مقالات

في كل الدول “النامية “لا احد من اصحاب القرار يقرأ رسائل المواطنين إلا مايخصه شخصيا .. ولا أحد يسمع إلا مايريده هو وما تريده حاشيته من حوله ..

كتب /سعيد فارس السعيد :

١٧ / ٣ / ٢٠٢٤

اخي الإنسان ..أخي الطبيب والمهندس والمعلم أخي الصناعي والمزارع ..اخي الكاتب و الصحفي ..اخي المُصلِح ..اخي قائد الرأي العام ..إنكم. ورغم كل ماتتمتعون به من غيرية وحرص ودفاع عن المبادئ والقيم والاخلاق الإجتماعية والوطنية ..ورغم كل دفاعكم عن الحق وعن قضايا أمن وتقدم وتطور البلد والوطن والأمة .ورغم كل أعمالكم ومواقفكم المعروفة والمشهود بها والتي يفخر بها مجتمعكم أو الرأي العام وكل من يعرفك ..ورغم كل نزاهتكم وشرفكم واخلاصكم وولائكم لله وللوطن وللدولة ولقضايا التنمية والإزدهار … فلا تنتظروا أي تقدير لكم من أحد بالسلطة بالدول النامية ..ولا تتوقعوا اي اهتمام بكم ..وبآلامك أو بجراحك ..او بطموحاتكم ..فلا يمكن ان تشعروا ولو للحظة واحدة ان لكم اية قيمة مهما كانت تضحياتك ومهما كانت مواقفك واعمالك الوطنية والقومية ..ومهما كانت ابداعاتكم ..هذا حال واحوال كل الناس بالدول النامية التي تفتقر الى دولة القانون والى فكر ونهج المؤسسات ..لان دولكم ايضا تفتقر الى مراكز توثيق وطنية يرجع اليها اصحاب القرار ..فبالدول النامية قوانين قديمة تقهر الرجال وتساهم بالتخلف فلا تعديل ولا تطوير لها ..لذلك فلا رادع ولا ضوابط للمزاجيات والكيديات والتجاوزات .بالدول النامية اصحاب النفوذ يعيشون بواقع هو واقع آخر..لأنهم لايشعرون بواقع حالكم او بمجمل الاحوال ..بالدول النامية الجميع بعيدا عن الواقعية وليس لديه الرؤية الإستراتيجية لقضايا الحاضر أولقضايا المستقبل .بالدول النامية لا يوجد مراكز توثيق لأعمال ومنجزات وابداعات الناس ..ولا يوجد مؤسسات مهتمة بأعمالكم ومواقفكم ..وحيث لا يعرفكم أحد ولا يقدركم أحد إلا إذا كنتم على علاقة وطيدة مع هذا المتنفذ أو ذاك .. بالدول النامية كل خطابات الزعماء والرؤساء والقادة تبقى توجيهات شفهية حيث يتم الإلتزام بها بمزاجية هنا او هناك.. او يتم نسيانها لأنها ليست قوانين ملزمة للتنفيذ ..بحيث لم تعمل اية سلطة تشريعية بالدول النامية لدراسة مفردات وتوجيهات وآمال وطموحات هذا الزعيم الوطني او ذاك القائد المناضل لتكون بعض آماله وطموحاته قوانين ملزمة ..

لذلك نرى ونلمس بالدول النامية تراكم الامال والطموحات كما نرى ونلمس تراكم الاخطاء والتجاوزات واللامبالاة والاهمال والتقصير ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى