مقالات

الرّسالة وصلت.. “ضربة توازي تفجير مقرّ “المارينز” في بيروت!

ماجدة الحاج

برسائل ناريّة غير مسبوقة، ردّ السيّد حسن نصرالله في خطابه اليوم على “اسرائيل”، متوجّها الى قادتها “الفرحين” باغتيال الشهيدَين فؤاد شكر واسماعيل هنيّة في طهران بالقول” إضحكوا قليلا وستبكون كثيرا”..قطع السيّد الطريق على كلّ الوسطاء والموفدين الغربيين الى بيروت لفرملة ردّ الحزب، ووضع “اسرائيل” امام مروحة احتمالات للرّد لن تصل الى “تشفيرها”، “هل سيكون من شمال فلسطين محتلّة؟ او جنوبها؟ من محور المقاومة مجتمعا؟ متفرّقا؟”.. مؤكدا على حتميّة الرّد- الذي لن يكون سريعا ومتسرّعا..والأهمّ.. اعلانه الإنتقال من جبهات الإسناد الى مرحلة جديدة مختلفة.. الى “معركة كبرى”!بهذه الرسائل، بدا واضحا انّ السيّد نصرالله حسم مسألة امكانيّة الرّد بضربة محدودة ” لا تودي الى حرب شاملة”- كما يُجمع الوسطاء الغربيون الذين يتقاطرون الى بيروت -تزامنا مع اتصالات مكثّفة من مسؤولين غربيّين بالقيادة الايرانية لهذا الهدف..اعلن السيّد بشكل لا لُبس فيه، انّ الرّد لن يكون شكليّا ابدا، بل يتناسب (بالمثل) وحجم قيمة ودرجة الشهيد شكر في حزب الله،كما الشهيد هنيّة.. انهى رسائله الى العدوّ” ومن خلفه”.. في وقت يحضر نائبه الشيخ نعيم قاسم، اجتماعا هامّا في طهران اليوم، يضمّ قادة محور المقاومة في المنطقة، للتنسيق واتخاذ “قرار جماعي” حيال ماهيّة وكيفيّة الرّد – بحضور المرشد الايراني السيّد علي خامنئي!امّا وانّ “رسائل” السيّد وصلت “الى من يعنيهم الأمر”، وباتوا على يقين بالدخول في”مرحلة جديدة مختلفة” من المواجهة صنّفها ب” المعركة الكبرى المفتوحة”.. يعني انّ كلّ الاحتمالات باتت على الطاولة، بعد ان قفز بنيامين نتنياهو فوق كل الخطوط الحمر باغتيال شخصيّتَين بحجم ومستوى الشهيدَين فؤاد شكر واسماعيل هنيّة.. وبات من المستحيل العودة الى قواعد الاشتباك السابقة..اسئلة كثيرة فرضت نفسها عقب تنفيذ جريمتَي الاغتيال “الاسرائيليّتَين” في بيروت وطهران، تتعلّق بماهيّة الردّ وحجمه ومكانه، خصوصا وانّ “اسرائيل” آثرت اغتيال هنيّة في طهران.. وفي اوّل يوم على تسلّم الرئيس مسعود بزشكيان مقاليد الرّئاسة-في رسالة مباشرة للأخير.. وبالتالي، من المستحيل ان “تبتلع” طهران هذه الجريمة بحقّ ضيفها على اراضيها، تماما كما لم تُمرّر ضربة قنصليّتها في دمشق مرور الكرام..وفي السياق، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” امس الاربعاء،” انها نقلت عن 3 مسؤولين ايرانيين اجماعهم، على انّ المرشد الايراني امر بضرب “اسرائيل” بشكل مباشر ردّا على اغتيال الشهيد هنيّة!وبغضّ النّظر عن ماهيّة الهجوم الايراني على”اسرائيل” لو تمّ هذه المرّة، الذي اكتفى في هجوم منتصف نيسان على الكيان،بتوجيه صواريخ ومسيّرات “ليست من الجيل الحديث”-كما ذكرت حينها مواقع ومصادر ايرانية كما الغربية، واحتاجت “اسرائيل” الى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وانظمة عربية للدفاع عنها .. ثمّة تسريبات عن مصدرّين روسيَّين رجّحت “ضربة مزدوجه” قد تطال هدفَين كبيرَين –”اسرائيلي” واميركي في المنطقة.. وهي المصادر نفسها التي كشفت بعد وصول الرئيس السوري بشار الاسد الى موسكو مؤخرا، بشكل مفاجىء وغير مُعلَن للقاء الرئيس بوتين، ” انّ امرا خطيرا يجهّز له بنيامين نتنياهو تجاه المنطقة بات وشيكا-بعد اخذه ضوءا اخضر اميركيا”!وبالتالي، فإنّ التصريح الذي ادلى به الرئيس بوتين خلال لقائه تظيره السوري- حيث كان نتنياهو بالتزامن في واشنطن، وقبل حادثة صاروخ مجدل شمس-.. وقوله إنّ المنطقة ذاهبة الى التصعيد وسورية ستكون في سياقه، كان كلاما لافتا في توقيته، وقد يكون تلقّف معلومات من اجهزة استخباراته حيال خيوط “أمر ما” جهّزه نتنياهو لجرّ المنطقة نحو تصعيد خطير!هي نفسها اجهزة الاستخبارات الروسيّة التي ابلغت لبنان بعد وقت وجيز من حادثة صاروخ مجدل شمس، ” انه صاروخ اميركي من طراز “تامير” تستخدمه القبّة الحديدية للتصدّي للصواريخ”، في وقت ابرزت وثيقة روسيّة مرتبطة بتقنيّة التقاط الصُّوَر وتتبُّع الإحداثيّات بدقّة عبر القمر الصّناعي الروسي في محيط البحر المتوسّط، “انّ الصاروخ لم يُطلّق من جانب حزب الله او حتى من الاراضي اللبنانية”!.. وهي المعلومات التي تلقّفها الزعيم اللبناني وليد جنبلاط من السفارة الروسيّة في بيروت.إذن كان نتنياهو بحاجة الى افتعال حدث كبير “فتنويّ” في لحظة مفصليّة يوصله الى ما يبتغيه، واختار بدهاء بلدة “درزيّة” في الجولان لدقّ اسفين مع حزب الله، في وقت يتمّ صياغة مخطّط خبيث في الكيان، يؤسّس لحلف يواجه محور المقاومة “تُستغَلَ فيه الأقليّات في المنطقة ليكونوا وقود هذا المخطّط لصالح “اسرائيل”.. فمن يصدّق انّ نتنياهو ويؤاف غالنت وبن غفير وباقي القادة “الص هاينة” –الذين تباكوا امام العالم على “اطفال” مجدل شمس وأظهروا وكأنهم ” أولياء الدّم”.. يهمّهم ان تُسفَك دماء عرب سوريّين؟!والمؤكد انّ نتنياهو عاد من واشنطن ب “ضوء اخضر” للذهاب الى ما يريده.. وهو اختار التوقيت “المناسب جدا” له لفرض طلباته، حيث لا مصلحة للجناحَين -الديموقراطي والجمهوري –في اللحظة الأميركية الحسّاسة في عدم تلبية طلباته، ربطا بالحاجة الى “رضى ودعم ورافعة” اللوبي الصّهيوني لإيصال مرشّح كل طرف منهما الى البيت الأبيض..وعليه، بادر سريعا الى تسديد عمليّتَي الاغتيال في بيروت وطهران.. وجاءت فرصته في تنفيذ عملية اغتيال الشهيد شكر بعد أشهر ، ولربما سنوات من التخطيط للعملية، وبين العمليّتَين اخرى اميركية “خالصة” استهدفت الحشد الشعبي في العراق، ما يعني تنسيقا اميركيا-“اسرائيليا” مؤكدا. فيستحيل ان ينجح نتنياهو في تنفيذ هكذا عمليات تطال شخصيّتّين بهذا الحجم، دون تعاون استخباري كبير مع الولايات المتحدة، سيّما انّ الشهيد شكر مطلوب لدى الأخيرة منذ سنوات ومُدرَج على لائحة العقوبات الاميركية “لضلوعه” في تفجير قاعدة “المارينز” في بيروت عام 1983، وسبق ان عرضت الخزانة الاميركية عام 2017 مكافأة وصلت الى 5 ملايين دولار لمن يُدلي بمعلومات بشأنه.بعدما رفعت ايران العلم الأحمر-” علم الثأر” امس على قبّة احد المساجد في مدينة قم عقب اغتيال الشهيد هنيّة.. سُرّبت معلومات عن “اجهزة استخبارية حليفة” لمحور المقاومة مفادها” انّ ثمن اغتيال الشهيد شكر سيتمّ تدفيعه للإسرائيلي والاميركي على السواء، ولربما لن تكون تداعيات الرّد- فيما لو اتجهت الضربات المتبادلة الى الحدّ الأقصى وانخرطت الولايات المتحدة بشكل مباشر في المواجهة.. لن تكون اقلّ من مفاعيل تفجير مقرّ المارينز في بيروت!تكتفي شخصيّة قياديّة لبنانية مقرّبة من المقاومة، بالقول” إنّ من خطّط ونفّذ عملية “طوفان الأقصى” التي هزّت عرش “اسرائيل”، لن يعجز عن تنفيذ عملية “مدوّية” اخرى قد تتجاوز هذه المرّة “خطورة” و”هَول” عملية السابع من اكتوبر.. بل ابعد من ذلك، اكّدت انها أُنجزت بانتظار “توقيت” التنفيذ!اما وانّ نتنياهو ووزير حربه أعلنا ” انّ اسرائيل جاهزة لكلّ الإحتمالات”.. “لكن..هناك احتمال اغفله الإثنان، لا تحسب اسرائيل حسابه”- وفق ما نُقل عن قائد كبير في محور المقاومة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى