النازحون السوريون: أخرجونا من لبنان لا نريد ان نموت جوعا… عمر ابراهيم
في ذروة إنشغال اللبنانيين بأزماتهم السياسية والمعيشية والأمنية، ومع انعدام الرؤية حيال مستقبل البلد في ظل الانقسام الداخلي والخارجي حول شكل الحل، هناك مخاوف تنتاب شريحة كبيرة من النازحين السوريين من مصير مجهول دفعهم الى تركيز مطالبهم بالهجرة او العودة الآمنة الى بلدهم.
لا يخفى على احد حجم المصاعب التي تواجه اللبنانيين في تأمين معيشتهم في ظل الازمة الاقتصادية الخانقة، وقد تضاعفت في الاونة الاخيرة على نحو غير مسبوق تهدد بانفجار اجتماعي من الصعب التكهن بنتائجه.
هذه الازمات التي يعانيها لبنان تركت تداعيات مباشرة على النازحين السوريين الذين تتضارب المعلومات حول عددهم الرسمي في ظل شبه تاكيد ان عددهم يبلغ مليون ونصف المليون نازح يتوزعون على كامل الاراضي اللبنانية في مخيمات ومنازل ومخازن مستأجرة.
معاناة النازحين ليست وليدة اليوم فهي بدأت منذ ان توقفت العديد من الدول العربية والغربية عن تقديم الدعم المالي للدولة والجمعيات التي كانت تعنى بشؤونهم وبعضها تدور حولها علامات استفهام واتهامات حول هدر وسرقة اموال.
وربما جاءت قرارات الحكومة اللبنانية بالحد من ظاهرة العمالة الاجنبية فضلا عن بعض اجراءات البلديات بمنع تجوال النازحين ليلا وطردهم من قراها، لتعمق من ازمة هؤلاء النازحين وتدفع بعضهم الى اما العودة الى سوريا او الهجرة بطريقة غير شرعية عن طريق البحر.
لكن تعذر عودة البعض الى سوريا وعدم قدرتهم على دفع تكاليف الهجرة غير الشرعية، دفع هؤلاء الى اطلاق الصوت لفتح ممرات انسانية لهم خارج لبنان، واولى هذه التحركات كانت امام مركز الامم المتحدة في طرابلس حيث ناشد هؤلاء النازحون الدول الغربية بتأمين هجرتهم بأسرع وقت ممكن.
آراء هؤلاء النازحين حول الدافع من الهجرة تفاوت بين ما هو خاص وبين ما هو سياسي، حيث اعرب كثيرون منهم عن خشيتهم من تأزم الوضع في لبنان اكثر وتحولهم الى وقود لما يمكن ان يشهده البلد في حال لم يصل اللبنانيون الى حل لازمتهم.
ومن هؤلاء من اكد احترامه لما قدمه الشعب اللبناني من تضحيات في سبيلهم، لكنه اعرب عن تضامنه مع وضعه الصعب خصوصا أن “كثيرا من اللبنانيين باتوا لا يستطيعون تأمين قوت يومهم”، مؤكدين أن الخوف هو من انزلاق الامور في لبنان بشكل تجعل السوري اداة او هدف نتيجة شعارات طائفية ومذهبية، أو أن تجعله يواجه خطر الجوع في حال إشتدت الأزمة الافتصادية على البيئة الحاضنة له.