مقالات

المباشرة بتنفيذ طوفان الاقصى 7 اكتوبر 2023‏

بينما كانت عيون إسرائيل مركزة على الشمال (لبنان) ، تم تنفيذ الضربة الحاسمة ببراعة من الجنوب (غزة). وقد سلطت مصادر داخلية الضوء على التخطيط الدقيق لقادة محور المقاومة. ويقال إنهم يعملون من مركز قيادة منسق، وعلى استعداد للانطلاق إلى العمل عبر الحدود بمجرد إعطاء الإشارة. ويعتقد أن هذا التحويل الاستراتيجي هو السبب في أن الثكنة العسكرية الإسرائيلية بالقرب من غزة كانت تعاني من نقص ملحوظ في الموظفين. وقد حولت القوات الإسرائيلية إلى الحدود اللبنانية تحسبا لتهديد من الشمال. ‏تبدو قوة الروابط والاتصال بين حزب الله مع القيادة العسكرية في غزة أعمق مما كان يعتقد سابقا. وتشير المعلومات الاستخباراتية الأخيرة إلى أن الاثنين على اتصال دائم، ويتبادلان الخبرات والمعلومات الاستراتيجية. كان هذا التعاون واضحا عندما أشار محمد الضيف، القائد العسكري لحماس، إلى بدء الأعمال العسكرية. ويبدو أن الأساس لهذا الجهد المنسق قد وضع قبل وقت طويل من مواجهة مسلحي غزة للمستوطنين الإسرائيليين على بعد 40 كيلومترا من غزة، واحتلال العديد من الثكنات الإسرائيلية وأسر عشرات الإسرائيليين للعودة إلى غزة.‏بحسب مصادر خاصة جدا في محور المقاومة أن الاستراتيجية هي توجيه ضربة قاسية وعنيفة لإذلال إسرائيل وإجبارها في النهاية على المفاوضات. الرسالة الأساسية واضحة: القوة العسكرية الإسرائيلية تتضاءل، ومشهدها السياسي متصدع. وهذا يعطي محور المقاومة فرصة ذهبية لتنفيذ خطته. وعلاوة على ذلك، فإن أي محاولة لتطبيع العلاقات مع هذه إسرائيل التي يفترض أنها ضعيفة لن تؤدي إلا إلى تشويه سمعة الدول العربية المطبعة او التي تريد التطبيع. وقد سلطت المصادر الضوء على الهجمات الصاروخية الأخيرة التي شنها حزب الله على تلة الرادار وتلال كفر شوبا ومزارع شبعا المحتلة. على عكس بعض التكهنات، لم يكن هذا الهجوم مجرد إلهاء عن الوضع المستمر في غزة. بدلا من ذلك، إنه تحذير شديد من حملة عسكرية مستمرة يمكن أن تتصاعد إلى حرب واسعة النطاق. ‏ومن المثير للاهتمام أن حزب الله سرعان ما تدخل في الأمر، في حين عزت إسرائيل التصعيد من جنوب لبنان إلى الفصائل الفلسطينية. ولم يدعم بيانها الفصائل الفلسطينية فحسب، بل ألقى بالقفاز على إسرائيل. وبعيدا عن إظهار علامات الخوف من تصعيد محتمل، كانت رسالة حزب الله واضحة: إنه ليس مستعدا للتصعيد فحسب، بل ربما يسعى بنشاط إلى تصعيده.‏

يتبع

‏1/2

ريم اسماعيل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى