هل يخرج الحزب نفسه من السياسة ويعود الى حالة ما قبل 2005
بقلم ناجي أمهز
الحزب يتصرف بأخلاقيات عالية جدا، لا تنفع أبدا في السياسة اللبنانية التي في غالبيتها تقوم على الكذب والمراوغة والخداع وبيع المواقف ونقل البندقية من كتف إلى كتف.وكما رأي الغالبية، فأن الحزب لن يخاصم احد حتى الذين اسؤوا له سيمد يده لهم من اجل الوطن، ومن يراقب ماذا فعل التيار الوطني الحر بالحزب وعند أول مفترق سياسي، يشعر ما شعر به اتباع الإمام علي بن أبي طالب في التحكيم، عندما قرر عمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري أن ينحي كل منهما معاوية والإمام علي عليه السلام، ويرجع أمر الخلافة إلى الشورى، فعزل أبي موسى الإمام علي عليه السلام عن الحكم، ولكن عمرو بن العاص خالف وعده، فأيد ما قام به أبو موسى، ونصب معاوية خليفة.ومن يتابع وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر أنه كما بسبب حادثة التحكيم ظهر ما عرف بالخوارج، فإن اليوم أيضا بسبب ما فعله التيار الوطني الحر بالحزب بدأ يظهر بما يعرف بالخوارج وهم من مختلف التوجهات، ومنهم إقليميون ودوليون، الذين يقولون ان الحزب خسر بالسياسة، بسبب اخلاقياته العالية وترفعه عن الصغائر.
وما قام فيه التيار الوطني الحر من مواقف ضد الثنائي الشيعي لم يسبق أن قام بها أحد في لبنان منذ ألف سنة، بل وصل الأمر بالسيد نصر الله أنه كان مستعدا أن يكتب تعهد خطي للوزير باسيل يضمن له الرئاسة بعد نهاية عهد فرنجية، (الكلام لسالم زهران لأن أنا حتى هذه الساعة لا أستطيع أن أصدق هذه الرواية) وأكرر للمرة الثانية والثالثة يجب توضيح ما صرح فيه الاعلامي سالم زهران، لأن هذا الكلام هو مقتل في السياسة، وأنا لا أستغرب أن يكون التراجع الفرنسي والهجمة الأمريكية الشرسة على الحزب مؤخرا سببها هذه التصريحات.وما سمعناه عن التقارب بين الحزب والتيار، هو حصل بعد أزمة الخيمة الموجودة في مزارع شبعا المحتلة من قبل العدو الإسرائيلي، “”” أنا لا أقول إن هذا التقارب الذي أعلنه الوزير باسيل هو من أجل حل هذه الأزمة، ربما التوقيت جاء بالصدفة بين الحديث عن التقارب وزيارة هوكشتاين إلى فلسطين المحتلة”””، وربما ينجح الوزير باسيل بحل هذه الأزمة كما نجح بترسيم الحدود البحرية، أصلا لا شيء مستبعد لأنه بعد كل ما قام به الوزير باسيل بحق الثنائي الشيعي ومن ثم الكلام عن عودة الحوار، يجعلنا نقول، كما قال لودريان موفد الرئيس ماكرون، إنه مصدوم.وبالكلام عن زيارة لودريان السابقة (21 – 6 – 2023) حيث كان يعتقد بأن مهمته ستكون سهلة، وخاصة أنه يقوم بمهمة لإيصال مرشح الثنائي الشيعي، ليتفاجأ بحجم موقف المعارضة المسيحية وخصوصا التيار الوطني الحر الرافض لترشيح سليمان فرنجية، مما جعله يهرول مسرعا إلى فرنسا ويخبرهم أنه يجب الرجوع فورا إلى اللجنة الخماسية لأن حجم فرنسا في لبنان لا يمكنه الإتيان بمختار مش رئيس جمهورية (صدقا لا أبالغ)، وبعد أن أبلغت فرنسا الثنائي الشيعي عن تقلص دورها، بدا بعض جهابذة السياسة الشيعية مهاجمة فرنسا، مما زاد الطين بلة.ومن تابع زيارة لودريان بالأمس يستغرب تكراره مع كل جملة “أنا أمثل اللجنة الخماسية”، وكأنه يقول للجميع لقد انتهت المبادرة الفرنسية إلى غير رجعة، والخاسر الأكبر من خروج فرنسا من المشهد السياسي اللبناني هم الشيعة وللأسف.وتصوروا بعد أن أفشلت مهمة لودريان، عاد الوزير باسيل وأعلن أنه من المحتمل السير بالوزير فرنجية إذا تمت الموافقة على مطالبه التي يطالب بها من أجل اللبنانيين.يعني حزب الله هو يلي ضد الللبنانيين.ولماذا لم يعلن الوزير باسيل عن نيته هذه عندما التقى لودريان (21 – 6 – 2023) بانه مستعد ان يسير بفرنجية بحال حقق الحزب مطالبه،وفي خضم الأزمة بين التيار الوطني الحر وحزب الله وقبل الانتخابات الرئاسية، قام الرئيس عون المعارض لوصول الوزير سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية، باللقاء (6 – 6-2023) مع الرئيس الدكتور بشار الأسد الذي هو صديق الوزير سليمان فرنجية وحليف الحزب.(يعني إذا أنا بعيش بعد ألف سنة زيادة لن أستطيع أن أفهم أو احلل سبب هذه الزيارة أو كيف حصلت، وتحت أي سبب من الأسباب.)وهل انتهت أزمة الطائفة الشيعية، عند فشلها بإيصال الوزير فرنجية إلى الرئاسة، وعدم نجاحها بالاستفادة من تقاربها مع الفرنسي، أو حتى تكريس نفسها قوة سياسية عالمية من خلال هامش اللقاءات التي حصلت مع الفرنسيين وغيرهم.بالتأكيد لم تنته الأزمة الشيعية هنا، وكي يكمل الدق بالزعرور، وعلي وزن “قرب وجرب” “ولما يشتري يتفرج” بدأنا نسمع عن المطالبة في تطبيق اللامركزية الإدارية الموسعة ومقولة “مداخيل المتن بتشكل لوحدها أد كل مداخيل محافظة الجنوب والبقاع” يا حيف على الغالبية الشيعية الممتدة من الجنوب إلى البقاع يلي كل مداخيلها لا تعادل مداخيل المتن.مساحة المتن : 264.2 كم²مساحة البقاع 1,433 كم² + مساحة الجنوب 929.6 كم² +وأيضا عندما قال الوزير باسيل بمعرض حديثه عن اللامركزية “ليس مقايضة ولا تنازلا إنما من أجل تحصيل حقوق اللبنانيين وأموالهم”،يعني الوزير باسيل يتفاوض مع الشيعة لانتزاع منهم حقوق اللبنانيين، ولا اعتقد ان قصد الوزير باسيل، ان يفهم الشعب اللبناني أنه يلي مانع اللامركزية هم الشيعة كرمال هيك هو مضطر للتحاور معهم تيحصل حقوق اللبنانيين وأموالهم، من الشيعة.يعني كمان طلعت الطائفة الشيعية اكلة حقوق اللبنانيين واموالهم.وهل انتهت الأزمة الشيعية حتما كلا، باقي التفاصيل الأهم.وهذه التفاصيل، أن الحكومة السورية عملت لأكثر من 30 سنة أثناء وجودها في لبنان، على تفرقة المسيحيين وإضعافهم لأسباب تتعلق بمركزية الحكم في سورية وهذا الأمر يعرفه النخبة جيدا.وهناك من يقول لو الأزمة السورية 2011 حصلت والموارنة في أوج قوتهم، ربما لتعقدت الامور اكثر.وفجاة دون مقدمات ينجح التيار الوطني الحر بتوحيد المسيحيين، مما يعني بأن السوريين خسروا ما عملوا عليه لمدة 30 سنة.إضافة إلى أمر أن السوريين ورغم تواجدهم في لبنان طيلة 15 سنة بعد إقرار الطائف إلا أنهم منعوا حتى الكلام عن اللامركزية الإدارية الموسعة لأسباب تتعلق بالشعب اللبناني نفسه بسبب التفاوت الطبقي والمجتمعي، وكما قال الوزير باسيل إن مداخيل المتن لوحده تعادل مداخيل الجنوب والبقاع معا، يعني بحال أقرت اللامركزية الموسعة وضمنها المالية، يعني البقاع والجنوب قد يخسرون 90 بالمائة من الخدمات والانماء التي تقدمها الدولة بسبب تفاوت المداخيل وتحصيل الضرائب.
بالختام يبقى السؤال الكبير الذي يطرح نفسه هل يعرف الوزير باسيل مسبقا ان الحزب لا يستطيع ان يقبل او يرفض تطبيق اللامركزية الادارية الموسعة لان الامر ليس بيده لوحده بل هناك بقية المكون اللبناني.لذلك يكبر المطلب حتى يعجز الطرف الشيعي حتى لو اراد عن تلبيته، ام يخشى المزيد من العقوبات والعزلة بحال وقف بوجه اللجنة الخماسية التي حذرت من التعطيل، لذلك يبحث عن ذريعة يبرر فيها افعاله السياسية.
ويبق من يسال عن علاقة الوزير باسيل بقطر التي زارها اكثر من مرة واخرها في 18 – 6 – 2023وعلاقة قطر ببريطانيا ايضا التي زارها الوزير باسيل 4 – 7 – 2023 ،وعلينا ان لا ننسى ان قطر تعارض سورية بشدة.الايام القادمة ستكشف الكثير، ولكن الحزب لا يمكنه الاستمرار بهكذا سياسة، لان على ما يبدو ان الحزب منذ عام 2005 حتى هذا التاريخ لا يريد الدخول في وحول السياسة اللبنانية كي لا يتلوث بها.