سلسلة ثقافة الأدب الشعبي (ج10) وثيقة إحياء الأصالة عن تراث. . .
وليد الدبس
وصلاً لما سبق في متناول الجزء السابع من السلسلة عن الدور الفكري الرئيسي للأدب الشعبي كثقافة مقاوماتية تمثل الركيزة الوجدانية كثابتة وثقى للمعتقد بتركيبته الثلاثية. الفردية والجماعية والمحورية معاً من خلال رابط الهدف المشترك بقاسم طبيعة إجتماعية، وذلك ما بعد خصوصية إثنية اللغة والأعراف المتعددة.
وهنا سأضرب عدة أمثلة متداخلة إنسجاماً بحلة التجانس لإستخلاص البينة من حقيقة تركيبة إجتماعية متنوعة وسيكون الحديث عن شقين متضادين بعنونة الثقافة بين كلٍ منهما بخصائص الايديولوجيا الثقافية المعلنة والتي توضح الروابط الأدبية بين المجتمعات الحضارية.
مقابل الفراغ الأدبي في مجتمعات حديثة التحضر فكرياً معتمدة بخطابها زعم الإنسانية بلغة التبعية الفكرية من خلال طرح محدثٍ يرمي لتفكيك الأدبيات المتأصلة لجهة مناعتها من الإنحلال المبدد للضوابط الأخلاقية ولغرض النهوض برافد الثقافة المحيّ للتراث كجذور.
علما أن قراءة الهوية الثقافية لأي مكون إجتماعي متطور لا تكلف أكثر من النظر بعمق السلوك العام وربطه عملياً بمستوى الإنتماء الثقافي التاريخي المنحدر منه أصولاً.
فلو قرأنا تاريخ ثقافة الغرب منذ تكوينه كمجتمع محايد سنجدها قائمة على متناقضين بخطاب حرية بمضمون وشعارات إنسانية بمضمور جريمة قتل الإنسانية جمعاء.
فعندما تتجانس الحرية في المجتمع تسقط الحواجز أمام الجميع ويعتمد مكتسب الحداثة بحرية الإختيار
وهي النظرية التي طورت الإباحية إلى مثلية مزدوجة لتكون حرية شاذة على حساب المعتقد الملتزم أخلاقياً ولتكتسب صفةعالمية بتمثيلها لأرضية الشذوذ في العالم لكي يتمكن الغرب من قلب مفاهيم منطق الشرائع إلى مستصاغ تجريم الأعراف الأخلاقية بدامغة التخلف وذلك عملا بمقياس حرية الفرد من صناعة الفرد وإختياره.
وبهذا يكون حكم الإعدام على حرية التكافل الإنسانية المنبعثة من فطرة العاطفة والمجسدة كأدب ثقافي فمن هنا يتشكل الحد الفاصل بين صفوان الأدب الشعبي كمنارة يهتديها الأدب المقاوم في مسيرته التحررية وبين هاوية مجرى سيول الغربية الملوثة فكرياً
والمثل هنا كمثل من يبني قمة في قعر سحيق الهاوية ليدرك ما ليس بمدركٍ ولا بشق الأنفس حتى حلماً.
فالأدب الشعبي المقاوم مبني على هرم لغوي متراصٍ لا يسمح بتجاوزه كقمة ولا يقبل أي إضافة في هيكليته وذلك لجهة التوأمة بين ثقافة الأدب الشعبي و ثقافة المقاومة المتمخضتان من أيقونة التراث اللا مادي الواحد الذاتيتي التنمية و عريقتي الإنتماء لجذور التاريخ معاً.
أما عن سر عالمية هذه الثقافة فيأتي من كونها التي تتمتع بسيادة خصوصية وفق خصوصية الأعراف واللغة الناطقة بلسان الحال بمراعاة إندماج الأقليات فيها دون التحييز لأي إثنية محصنة بهوية وطنية جامعة متناظرة المقومات بين الشعوب المنتمية للحضارات حسب تقسيمها الجغرافي وتجمعها الإجتماعي القومي وكأنها مجموعة أبناء من أم واحدة وطبيعة واحدة دعاهم قانون التطور التنموي الإجتماعي للإستقلالية الجزئية من قانون طبيعة النمو البشري المتلاحق تواتراً
ومن خلال هذا التناظر المنبثق عن قاعدة الأدب الرعوي ووفقا لما ورد أعلاه عن الخصوصية من حيث التفرع، تتشكل الخاصرة الثالثة لتحكم اغلاق المثلث على النوع ليتولد القاسم المشترك كجامعة بين الأبعاد الثلاثة
وهذا مايسمى بمضمون الأدب الشعبي المقاوم الممثل
بثقافة المقاومة بجمع القطرية والإقليمية و العالمية.
وليد الدبس
.. يتبع
🌿💐 تحية كواليس 💐🌿
ومع ان التوقيف ليس مقصوداً الا ان الترويج الاحمق للمثلية بسرعة تقارب سرعة الضوء بغية انتشارها في مجتمع الاطفال لتكوين المجتمع اللا إنساني الذي ترنو إليه الدول الساقطة اجتماعياً التي رمت ثقافتها وادبها الشعبي في سلة المهملات والتي كانت تستمد منها المفاهيم الاخلاقية والمعاني الجميلة لبناء اسرة لها اعمدتها واسسها وفروعها وزهورها واثمارها الناضجة باخلاقيات متزنة مترفعة تسعى دوماً نحو الرقي بعكس ما نراها اليوم تهوى ساقطة في وحول القذارة التي يترفع عنها الكثير من الحيوانات.
هذا التوقيت تزامن ومصادفة مع الصيحات المتواصلة ل “الاستاذ وليد الدبس الشاعر والأديب الشعبي، عضو الأمانة العامة للثوابت الوطني في سورية، عضو الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون” الذي يسكنه هاجس وصول مجتمعاتنا لهذه العبثية والذي سعى وما زال يدعونا لحضن ثقافتنا وادبنا الشعبي سلاحاً يحمينا من منزلقات الجحيم اللا اخلاقي الذي يرمينا في ضياع ليس منه عودة.
فاطمة فقيه