مقالات

الكيان الاسرائيلي أعلن انه يريد تغيير الشرق الاوسط ودول وقوى محور المقاومة تخوض الحرب حتى ازالة الكيان الاسرائيلي

_كتب /سعيد فارس السعيد :

٤/ ١٠ / ٢٠٢٤

نعم دول وقوى محور المقاومة ستفرض واقعا جديدا بقضية الصراع مع الكيان الإسرائيلي لتعيد ترتيب أوضاع المنطقة .

من تابع ويتابع مقالاتي ومنشوراتي وتصريحاتي ولقاءاتي الاذاعية والتلفزيونية فإنني ومنذ الايام الأولى للحرب والعدوان على غزة ، كنت آمل ان تقوم المقاومة الفلسطينية وجبهات الإسناد في اليمن والعراق من استهداف وضرب المواقع الحيوية والعسكرية في ( يافا وتل أبيب الكبرى ) وكنا نبين ونوضح أهمية ذلك في عقلية مراكز صنع القرار العالمي وبأوساط الرأي العام اليهودي والصهيوني داخل وخارج فلسطين وعلى مستوى الرأي العام ومراكز صناعة القرار في أمريكا واوروبة .وكنا نؤكد بأن العدو الاسرائيلي العنصري الفاشي المجرم لايمكن ان تنكسر هيبته الاقليمية والعالمية فيتوقف عن العدوان سوى باستهداف عمق عاصمته ( تل ابيب )وهو الذي قام ويقوم ويوميا بممارسة جرائمه اليومية بعمليات قتل وابادات جماعية ضد الشعب الفلسطيني وعدوانه المستمر والمتكرر على كل عواصم دول وقوى محور المقاومة .في ظل محاولات قوى الشر والعدوان لفرض قواعد اشتباك ومحاولاتها بالترهيب والترغيب وبالكذب والخداع والتضليل لاقناع القوى الاقليمية بتلك القواعد ..بهدف الحفاظ على أمن الكيان الاسرائيلي وفرض نفوذه وهيبته بالمنطقة على انه يدافع عن نفسه وانه القوة الضاربة المتفوقة على كل القوى الاقليمية وان الكيان الاسرائيلي كما اراد القضاء على حركة حماس والمقاومة الفلسطينية يريد ايضا القضاء على المقاومة في لبنان لان حزب المقاومة هو حزب ارهابي حسب التصنيف الامريكي وان الكيان الاسرائيلي يقوم بقتل قادة الارهاب وتدمير منشآته ومقراته ..وحيث ان هكذا ادعاءات صهيوأمريكية يتبناها الاعلام الامريكي والاوروبي ويضلل بها الرأي العام فإن قوى الشر والعدوان المتمثلة بأمريكا وبريطانيا وفرنسة والمانيا وإيطاليا وكندا وغيرها من انظمة ودول العالم المتحالفة معهم الى الآن لايريدون الا ان يكونوا في قمة الانحطاط الاخلاقي والانساني .ولايريدون إلا أن يكونوا قوى ظالمة لحق وحقوق الشعوب والامم الاخرى .ولايريدون إلا ان يكونوا القوى الوحيدة المهيمنة والمسيطرة على العالم وثرواته بالظلم والاستبداد وارتكاب الجرائم والابادات الجماعية ضد الامم والشعوب الاخرى منذ اكثر من قرن الى الآن ..ولكن مع وجود قوى اخرى تتمسك بالقيم الانسانية والاخلاقية وبمبادئ القانون الدولي وتسعى لمنح الشعوب والامم لحقها وحقوقها متل روسيا والصين وايران وحيث انه ونتيجة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان اسرائيلي يومي فتمارس اسرائيل وحلفائها عمليات القتل والابادات الجماعية لتبقى هيبة وقوة ” اسرائيل ” قائمة بالمنطقة وليبقى هذا الكيان هو قوة تنفيذ مخططاتهم ومشاريعهم ..ذلك ما جعل القوى العدوانية تعمل وبكل الطرق والاساليب لعدم تمكين القوى التي تدافع عن الحق والقيم الانسانية من ان يكون لها اي نفوذ بالعالم .مما ولد صراعا ت حادة بين جبهات الحق وجبهات الباطل في عدة مناطق من العالم منها منطقة شرق آسيا ومنطقة الشرق الاوسط . حيث ان حسم تلك الصراعات وانتصار أية قوى على قوى اخرى سيخلق واقعا جديدا في العالم اجمع ..لأن انتصار قوى المقاومة سيخلق تعدد الاقطاب بالعالم ، و لم تعد قوى الشر والعدوان الصهيوامريكية الغربية تستطيع السيطرة والهيمنة على العالم ومقدراته وثرواته ..انطلاقا من ذلك ومنذ حرب تموز عام ٢٠٠٦ الى الآن والمقاومة الوطنية اللبنانية قد درست وهيأت وحصنت نفسها لكل احتمالات الحرب والمواجهة مع العدو الصهيوني وحلفائه وشركائه من قوى الشر والعدوان .وباتت تمتلك كل انواع القوة لمواجهة اي تطور للمعارك مع العدو .اضافة الى انها ستكون واعية جدا لكسب تأييد الرأي العام العربي والاسلامي والعالمي لها من خلال التزامها بالمبادئ الانسانية في الحرب بغض النظر ان معظم اليهود هم صهاينة ومعظمهم يحاربون بشكل او بآخر بصفوف جيش الاحتلال الاسرائيلي .والمقاومة الوطنية اللبنانية تعرف وتدرك جيدا بأن معركتها الآن طويلة مع العدو ، وقد وضعت بحساباتها الدقيقة كل الاحتمالات في مواجهة العدو ، وان العدو هو عدو قوي وغدار وقد استعمل سابقا وسيستعمل القوة المفرطة بعدوانه والذي لا يتقيد باستعمالها بأية قوانين دولية او اعراف انسانية ..كما ان المقاومة وضعت بأولوية عملها للمواجهة احتمالات كثيرة.. اهمهما بأنها ستواجه الضغوطات العسكرية والسياسية والاعلامية من كل قوى الشر والعدوان بالعالم التي تدعم الكيان الاسرائيلي لذلك قررت المقاومة بألا تطلب من حلفائها أواشقائها اية مساعدات وتترك لهم خياراتهم التي تتناسب مع اوضاعهم حتى ولو ذهبوا الى اية تفاهمات او اتفاقيات مع القوى العالمية لخدمة مصالحهم. لان المقاومة الوطنية اللبنانية واثقة من نفسها وقدراتها وهي ايضا واثقة من كل حلفائها واشقائها .وايضا فإن المقاومة أعدت العدة وهيأت نفسها جيدا بأن هذه المعركة هي معركة وجود ومصير لها و بآن وحد هي معركة وجود او لاوجود لكل الاطراف المعادية لها .

