كَتَبَ إسماعيل النجار
ما هوَ دَور فاغنر خارج روسيا ومَن يديرها وهل إنتهت سطوَة زعيمها يفغيني بريغوجين عليها؟
ما هو دورها في أفريقيا وماذا عن إدارة روسيا لها في الخارج؟.
لَم يَطُل الوقت كثيراً حتى أطَلَّ علينا زعيم منظمة فاغنر الروسية عبر إتصال هاتفي مع إحدى وكالات الأنباء الروسية ليؤكد دور منظمتهُ في إنقلاب النيجَر الأخير مؤكداً أنه يقف إلى جانب شعبها في تحقيق إستقلاله الحقيقي والتخلص من عبودية الإستعمار الغربي المتمثل في فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية،
فاغنر تقوم بدور كبير وفاعل في بعض الدُوَل الأفريقية من أجل إستعادة الدور الروسي الذي فقدته موسكو أو تضائَلَ بعد فرط عقد الإتحاد السوفياتي السابق، وهي تقوم بتدريب الجيوش في تلك البلدان التي يعملون فيها، وهناك معلومات تقول أن المنظمة تسيطر على بعض مناجم الذهب الكبيرة في النيجر تحديداً،
كما أن وجودها يعتبر تعزيز للدور الروسي الضعيف في القارة السمراء،
ومن المعروف أن الإتحاد السوفياتي السابق كان الداعم الوحيد لحركات التحرر الإفريقية في القارة السمراء ضد الهيمنة الأميركية منذ عقود،
من هنا كانت خطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أفريقيا والتي بدأها بدعوة ولقاء قادة ورؤساء تلك الدُوَل في مدينة سان بطرس بورغ التي تواجد فيها وبشكلٍ مفاجئ زعيم منظمة فاغنر بشكلٍ غير بريء،
بوتين يعتبر أن أفريقيا اليوم هي مركز قوة اقتصادية وتجارية يجب عدم تجاهلها أبداً،
الرئيس الروسي وعد القادة الأفارقة بفتح الجامعات الروسية جميعها أمام الطَلَبَة الأفارقة وتقديم الدعم اللازم لهم كما وعد بتقديم مساعدات متتالية من الحبوب كسلة غذائية أساسية للقارة السمراء مجاناً،
الإندفاع الروسي الكبير بإتجاه أفريقيا تُرجَمَ بقرار بوتين شطب ديون دوَلها التي تبلغ 35 مليار دولار أميركي، وكانَ سابقاً الرئيس الروسي قد قَبِلَ بوساطة أفريقية للحرب الأوكرانية الروسية،
من هنا نستطيع القول بأن فلاديمير بوتين أثبت للشعوب السمراء بأن بلاده ليس لها أية أطماع اقتصادية في بلدانهم في الوقت الذي تنهبهم فيه أميركا وأوروبا وتدفع بإتجاه إفقارهم وإخضاعهم لسياساتها، وعندما تتمرد أي دولة من دوَل الإتحاد الأفريقي يكون الرد الغربي بإطلاق يد داعش وباقي المنظمات الإرهابيه لتقتل وتعبث وتخل بأمن البلاد كما حصل في مالي تماماً،
الإنقلاب الذي حصل في النيجَر ادانته الحكومات الأفريقية لكنها لم تتخذ أي خطوات لمعاقبة الإنقلابيين الامر الذي أثار غضب فرنسا التي اعتبرته خطراً على البلاد وتطالب بالعودة الى النظام الدستوري الذي كان يحفظ لها وللغرب مصالحهِم الحيوية،
روسيا تتموضع بقوة في أفريقيا واوروبا وتعتبر الخطوة الروسية عدائية تستهدفها وتستهدف مصالحها ما يعني أن المواجهة الثانية بين أوروبا وروسيا انتقلت الى القارة السمراء،
فإلى مزيد من فقدان السيطرة في الخارج يا أوروبا،
إلى جهنم
بيروت في…
1/8/2023
