ماهي مخاطر عملية جنين؟!!
مركز دراسات غرب آسيا
فرضت المقاومة في جنين على العدو اتخاذ الخيار الأصعب، بعدما حاول بكل جهده عدم سلوك هذا الطريق الشائك، عندما فضّل خوض سِتة مواجهات مع المقاومة في جنين، لم تكن أكبرها تتعدى الست ساعات، إلاّ أنّ المواجهة الحاسمة الأخيرة التي اختبر العدو فيها بعض ما عند المقاومة في جنين يوم الاثنين 19-6-2023، ودخول عامل الصواريخ المصنّعة محلياً، وبروز المرونة التي تجلّت في سرعة الرد في 20-6-2023 على الجرائم التي ارتكبها العدو، بعملية استشهادية مزدوجة في “مستوطنة عيلي”، مما سرّع اتخاذ القرار وتنفيذ العملية بقوات كبيرة، مما طرح علامات استفهام حول غرض العدو من تنفيذ عملية سريعة أو متسارعة في هذا الوقت بالذات، الذي أصبح ردعه فيه بالحضيض.
للرد على هذا السؤال، أصدر مركز دراسات غرب آسيا في رصده الدوري للعمليات الفلسطينية الداخلية تحت عنوان “الدائرة صفر” تحليل وضعية، تم فيها تحديد الأهداف التي يبتغيها العدو من هذه العملية، وبالتالي المخاطر المترتبة على نجاحه بتحقيق أهدافه، في ظل استمرار حشده العسكري، والزيادة المفرطة في مناورته بالنار، التي يستخدم فيها سلاح الجو والسلاح المدفعي والصاروخي الثقيل، لكسر إرادة القتال لدى المقاومين في جنين.
أولاً: أهداف العدو
الأهداف الاستراتيجية:
- اجتثاث بؤرة كبيرة للمقاومة، تعتبر ملاذاً آمناً لمعظم من يريد ضرب وإيلام الكيان المؤقت في الضفة الغربية.
- نسف فكرة مخيم جنين كنموذج وقدوة للمقاومين في الضفة الغربية وأراضي الـ 1948.
- ترميم الردع الصهيوني من خلال ضرب بيئة المقاومة الأساسية في الضفة الغربية.
الأهداف المنظورة (تكتيكية – تعبوية):
-القضاء على البنية التحتية للمقاومة (مخازن – مصانع تطوير أسلحة وعبوات – هيكلية عسكرية كاملة – أنفاق …… الخ).
- تصفية البنية البشرية للمقاومة في جنين (قادة العمل المقاوم في جنين – مخططين – قادة مطاردين – أفراد ومقاتلين مدربين جيداً اكتسبوا الخبرة على مدى المواجهات الـ 6 الأخيرة).
- محاولة إيجاد شرخ بين البيئة المدنية الحاضنة والمقاومة في جنين، وذلك من خلال تبيان التكلفة التي يمكن أن يدفعها أهالي جنين مادياً، من خلال تدمير البنية التحتية (طرقات – خطوط ماء وكهرباء – هاتف – انترنت … الخ)، والتي عملت الجرافات الصهيونية (عامدة) على القضاء عليها وتجريفها.
- تأديب المجموعات المحسوبة على فتح، والتي تعمل مستقلة ضمن تشكيلات المقاومة في جنين.
- فسح المجال أمام أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، لمعاودة العمل بواجباتها والتزاماتها تجاه الكيان المؤقت، بعدما أوشكت هذه السلطة على الانهيار في الأشهر الماضية، في ظل التصاعد الكبير لأعمال المقاومة في الضفة الغربية.
ثانياً: المخاطر
- إن القضاء على المقاومة في مخيم جنين، سيفسح للعدو في المجال لاستكمال تصفية بؤر المقاومة في نابلس والخليل وبيت لحم والقدس.
- إن كسر إرادة القتال لدى المقاومين في جنين، سينتشر بشكل فايروسي في جميع أنحاء الضفة.
- إن القضاء على البنية التحتية العسكرية للمقاومة في المخيم، ستضيع سنوات من الجهد والبناء وتوقف تطوير الاسلحة الجديدة، التي يمكن أن تمثّل في المستقبل أسلحة كاسرة.
- إن تصفية تشكيل “فتح المقاوم” في جنين، سيفسح في المجال للمثبطين وجماعة دايتون، لإجهاض أي محاولة مقبلة لخروج تشكيلات من فتح لتقاوم العدو عسكرياً.
- إن أي انكسار للمقاومة، سيعيد الثقة بالنفس للمجموعة “المتطرفة”، التي تدير الحكومة الصهيونية، وترفع المعنويات مجدداً في صفوف جميع المستوطنين، مما سيضيّع على المقاومة جهداً تراكمياً استمر لسنوات في عمليات كي الوعي.
- إن استفراد مخيم جنين والانتصار عليه من قبل جيش العدو، سيخلق خرقاً جدياً في طرح محور المقاومة لنظرية وحدة الساحات، التي خرجت من اطارها النظري إلى إطارها العملي في عملية ثأر الاحرار.
- إن تحييد أفراد وقيادات العمل المقاوم في جنين في هذه العملية العسكرية، لا يمكن استعواضه بسهولة، رغم أن البيئة الفلسطينية ولّادة، ولكن الأمر قد يحتاج إلى سنوات من إعادة تأهيل كوادر وأفراد جدد.
- إن أي كسر للمقاومة في الضفة، يعني حكماً عودة أجهزة أمن السلطة الفلسطينية للاستقواء على الفلسطينيين، وعلى كل دعوة مقاوِمة في الضفة.