ان يلقنوا 900 عسكري امريكي درسا في احترام ملايين الناس فانهم يجلسون يولولون على الفيسبوك .. ويندبون حظهم ويشتمون حكومتهم .. ويصبون جام غضبهم على دولتهم .. وان دل هذا على شيء فانه يدل على ان نواقص الرجال هي التي صارت تفكر وتقرر لنا كيف نعيش ..

المرجلة ليست في تحدي الدولة التي لاتريد ايذاء ابنائها ولاتريد استفزازهم ولاتريد ان تزيد في مواجعهم الان .. وأعني هنا ليست مجموعة الموظفين الحكوميين الفاشلين والوزراء العاجزين .. بل أعني الدولة السورية الوطنية بكل رجالاتها الوطنيين وقادتها الكبار .. فهؤلاء يتصرفون كما يتصرف الاباء مع طيش أبنائهم .. ومراهقتهم .. عندما يمرون بمرحلة الرجولة الناقصة والانوثة الناقصة ..
المرجلة هي ان يهب هؤلاء ويتظاهروا للضغط على الدولة والرئيس الاسد كي يسمح لهم بجمع متطوعين يذهبون لسحق 900 عسكري امريكي يهينون كرامتهم ورجولتهم ويدوسون شواربهم ويجوعون نساءهم وأطفالهم رغما عنهم ويسرقونهم علنا امام نسائهم وأمام شعوب الارض … ويتحكمون بمصير 18 مليون سوري وهم لايكترثون بفقرهم وحاجتهم .. حتى الافارقة سكان الادغال لاتجرؤ اميريكا على فعل ذلك علنا معهم .. و في فيلم سقوط الحوامة السوداء مشهد لما فعل بعض الصوماليين بهم ومزقوهم تمزيقا ..
تذكرني مطالبات البعض بالتمرد على الدولة في بعض مناطق الجنوب بقصة الخياط الذي قلع عين الخباز .. فقرر القاضي ان يقلع الخباز عين الحداد لأن الخياط يحتاج عينه ولذلك فان الخباز سينتقم لعينه بأخذ اي عين الا عين الخياط .. فالعين بالعين ..
واليوم الاميريكون يفقؤون عيون ملايين السوريين ولكن بعض ناقصي العقول والرجولة والذين يرتجفون مثل النساء امام الحقيقة
يريدون ان يفقؤوا عين الدولة السورية بدل عين الاميريكيين .. لان ذلك اسهل .. انها العين بالعين ..

على كل حال .. هؤلاء ناقصو الرجولة واشباه الرجال .. لن يغيروا مسيرة البلاد وقدرها .. وعواؤهم لن نرد عليه بالعواء .. ولا بالنباح .. بل سنرد عليهم في ان نريهم معنى الرجولة في المنطقة الشرقية .. وسنريهم معنى الرجولة عندما نهدم كل المعبد على رؤوس الجميع دون ان نسلم البلاد ..
لهؤلاء جياع الكرامة .. نحن سنطعمهم كرامة من دمنا .. وسنشبعهم رجولة من رجالنا .. وسنسقيهم كبرياء من نبع كبريائنا .. وعندها لايجب ان نقول ان الرجولة هي في الصراخ بعيدا عن الذئب .. الصراخ و المرجلة في وجه الذئب وليس في وجه الراعي .. وفي ان تمسك أنيابه .. لاتمسك عصا الراعي لأنك خائف من الذئب .. فمن يمسك عصا الراعي يريد للذئب ان يأكل ماتبقى له من كرامة ورجولة ..
وما لم نفعله في أول الحرب من هدم المعبد … هو ماقد يكون في نهاية الحرب .. المعبد يهتز .. ولانحتاج الا ان نسقط اعمدته .. على اعمدته ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى