خاص ” عكس الاتجاه نيوز” والمواطن مسؤول عما آلت اليه أوضاع الفيحاء !!!!
حين نتحدث عن إخفاقات المجالس البلدية وعن تقصيرات بعض المسؤولين من وزراء ونواب وفاعليات، فإننا لا نقصد النقد من باب الانتقاد، بل من باب الإشارة إلى المشكلات ووضعها في دائرة الضوء من أجل العمل على حلّها وتجاوزها بهدف الوصول بالفيحاء إلى مستوىً يليق بها
ويمكن القول انه بموازاة تقصيرات البلدية والمعنيين، فإن غالبية المواطنين من أبناء الفيحاء ليسوا مقصرين فحسب اتجاه مدينتهم، بل أيضاً يعملون من حيث يدرون أو لا يدرون على جعلها في مصاف المدن المتخلّفة فكما هو معلوم، فإن النظافة هي عنوان تحضّر الشعوب وتطورها ورقيها، وإذا كانت البلدية هي مسؤول عن جانبٍ منها، فإن المواطن مسؤول عن جوانب أخرى، فمسؤولية عمّال التنظيفات في البلدية والشركة المولجة تنحصر في عملية “كنس” الشوارع والطرقات وجمع النفايات وترحيلها إلى المكبات، اما مسؤولية المواطن فتبدأ من المنزل إذ على عاتقه تقع مهمة تنظيفه وتوظيب المخلّفات في أكياسٍ لوضعها في المستوعبات بطريقة علمية وطبية سليمة وصحيحة.
وبما ان المواطن مطالب بالمحافظة على النظافة أمام منزله ومحله وشارعه وحارته وإذا ما تم العمل بهذه القاعدة فإننا سنصل بكل تأكيد إلى يومٍ نجد فيه المدينة وقد خلت من الاوساخ والقاذورات المنتشرة بين جنباتها، غير ان ما يحصل الآن هو العكس تماماً وينم عن استهتارٍ من المواطنين بمدينتهم ونظافتها، فبدل ان يتم وضع النفايات في مستوعباتها نجد انها متناثرة بالقرب منها بطريقة تدعو إلى الاشمئزاز و”القرف” كما ان بعض المواطنين لا تمنعهم ضمائرهم عن رمي المخلّفات من شبابيك بيوتهم او عن اسطح منازلهم بطريقة عشوائيّة وكذلك لا يتوانون عن رمي أعقاب السجائر وبقايا الأطعمة، وسواها في الشوارع والأزقة علماً ان مستوعب النفايات لا يبعد سوى أمتارٍ قليلة من “مرمى نيرانهم”.
قد يعتقد البعض ان هذه المشكلة بسيطة او صغيرة او ليست ذات أهمية إلا انها في حقيقة الامر كبيرة ومهمة لأنها تحوي على دلالة مفادها افتقار غالبية أبناء المدينة إلى حس المسؤولية، بالاضافة الى أن هذه الظاهرة تسهم بشكل كبير بانتشار الامراض والأوبئة بين السكان لا سيما واننا في عصر انتشار (فايروس الكورونا) وتساعد ايضاً على انتشار “قطعان” القوارض وأسراب البعوض و”البرغش” والذباب كما انها عامل من عوامل الخراب البيئي وعلامة من علامات الجهل والتخلّف…!!
ان الشعور بالمسؤولية هو جزء من الشعور بالمواطنية الحقة والصالحة، ولا يمكن أن يتم الفصل بين الاثنين وإذا كان دور البلديات مهم في سياق العملية التنموية والنهضوية، فإن دور المواطن لا يقل أهمية… وان كنا لا نقبل بتقصير البلديات والجهات المعنيّة، فإننا حتماً لن نرضى باستهتار المواطنين بمدينتهم… فقليل من المسؤولية يرفع الأذى عن أبناء طرابلس ويزيل التشويه عن المدينة…!!!