فهي لن تكون مستعجلة بشيئ وهي ستواجه العدو خطوة بخطوة ..واي تصعيد بتصعيد أكبر وبما يتناسب مع الساعة ومع اللحظة باللحظة بالمواجهة والحرب .لذلك فإنها استطاعت الى الان من تحقيق انتصارات كثيرة وهامة جدا :

١/ يتم يوميا ازدياد عدد النازحين الاسرائيليين من شمال فلسطين .

٢/ استهداف وتدمير عشرات القواعد العسكرية الاستراتيجية الهامة للكيان الاسرائيلي في شمال فلسطين وخاصة في عمق مدينة حيفا .وفي صباح يوم / ٢٥/ ٩/ ٢٠٢٤حققت المقاومة اللبنانية تحولا استراتيجيا ونصرا نوعيا ومتميزا وهاما جدا ولأول مرة يتم فيها ضرب عمق عاصمة الكيان باستهدافها المقر الرئيس لقيادة الموساد الاسرائيلي في وسط ( يافا ، تل ابيب ) مع استمرار جبهة الاسناد باليمن من استهداف وضرب عمق ( مدينة يافا وتل ابيب الكبرى ) وكذلك جبهة الاسناد بالعراق من استهداف وضرب كل المواقع الحيوية والعسكرية بالحدود الفلسطينية الاردنية وبعمق المستوطنات الاسرائيلية .

٣/ كما تقوم المقاومة اللبنانية باستهداف وتدمير وتعطيل معظم قواعد الرصد والردارات التي تنبه القبة الحديدية الصاروخية الاسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة .

٤/ واستطاعت المقاومة ان توسع من دائرة ومدى الاستهداف في مدينة حيفا ثم الى مابعد حيفا .. بعدما قامت بتعطيل ردارات الرصد للقبة الحديدية من اعتراض صواريخ المقاومة .

٥/ يزداد عدد المغادرين اليهود من فلسطين يوميا متخذين قرارا بعدم العودة لانهم قاموا بتهريب واخراج كل اموالهم ومدخراتهم ..

٦/ تعطلت وتوقفت عمليات الانتاج الصناعي والزراعي بمعظم مؤسسات العدو في فلسطين المحتلة وخاصة في حيفا ويافا وتل ابيب .

٧/ اوضحت وبينت اعمال وعمليات المقاومة اللبنانية وجبهات الاسناد اليمنية والعراقية للعالم كله بأن الكيان الاسرائيلي لم يعد القوة التي تضمن استمرار المصالح الامريكية والغربية وتحميها .

٨/كما انكشف القناع والتضليل للرأي العام العالمي بآدعاءات كاذبة بأن العرب هم دائما يقومون بالاعتداء على( اسرائيل المسالمة والتي تتعرض للابادة ..)فيما كشف العالم كله بأن ” اسرائيل ” وبحربها على غزة وبحربها على لبنان هي التي تقوم بالعدوان وتمارس كل اشكال وانواع الابادات الجماعية ..)

٩/ باتت النخب الاقتصادية والشركات الكبرى في امريكا واوروبة تتخوف من الاستمرار بتقديم الدعم للكيان الاسرائيلي وباتت تعرف جيدا بأن الكيان الاسرائيلي وقادته يقومون بابتزازهم واستغلالهم وخداعهم من اجل مصالحهم ومصالح اليهود الصهاينة خارج الكيان وليس من اجل حماية مصالح تلك الشركات والنخب الاقتصادية في اوروبة وامريكا .

امام هذا المشهد فإن قوى الشر والعدوان تريد فرض معادلة اشتباك جديدة بالمنطقة مابين الكيان الاسرائيلي وقوى المقاومة ويحاولون بالترهيب والترغيب اقناع بعض انظمة الدول العربية المتحالفة معهم وبعض القوى الإقليمية للحفاظ على امن الكيان الاسرائيلي ووجوده حيث أن القوى الكبرى التي تدعم وتشارك الكيان الاسرائيلي تحاول اقناع القوى الاقليمية ( تركيا ومصر والسعودية وغيرهم من الانظمة المتحالفة مع الكيان الاسرائيلي ..) بأن كل منهم يجب ان يدعم الكيان لتتوقف الحرب .وهذا ما لمسناه وما قرأناه منذ قرابة الشهر الى الآن من خلال التصريحات الأمريكية والاوروبية بحيث أن أمريكا وبريطانيا وفرنسة والمانيا وايطاليا وكندا ومعهم بعض الأنظمة العربية سيستمرون بدعم الكيان الاسرائيلي بكل اشكال الدعم ماليا وبالعتاد المتطور واعلاميا وسياسيا ودبلوماسيا ولدى كل الهيئات والمنظمات الدولية ولكن بدون ان يتدخلوا بشكل مباشر وميدانيا في الحرب .وكذلك تحاول تلك القوى الداعمة للكيان الاسرائيلي ان تقنع القوى الكبرى ( روسيا والصين وايران ) بألا تتدخل بشكل ميداني ومباشر مع المقاومة لذلك لايستطيع الكيان الإسرائيلي أن يقدم على ما أقدم عليه من عدوان على لبنان ، لولا انه متأكد تماما وبشكل عملي من استمرار الدعم والتعاون الأمريكي والاوروبي له اضافة الى ضمان دعمه التام من قبل كل حلفاء امريكا بالمنطقة .اضافة الى تأخر الرد الايراني ..تلك الامور كلها هي التي شجعت وساهمت و وقدمت كل انواع الدعم لما قام به الكيان من ارتكاب جرائم ومجازر وابادات جماعية في لبنان بدءا من تفجيرات اجهزة النداء ( البيجر ) مرورا باغتيال سماحة سيد المقاومة وقادة المقاومة واستمرار الكيان بتدمير الضاحية وكل مدن وقرى الجنوب اضافة الى قصف متواصل على بيروت ومدن لبنانية اخرى ، وكذلك تدمير المنافذ البرية وفرض حظر جوي وبحري على لبنان .واستمرار الدول الاوروبية بالكذب والخداع مع ايران على انها تضغط على الكيان للتوقف عن العدوان على غزة ولبنان .

مما جعل ايران ترد ردا لم يشهده تاريخ الصراع منذ ان اغتصب الكيان الاسرائيلي فلسطين عام ١٩٤٧ الى الان .فقامت بقصف تل ابيب بأكثر من ٢٠٠ صاروخ منها ٨٠ صاروخ فرط صوتي فدمرت ثلاث قواعد عسكرية ومقرات للموساد ومجمعات الغاز في عسقلان .وعدة صورايخ لصحراء النقب .واعلنت على لسان كل مسؤوليها وقيادتها بأنه اذا اقدم الكيان على الرد فإن ايران سترد ردا تدميريا مضاعفا ..تلك الامور جعلت المنطقة الآن أمام الخيارات التالية :

١/حرب واسعة ومفتوحة بكل الاتجاهات مابين قوى المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق مع العدو الاسرائيلي وقد تتطور هذه الحرب لتشمل كل دول وقوى المحور وكل دول المنطقة .

٢/ من المتوقع جدا وللضغط على المقاومة اللبنانية وللقبول بالشروط الاسرائيلية بوقف جبهة الاسناد للمقاومة الفلسطينية ولتمكين المستوطنين الصهاينة للعودة الى شمال فلسطين واحداث منطقة عازلة شمال نهر الليطاني..ان يقوم الكيان الاسرائيلي بتوسيع عدوانه واستهدافه لكل المدن اللبنانية بحجة تواجد مستودعات اسلحة للمقاومة او شخصيات قيادية للمقاومة . .

كما سيستمر بعدوانه على عواصم ومدن دول محور المقاومة .

٣/ لن تتوقف الحرب الاسرائيلية على قوى المقاومة في فلسطين ولبنان قبل ٤٥ يوما لحين انتهاء الانتخابات الأمريكية .

٤/سيستمر العدو الاسرائيلي باستهداف مواقع يدعي انها مواقع عسكرية للمقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية واليمنية .بدعم لامحدود من قبل امريكا وبريطانيا وفرنسة والمانيا وايطاليا وكندا وبعض الانظمة العربية .كما ستستمر المقاومة اللبنانية من استهداف كل المواقع الهامة للكيان الاسرائيلي في العمق الفلسطيني .وسترد على التصعيد بتصعيد أكبر وأكثر دقة لمواقع العدو الاستراتيجية

٥/ ستكون المناطق المحتلة في شمال فلسطين ( الجليل )فارغة تماما من المستوطنين ومعطلة ومدمرة كل مواقعها العسكرية .وكذلك فإن مدينة حيفا ستتحول الى مدينة ظلام .

٦/ ستكون حيفا شبه فارغة من المستوطنين والغالبية العظمى من المستوطنين وكبار المستثمرين والصناعيين والاثرياء غادروا مدينة حيفا .

٧/ الخسائر العسكرية الاسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة ستكون كبيرة جدا وستكون فيها كل المنشآت الخدمية والصناعية معطلة .وكذلك ستكون خسائر العدو كبيرة جدا بالجنوب اللبناني .

٨/ انتصارات المقاومة الوطنية اللبنانية على الكيان الاسرائيلي اليومية تقوم بمتابعها كل وسائل الاعلام العالمية و مراكز القرار العالمي وخاصة هيئات الدعم الصهيونية المنتشرة في أوروبة وامريكا مع ازدياد عدد القتلى الاسرائيليين والخسائر العسكرية المدمرة بشكل فادح .. مما يخيف كل اليهود المنتشرين بالعالم ..وخاصة منظمة ايباك التي تسيطر على مجموعات الضغط الصهيونية وشركات الصناعات الامريكية الهامة كما تؤثر بشكل كبير على قرارات الدولة العميقة والقوى الخفية التي تسيطر على الولايات المتحدة الامريكية .مما يجبر تلك المراكز بالتوسل والطلب لوقف اطلاق النار ووقف العمليات العسكرية بين كل الاطراف .ويكون بذلك الكيان الاسرائيلي قد وصل الى بدايات حقيقية للإنهيار والتفكك داخليا وبكل المجالات ..وما شاهدناه ونشاهده يوميا من تزايد عدد القتلى والجرحى الاسرائيليين نتيجة التدافع والهلع والخوف والذعر خاصة كلما دوت صفارات الانذار في حيفا ويافا وتل ابيب الكبرى ذلك ما هو الا تعبير حقيقي عما هو حال الكيان الاسرائيلي بكل المجالات والصعد .

٩/ لن تتوقف الحرب إلا باتفاقيات وتفاهمات مشتركة مابين الولايات المتحدة الامريكية وحلفائهامع ايران وروسيا وسورية ولبنان وفلسطين واليمن والعراق .أما رئاسة ايران الإصلاحية الحالية فإنها ستلعب دورا هاما جدا بحيث وبعدما تطلب منها كل القوى العالمية ممارسة الضغط والترغيب على المقاومة اللبنانية وعلى حركات المقاومة الفلسطينية وعلى اليمن والعراق لقبولهم بماسيتم التوصل اليه من تفاهمات وهدوء بين كل اطراف الصراع .

سيكون لإيران وسورية وروسيا والصين دورا فاعلا ورئيسيا في اعادة ترتيب حالة واحوال المنطقة وأمنها واستقرارها بدءا من تفكيك الكيان الاسرائيلي وزوال دولته العنصرية الفاشية لاقامة الدولة الفلسطينية البرلمانية وابقاء يهود ماقبل ١٩٤٧ فقط انتهاءا بأن تكون المنطقة منطقة مصالح مشتركة للجميع لتساهم في التقدم والازدهار والسلام لشعوب المنطقة ولكل دول العالم .

_____‎

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى