مقالات

الإدارة الأمريكية قررت التضحية بنتنياهو إعلاميًا لإنقاذ بايدن

عدنان علامه

في خطاب ألقاه بايدن في البيت الأبيض أثناء احتفاله بـ«عيد الأنوار» (الحانوكا) اليهودي، قال :

«ليس من الضروري أن تكون يهودياً لكي تكون صهيونياً، وأنا صهيوني»

مشيراً إلى أنه لطالما تعرض لانتقادات في السابق بسبب إطلاقه هذا التصريح أكثر من مرة،

وفقاً لما نقلته صحيفة «بوليتيكو» الأميركية.

**فصهيونية بايدن كان الخبر الإول في معظم وَكالات الأنباء ووسائل الإعلام المرأي والإلكتروني ليلة السبت. حتى القنوات العبرية انتشت حين تداول الخبر على شاشاتها.

**فقد إعتاد مكتب بايدن العمل بجهد للتقليل من الخسائر التي يسببها بايدن بتصريحاته، وفلتات لسانه. لذا كان من الضرورري جدًا تحويل الأنظار عن تصريح بايدن بأنه صهيوني، نحو خبر أقوى يعتبر بمثابة قنبلة سياسية من العيار الثقيل جدًا؛ فتوجه بايدن نحو الجمهور الإسرائيلي قائلًا له “أن نتنياهو ليس رئيس الحكومة الذي يجب أن يقودك”.

**وأدى هذا التصريح إلى إستنفار كافة وسائل الإعلام في العالم لمتابعة تصريح بايدن؛ فألغوا البرامج العادية واستضافوا كبار المحللين وبدأو يضربون أخماس بأسداس حول مستقبل العلاقة الأمريكية الإسرائيلية. وقد نجح المخططون في طي صفحة تصريح عيد الحانوكا إلى غير رجعة.

**ففي الواقع السياسي، تصريح بايدن لا يقدم ولا يؤخر في مصير نتنياهو؛ لأنه وبحسب النظام المعمول به في الكيان المؤقت فالإنتخابات هي التي تحدد الفائز الذي سيتولى رئاسة الحكومة.

**هذا من جهة؛ ومن جهة أخرى، فهذه ليست المرة الأولى التي يصرح بايدن بعدم رغبة بنتنياهو في تولي رئاسة الحكومة. فقد أرسل بايدن مطلع الشهر الماضي رسالة تفيد بأن أيام نتنياهو في الحكم باتت معدودة ولم يتم إثارة مثل هذه الضجة.

**فبتاريخ 02 تشرين الثاني /نوفمبر 2023 ذكرت صحيفة بوليتيكو أن الرئيس الأميركي جو بايدن ناقش مع كبار مساعديه احتمال أن تكون أيام بنيامين نتنياهو السياسية معدودة.

**وأما الضجة في القنوات العبرية ومختلف وسائل الإعلام والتواصل الإجتماع فكانت بسبب مسّ بايدن بنتنياهو لدى الجمهور الإسرائيلي الداخلي.**فلندقق بالأمور الإستراتيجية بين أمريكا وإسرائيل وهي لن تتغير بعد تصريح بايدن:

**1- حضر بايدن شخصيًا بعد السابع من اكتوبر إلى الكيان المؤقت لإدارة العدوان بعد الإنهيار الشامل في كافة أنظمة الوحدات الأمنية والعسكرية في الكيان .

**2- إحضار حاملة طائرات لإعطاء الأمان المفقود في الجبهة الداخلية.

**3— إنشاء جسر جوي لتأمين صواريخ ذكية زنة 2000 باوند وأكثر. ولا يزال مستمرًا حتى اليوم.

**4- تأمين الدعم السياسي في وزارة الخارجية التي شككت في إستهداف الأطفال مباشرة.

**5- إستعملت أمريكا الفيتو غير آبهة برأي العالم أجمع بما فيهم الأعضاء ال13 الدائمين في مجلس الأمن والتوجه الدولي لوقف إطلاق النار الفوري في غزة.

**ولا بد أن نسجل لمكتب بايدن بالنجاح في سحب تصريح بايدن حول صهيونيته من التداول؛ ولكن ذلك لن يمنع من الرفض الكلي لقبول بايدن كوسيط في أي حل مستقبلي قريب حول الرهائن؛ أو منع محاكمته كشريك كامل في حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.

**وإن غدًا لناظره قريب*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى