مقالات

طو.فان الأ.قص.ى البداية من غز.ة وكل الاحتمالات مفتوحة..

هناك نتيجة حتمية تحققت وتثبتت، في عملية طو.فان الأ.قص.ى حتى الآن، مهما كانت نتائج العملية، وهي أن “عين إسرائيل قد فُقِئَتْ”.أيا تكن التطورات اللاحقة، فلن يستطيع قادة العد.و مداواة هذا الجرح، حتى لو أحضرت امريكا وحلف الناتو، كل ما تمتلك من حاملات الطائرات والجيوش لنجدتهم. إسرائيل اليوم أصبحت بعين واحدة، وليس أمام قادتها سوى محاولة الحفاظ على العين الثانية، وهناك شكوك بذلك، لأن إسرائيل بعد السابع من أكتوبر، هي غير ما قبله، وخاصة في موضوع مصير ال.كيا.ن ووجوده.كل ما تقوم به إسرائيل اليوم من قص.ف و.حشي، يطال كل معالم الحياة في غز.ة، هدفه واحد، وهو محاولة استعادة شيء من هيبتها، التي مرغها المقا.و.مو.ن بالتراب، لكن حتى الإعلام الإسرائيلي يؤكد أن هذه المهمة مستحيلة، لأن ما أصاب عين إسرائيل هو الاقتلاع، وليس مجرد مرض حل بها، خاصة وأن كل ما ضربته إسرائيل حتى اليوم، هو مجرد أبنية وبنية تحتية، ولم تستطع النيل من المقا.تلين وقادتهم، فيما تساقط ضباطها وجنودها كالذباب.انتقال الرئيس الأمريكي جو بايدن وقبله وزيري الخارجية “أنتوني بلينكن” والدفاع “لويد أوستن” إلى ال.كيا.ن الص.هيو.ني، مترافقين بحشد عسكري أمريكي، لم يحدث منذ غز.و العراق، هذا يعني أن الأمريكيين يستشعرون الخطر، كما الك.يا.ن الص.هيو.ني، وأنهم أصبحوا مدركين، أن قادة إسرائيل، فقدوا القدرة على التحكم بمسار الأوضاع ميدانيا وسياسياً.هذه النتيجة تجعل قادة الكيا.ن والأمريكيين، أمام احتمالين أحلاهما مُرْ..الأول أن تقوم بعمليات تد.مير إضافية، ثم التوصل في وقت لاحق، إلى اتفاق لوقف العمليات القتالية، والتفاوض حول الأسرى، وهذا سيعني اقرار بهزيمتها المدوية، لتصبح مردوعة وعاجزة، وهذا يعني أيضا وصول المستوطنين، إلى الحالة التي قامت كل العقيدة الص.هيو.نية، وقادة الا.حتلا.ل منذ نشوئه، لعدم الوصول إليها، وهي حالة “اليأس وفقدان الأمل” لأن هذه سيعني هجرة جماعية للمستو.طن.ين، تلي وقف العمليات العسكرية، وانتقال الكيا.ن الص.هيو.ني إلى حالة الموت البطيء، وصولا إلى موته الحقيقي، حتى ربما بدون حرب أخرى.والاحتمال الثاني، هي أن تقوم إسرائيل بهجوم بري في غ.ز.ة، وهذا خيار يحذر منه قادة سياسيون وعسكريون إسرائيليون وأمريكيون، ويصفونه بأنه انتحا.ر.ي وسيفشل، والأخطر أنه سيفتح المجال، لدخول جبهات أخرى إلى القتال، ضمن عقيدة حلف المقا.و.مة “وحدة السا.حا.ت” وهذا سيؤدي حكماً إلى دخول أمريكي، وإلى توسع نطاق المعارك خارج فلس.ط.ين المحتلة، وهي الفرصة التي ينتظرها حلف المقا.و.مة، مسنودا بروسيا والصين، لتنفيذ القرارين الاستراتيجيين، بخوض معركة إخراج الأمريكيين من سورية والعراق، وكامل منطقة غرب آسيا، واقتلاع الك.يا.ن الص.هيو.ني.وبانتظار معرفة أي اتجاه ستذهب فيه التطورات الميدانية والسياسية، يمكن تسجيل الكثير من تفاصيل الصورة على الجانبين:ففي جانب العد.و، يحاول قادة إسرائيل، ترميم الصورة التي أظهرت جيشهم وهو يتعرض للإذلال على يد المقا.و.مين، وكشفت زيف الادعاء، بأنه الجيش الذي لا يقهر، وأظهرت أيضاً هشاشة المجتمع الإسرائيلي، وجبهته الداخلية، التي تشكل نقطة ضعفه.كما يحاولون زرع اليأس في قلوب المقا.و.مة الفلس.طي.نية، وبقية أطراف حلف المقا.و.مة، من خلال القصف والتد.مير الوحشي لقطاع غ.ز.ة، وقطع كل أنواع الامدادات والإغاثة عن أهل القطا.ع، والذي تجلى بشكل واضح في القصف الوحشي لمشفى المعمد.ان.ي في غ.ز.ة في محاولة لإحداث نك.بة نزوح جديدة، مع توجيه تحذيرات أمريكية لبقية أطراف المقا.و.مة، وتحديدا سورية و.ح.ز.ب ا.لله، لعدم الدخول في المعركة، والتهديدات بأنه سيتلقون ردوداً قاسية من القوات الأمريكية، في حال تم ذلك، وهي الرسالة التي نقلها منذ بداية المعارك، رئيس الإمارات محمد بن زايد، للرئيس السوري بشار الأسد، وتم توجيهها من خلال أكثر من طرف إلى الم.قا.و.مة اللبنانية.يترافق كل ذلك مع تحشيد عسكري إسرائيلي غير مسبوق، على محيط قط.ا.ع غ.ز.ة، مسنود بالحشد العسكري الأمريكي، استعدادا لتنفيذ الأوامر، في حال تم اتخاذ القرار بالدخول البري، إلى الق.طا.ع.كما تقوم إسرائيل، بحشد قواتها في الجبهة الشمالية مع لبنان، مع رد محسوب على المناوشات التي تجري هناك، وهو ما يتم أيضاً على جبهة الجو.لا.ن مع سورية، وقامت إسرائيل بتنفيذ اعتدا.ء.ا.ت على مطاري دمشق وحلب، في محاولة لتوجيه رسالة، بأنها سترد على أي تصعيد سوري.وعلى الجبهة المقابلة، حيث أطراف حلف المقا.و.مة، تبدو الصورة أكثر تعقيدا، وتخفي أكثر مما تظهر.فعلى جبهة غ.ز.ة، يبدي المقا.و.مو.ن الفلسطينيون صموداً أسطورياً، أذهل ال.عد.و، ويؤكدون بأنهم مستعدون لأي قرار إسرائيلي بالتصعيد، وبأنهم يعدون لهم الكثير من المفاجآت، والتي ستجعل من أي غز.و قرارا أحمقا وانتحاريا، وهذا ما جعل الكثير من قادة العد.و العسكريين والسياسيين، يحذرون من أن الغ.ز.و البري لغ.ز.ة سيدمر جيشها، وستنهار ما تبقى من عوامل قوتها، خاصة وأن غ.ز.و القطا.ع، وضعته غرفة عمليات المقا.و.مة خطاً أحمراً، سيوفر لأطرافها فرصة ينتظرونها على أحر من الجمر، لفتح كل الجبهات، وبما سيمكن ا المقا.و.مة في غ.ز.ة، من توجيه أقسى الضربات لجيش العدو، وسيؤدي أيضاً إلى تمدد المعارك إلى الضفة ا.لغر.بية، حيث التماس المباشر مع كل المدن والمستو.طنا.ت الص.هيو.نية، كما سيوفر الفرصة الأهم لقوات محور المقا.و.مة ، للدخول الى قلب فل.سط.ين.وعلى الجبهة اللبنانية، تبدو الصورة أكثر تعقيدا وغموضا ورعبا لقادة العد.و، وللمجتمع الص.هيو.ني، حيث الكل يدرك أن المقا.و.مة اللبنانية على أتم الاستعداد للدخول إلى المعركة، وهي القادرة على قلب الصورة، وإدخال الك.يا.ن الص.هيو.ني في حالة من التهديد الوجودي، وأكثر ما يخيف قادة العد.و والمستو.طنين ويربكهم، هو الصمت الذي يمارسه ح.ز.ب ا.لله، وخاصة أمينه العام، السيد ح.س.ن ن.صر ا.لله، إلى الدرجة التي قال فيها أكثر من محلل سياسي إسرائيلي، بأن ن.ص.ر ا.لله، لم يجد حتى الآن، ما يستحق أن يعطينا من وقته ساعة واحدة، للحديث عما يجري وبماذا يفكر.وعلى الجبهة السورية، حيث التعامل هنا مع دولة، وليس مع فصيل مقا.و.م، لتبدو الصورة أكثر تعقيداُ، فسورية تعاني من ا.حتلا.ل أمريكي مباشر في قاعدة الت.نف، وشر.ق الفر.ات، ومن ا.حتلا.ل تركي، ومن تواجد فصائل انفصالية وإ.ر.ها.بي.ة مسل.حة، كما يوجد فيها الأصدقاء الروس والإ.يرا.نيين، وهذا ما يجعل قرارها بالتهدئة، أو الدخول إلى المعركة، والرد على أي ا.عتد.ا.ء إسرائيلي، مرتبط بحسابات داخلية وإقليمية ودولية، وباستعدادات عسكرية ولوجستية، لكن ما يمكن قوله، هو أن كل هذه الا.عتد.اء.ات، تسجل في حساب مفتوح، حتى يحين أوان الرد وزمانه ومكانه، وبالتوقيت الذي تختاره سورية، وغرفة عمليات الحلفاء والأصدقاء.‏ما يمكن تأكيده اليوم، هو وجود غرفة عمليات مشتركة لحلف ا المقا.و.مة، على تواصل مفتوح مع الظهيرين الاستراتيجيين الروسي والصيني، وهذا الغرفة تراقب، وتدرس وتحلل وتخطط، وتتخذ القرارات، بناء على التطورات والمسار الذي تأخذه المعارك، وقد أثبتت هذه الغرفة، قدرتها الكبيرة على الفهم الدقيق والعميق للأوضاع الميدانية والسياسية، وعلى تفاصيل وعوامل القوة والضعف عند الطرفين.كما أثبتت قدرتها المذهلة، على فهم تفاصيل جيش العد.و وآلية عمله، ونقاط ضعفه، وعرفت كيف تشل قدر ضباطه وعناصره على الحركة، وكيف تصل إلى مكاتبهم، وأماكن نومهم، بدون أن يتمكنوا من اكتشاف هذا الخرق الكبير، وحتى من إطلاق طلقة واحدة.وبالتأكيد فإن غرفة عمليات بهذه القدرة والنجاح، الذي أذهل العد.و قبل الصديق، يمكن الوثوق بها، وبقدرتها على اتخاذ القرار الصحيح، حول تطورات الأحداث والمعارك، والخطوات لتحقيق الهدفين الاستراتيجيين لمنظومة المقا.و.مة، بإخراج الأمريكيين من كامل المنطقة، واقتلاع ال.كيا.ن الص.هيو.ني من جذوره.

**************

المقال نشر في صحيفة “لا” اليمنية.

أحمد رفعت يوسف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى