الدكتور ميخائيل عوض ينتقد إيران، ومثل هذا الكلام قد يضعنا في خطر وجودي
بقلم ناجي أمّهز
في البداية، اقول للنخب الفكرية والسياسية في لبنان او خارجه، انه يوجد نخبة فكرية سياسية في المقاومة قد يحتاج هؤلاء الإعلاميون إلى سنوات ضوئية للوصول إلى مستواهم. ولكن بما أن الذين يظهرون على الإعلام هم هؤلاء الإعلاميون، فاننا نعذركم بالقول ان الشيعة لا يتقنون فن السياسة والاعلام.
منذ عام 2009 وأنا أكتب وأقول وأردد على مسامع الطائفة الشيعية، وأقدم الدلائل والمعطيات وأقوم بتشريح التصريحات بأن التحالف بين حزب الله والتيار الوطني الحر “طبخة بحص” وعاقبته وخيمة وتداعياته خطيرة على الشيعة في السياسة، لأن الحزب يقف مع طرف مسيحي ضد طرف مسيحي آخر. وكانت تخرج ضدي نفس الوجوه الإعلامية التي تشاهدونها اليوم وتؤكد أن تحالف التيار الوطني وحزب الله هو أضخم اتفاق استراتيجي، وأن الوزير جبران باسيل حليفنا ومعنا.
في عام 2014، ومع دخول حزب الله معركة الدفاع عن الأقليات ومحاربة التكفيريين في سوريا ولبنان، تحرك بعض المسيحيين للدفاع عن حزب الله وكانوا يرددون على مسامع حزب الله والطائفة الشيعية أن تحالف الحزب مع التيار الوطني الحر لن يكتب له النجاح، لأننا نعرف أبناءنا في الطائفة المسيحية، ونتمنى على حزب الله أن يقف على مسافة متساوية من جميع المسيحيين كي نستطيع جميعنا أن ندعمه ونقف معه لأنه ضرورة.
أيضاً، كانت تخرج نفس الوجوه الإعلامية، بل زاد عليها بعض المسيحيين المتنفعين الذين هاجموا البطريرك، مشيرين إلى أن هؤلاء المسيحيين الذين ينصحون حزب الله يريدون شق التحالف بين حزب الله والتيار الوطني الحر. وكانوا يرددون أن الوزير جبران باسيل حليفنا ومعنا.
في عام 2022، رفض الوزير جبران باسيل ترشيح سليمان فرنجية، وتحدث عن نهاية التحالف مع حزب الله، ولكنه لم يعلنها صراحة على الإعلام.
أيضاً، خرجت نفس الوجوه الإعلامية على الناس وأخذت تنسج التبريرات والمبررات وظلت تؤكد أن الوزير جبران باسيل حليفنا ومعنا.
في عام 2024، خرج الوزير جبران باسيل وأعلنها صراحة بل أكدها أكثر من مرة بأنه لم يعد حليفاً لحزب الله، وتحدث أن حزب الله هو الذي اعتدى على إسرائيل ووجه اللوم لإيران والعراق. وأيضاً، خرجت نفس الوجوه الإعلامية على الإعلام وكتبت المقالات وهي تبرر للوزير باسيل، قائلة إنه ربما يقول هذا الكلام بسبب الحرب وأنه يخشى على فقدان ما تبقى من قاعدته الشعبية، وأن الوزير جبران باسيل حليفنا ومعنا.
ربما في مرحلة لاحقة قد يخرج الوزير جبران باسيل ويقول لهم: “يا عمي، حِلّوا عني، أنا ضدكم”، وأيضاً وأنا متأكد سيقولون إنه حليفنا ومعنا.
للأسف، هذا شيء غريب جداً لا يتصوره عقل، والمشكلة أنه لا أحد يسأل ولا أحد يحاسب، وما زال نفس الشيعة يصفقون لهؤلاء الإعلاميين.
بالأمس نقلنا هؤلاء الإعلاميون إلى ما هو أخطر، وما تقوم به هذه الجوقة الإعلامية قد يؤدي إلى فقدان الشيعة ثقلهم السياسي وحضورهم الاقتصادي، وربما تشتيتهم في أصقاع الدنيا.
قبل أيام، انتقد الأستاذ رفيق نصر الله السوريين لعدم إرسالهم من يقاتل جنباً إلى جنب مع حزب الله، وردد كلامه العديد من الإعلاميين الشيعة مما أثار حالة من الانزعاج لدى الحكومة السورية، وأيضاً موجة غضب لدى الشعب السوري الداعم للرئيس الأسد، تحت مقولة أن الجيش والشعب السوري يقوم بواجبهما في حماية ظهر المقاومة ويقاتلان التكفيريين للحفاظ على طرق الإمداد مؤمنة قدر المستطاع، مما دفع إسرائيل إلى شن عدوان مباشر على طرق الإمداد، كما ان المقاومة لم تطلب المساعدة، وحتى الايحاء بان المقاومة بحاجة الى مقاتلين يعني بان المقاومة بدات تفقد قوتها وهذا الكلام ليس صحيح..
كما قام بالامس الدكتور ميخائيل عوض وباطلالة له على انتقاد ايران ومحور المقاومةوطريقة تعاطيها مع الحرب، قائلا “للاسف مازال محور المقاومة سلبيا ويحب في البداية ان ياكل قتلة وبعدها ينتقل الى الهجوم”
كلام الدكتور عوض يحمل ايران ومحور المقاومة انها تحب ان يموت الناس وتدمر المدن وبعدها ينتقل الى الهجوم.
كما يقول الدكتور عوض: ايران بتقول انه يضروبنا بعدها سنعمل رد متناسب مع الرد كيف بتكون عم تهاجم، بعده اعلا سقف حدد للمقاومة في لبنان بعد استشهدا السيد حسن نصرالله نقله الشيخ نعيم قاسم سنؤلم اسرائيل، وهنا يضحك الدكتور عوض ويقول ما هني دمرونا لعنوا فطاس فطاسنا دمروا ضيعنا وناسنا وهجرونا.
كلام الدكتور عوض يؤكد بان المقاومة اداة ايرانية ترسم لها السقوف وهو يتنافى مع كلام الشهيد سماحة السيد نصرالله بان لا احد يتدخل في اسلوب وسياسة وتوقيت المقاومة العسكري.
كما ان ينتقد ايران على طريقة ادائها العسكري متناسيا ان ايران الامبراطورية التي عمرها اكثر من 3000 سنة في صناعة السياسة وفن الحروب لا تسمح لاحد بانتقدها بل لا تقبل ان تدعس دعسة ناقصة، والشيعة خاصة في لبنان هم احوج ما يكون الى الدعم الايراني وخاصة في هذه الظروف المصيرية.
كذلك، يا دكتور عوض، لسنا “فُطاس فطاسنا”؛ أي لسنا جثثاً ميتة. وضحكتك على كلام سماحة الشيخ نعيم قاسم ليست في مكانها أبداً، فليس هكذا يتم التصرف عند ذكر القيادات، سواء الشيعية أو غيرها.
في الختام، فإن هذا الكلام لهؤلاء المحللين سيؤدي حتماً إلى انتهاء الدور الشيعي السياسي والاقتصادي، خاصة أنهم ضيوف على قنوات وفضائيات محور المقاومة ويتم استقبالهم في الصفوف الأمامية.
كلام هؤلاء قد يقلب الرأي العام الشعبي في سوريا، الذي هو أصلاً منزعج من المرحلة الإعلامية السابقة التي رافقت محاربة التكفيريين، حيث تناول بعض الإعلاميين موضوع محاربة التكفيريين بأسلوب ساخر أفقد المقاومة بعدها السياسي والنفسي ودورها الأممي في الدفاع عن الأقليات في محاربة التكفيريين.
وحتى اليوم، غالبية الذين يشتمون المقاومة ويحرضون عليها يلجؤون إلى نشر مثل هذه الفيديوهات الاستفزازية لبعض الإعلاميين، مما يبرر شتمهم وشماتتهم بما يجري مع المقاومة والطائفة الشيعية.
كلام هؤلاء الاعلاميين ربما يجعل سوريا تقطع خطوط الإمداد، لانه في سوريا المحاسبة دقيقة وصارمة للغاية حتى على الكلمة والفاصلة ولا شيء يمر عندهم او عليهم، وربما يتسبب هذا الكلام في انزعاج الشعب الإيراني مما قد يثير نوعاً من التحرك والانتفاضة على شيعة لبنان، الذين يكلفون الجمهورية الإسلامية في إيران حوالي 3 مليارات دولار سنويا، بالختام يخرج شخص يعتبر نخبة الاعلاميين في محور المقاومة لينتقد سياسة ايران وطريقة ايران في التعامل مع القضايا العسكريةً.
كما أن الدول الكبرى التي تسمع مثل هؤلاء الإعلاميين، والذين يُعتبرون نخبة المجتمع الشيعي، قد تجد لديها المبرر الكافي با تحرض على قتلنا وتهجيرنا، لأنه إذا كنا بهذا المستوى من التفكير، إذ نصفق لهؤلاء، فهذا يعني أننا لا نستحق الاستمرار.
كما ان الطائفة الدرزية الموحدة مرت بظروف اصعب مما نمر فيه على كافة المستويات، ورغم ندرة عددها الذي لا يتجاوز الواحد بالمائة على العالم العربي، الا انها تجاوزت كل المحن واصبحت من سادة الشرق الاوسط، بل الافعل والاهم سياسيا لانها دائما تلجا الى الحكمة والمعرفة.
الطائفة المارونية ايضا مرت بظروف أصعب من ظروفنا، وكادت ان تتعرض للهجرة الجماعية، لكنها استعادت دورها لأنها أطلقت العنان للنخب المارونية التي عملت بحرص كبير على كل كلمة وفكرة سياسية واجتماعية واثببت انه لا شيء قادر في المنطقة من التأثير عليها، بل تحولت الى ضرورة في العالم العربي والاسلامي.
على الشيعة التحرك ونبذ كل هؤلاء الإعلاميين الذين تسببوا بكل المآسي التي نعيشها،
بالختام انا لا اهاجم احد انا ادافع عن الطائفة التي انتمي اليها، وخاصة ان الجميع استفاد من المقاومة التي منحته شهرة واسعة بينما لولا المقاومة لكان غالبية هؤلاء لا احد يسمع بهم.