السوري والمردة يفرملان ولادة الحكومة .. وحزب الله مستاء .. عمر ابراهيم
بعد الأجواء الإيجابية التي كانت سادت امس عن قرب ولادة الحكومة وإمكانية إعلانها اليوم بعد الليونة التي أبداها الرئيس المكلف حسان دياب والجهود المضنية التي بذلها كل من حزب الله وحركة أمل، عادت الامور لتتعقد مجددا وتفرض تأجيل انتاج الطبخة الحكومية وتولد حالة من الاستياء لدى حزب الله الذي يستشعر خطورة عدم وجود حكومة في الوقت الراهن. .
تفاؤل الليل على وقع ما سرب من معلومات عن اجتماع الرئيس المكلف حسان دياب مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل ووزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل، والتي تحدثت عن التوصل الى اتفاق أفضى الى إقناع دياب بتوسيع الحكومة من 18 إلى 20 وزيراً بما يحلّ عقدتي التمثيل الكاثوليكي والدرزي، سرعان ما تبدد صبيحة اليوم التالي مع رفع ” المردة” والحزب السوري القومي الاجتماعي من سقف مطالبهما ، باشتراط الاول الحصول على حقيبة سيادية أو بمنصب نائب رئيس مجلس الوزراء، وتمسك الثاني بالحصول على مقعد مسيحي لا درزي، ما اطاح بكل الجهود وفرمل ولادة الحكومة لبعض الوقت لحين حلحلة العقد التي استجدت .
عودة الشروط والشروط المضادة يبدو انها تحتاج الى جهود اخرى وقد تكون شاقة بالنسبة لحزب الله على وجه الخصوص الذي يشعر باستياء من طريقة تصرف حلفائه بملف تشكيل الحكومة في الوقت الذي تنتابه مخاوف كسائر اللبنانيين من محاولات اضاعة المزيد من الوقت ومخاطر ذلك على مجمل الأوضاع الامنية والاقتصادية والاجتماعية، لا سيما وان التحركات في الشارع بدأت تأخذ منحى تصعيديا وهناك مخاوف من استغلال الشارع لأغراض أمنية تحت ضغط الوضع المعيشي وهو ما دفع الى اتخاذ قرارات أمنية بعيد اجتماع بعبدا لكنها وفق مصادر فانها وحدها غير كفيلة بضبط الامور ومنع انزلاقها الى فوضى عارمة في حال لم تكن هناك تنازلات سياسية تفضي الى ولادة حكومة قادرة على الحد من الانهيار الحاصل ومخاطبة الشارع او تهدئته كحد ادنى.