طرابلس اختارت الدولة ..والدولة أدارت ظهرها … عبد الجواد الأسدي
قلناها منذ زمن طويل، وسنكررها كلما تسنى لنا ذلك،ان اسوأ شيء يمكن ان تشعر به الفيحاء ان تتطلّع الى “الافراد” أيّاً كان هؤلاء الافراد،وأيّاً كانت مواقعهم وقدراتهم السياسية والمالية، والدولة المفترض ان تكون حاضنة للجميع “غائبة عن الوعي” و”خارج التغطيّة”…
لقد اختارت طرابلس الدولة ولم تُقصّر يوماً في ذلك، ولكن الدولة وعلى مدى عقود ماضية من الزمن، ومن دون استثناء،ادارت ظهرها لهذه المدينة الصابرة، وتخلّت عن ابسط واجباتها…ولسنا ندري ما الهدف سوى ان الاهداف تُقرأ في النتائج التي نراها في الشارع وفي كل حي، وفي كل “زاروب”،بل وفي كل حارة وبيت، والجميع يسأل :
لماذا تغيب الدولة وتتخلّف عن القيام بابسط واجباتها في الفيحاء،خلاف المناطق الاخرى،ولا نسمع كلمة واحدة من الذين هم من “ابنائها” ووصلوا الى مراتب عليا في الدولة، رؤساء حكومات ،وزراء،ون…!!!؟؟؟
لماذا تغيب الدولة ولا تحضر الاَ حين يكون هناك “اشكال امني ما” يعرف الجميع كيف بدأ،وما الغاية منه ولماذا، ومن المستفيذ منه،افراداً وفئات، ولمصلحة من..!!؟ من غير ان تُقدم على اية تدابير عملية تزيل الاسباب لتزول معها النتائج..!!!؟ ونحن لا زلنا “نفرك” اعيننا ونتطلّع الى “الخطّة الانمائيّة” التي وُعدنا بها،لتكون الى جانب “الخطّة الامنيّة” التي بدا تنفيذها من وقت طويل ليطمئن الطرابلسيون،وسائر ابناء الشمال الى انهم باتوا في “حضن” الدولة الرعائيّة وقد دخلوا عالم الامن والامان الاجتماعي والاقتصادي والانمائي…وما عادوا مجرد ساحة ل”عرض العضلات” و”صندوقا اسوداً” لتبادل الرسائل الدامية في هذا الاتجاه او غيره.!؟
ونسأل ونكرّر السؤال،لماذا تغيب طرابلس _الفيحاء_ العاصمة الثانية للوطن والاولى للشمال_مدينة العلم والعلماء عن ذاكرة كل هؤلاء الذين يفخرون بانهم ابناء هذه المدينة..!!!؟ كما تغيب ايضا عن ذاكرة الدولة والمسؤولين فيها حين تكون محتاجة،موجوعة،مظلومة،مفترى عليها،تطالب بحقوقها وتصر على رفع الحرمان والضيم والاهمال عنها ومراعاة حقوق اهلها،وتعويض ما فات اسوة بسائر المناطق والمدن،بسلسلة مشاريع انمائية موعودة جرى “وضع حجر اساس لها اكثر من مرّة” ولم تبصر النور بعد…!!!؟وتسألون وتتساءلون لماذا (ثارت طرابلس)..!!؟ فهذا هو الجواب..!!!