انتصار غزة لن يعوم الاخوان المسلمين، انما يعزز خيار تحرير فلسطين
ميخائيل عوض
بيروت؛ ٢/١٢/٢٠٣
مازال البعض مغرقا في التفكير القديم ومازال عقله متسمرا في الماضي، يستحضره لتبرير عجزه او انخراطه في مشاريع واهمة لتصفية القضية الفلسطينية بإبادة اهلها وتسفيرهم خارج فلسطين.ويخرجون عليك بتبرير حيادهم وسكوتهم الشيطاني عن المذبحة التي تتعرض لها غزة والشعب الفلسطيني في الضفة وال٤٨، بذريعة ان اسناد غزة وحمايتها والانخراط في حرب تحرير فلسطين من البحر الى النهر الجارية ايامها وفصولها، سيفيد في تعويم الاخوان المسلمين، ذاتهم المتورطون بالدم العربي السوري والعراقي واليمني والمصري والليبي والسوداني ومنفذي مشروع امريكا واسرائيل لتدمير الدول والجيوش العربية، واشاعة الفوضى والاحتراب في الامة وتبين ان تدمير سورية وتبرير غزوها التركي والامريكي كان في تامين وخدمة المشروع الاسرائيلي الامريكي لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير اهلها وتشتيتهم.طوفان الاقصى وكتائب القسام وحرب غزة الجارية ليست من تصميم ولا من تحفيز ولا تمت بإرادة او بقرار من الاخوان المسلمين ويذهب العارفون الى اعتبار عملية طوفان الاقصى على انها استكمال العملية الانقلابية على حماس الاخوانية التي فاوضت الاسرائيلي برعاية قطرية واردوغانية وكادت قبل الطوفان ان توقع اتفاقا لتجميد المقاومة ووقفها لخمسة وعشرين سنة وتامين اسرائيل.كما يلفت اخرون النظر الى ان كتائب القسام ليست محسوبة على خط الاخوان المسلمين انما هي في صلب محور المقاومة والادلة كثيرة على ذلك منها ان الكتائب انجزت انقلابا على حماس الاخوانية وعزلت مشعل عن رئاستها وهمشت هنية. وفرضت السنوار قائدا لأركان الكتائب وارسلت الحية الى سورية لتأكيد المصالحة معها ولتثبيت ان الكتائب في صلب المحور وذراعه في غزة.ومن الادلة الجديدة ان الكتائب الزمت هنية ومشعل بالصمت وتخفيف مداخلاتهم واطلالاتهم الاعلامية الاي كشفت ارتباكهم وعجزهم عن فهم ما تريده الكتائب من عملية الطوفان وتأكيد ان الكتائب فعلتها دون علمهم، واستعاضت بإطلالات الحية نائب هنية، وبمؤتمر صحفي يومي لممثلها، اسامة حمدان من بيروت ومن الضاحية الجنوبية.وفي الوقائع والمعطيات المعاشة وفي الحرب الكبرى الجارية تتثبت حقيقة ان الكتائب لا تأتمر بأوامر حماس” مشعل وهنية” وقد فاجأتهم عملية الطوفان كما وقعت على الرؤوس كالصاعقة.
فمحور المقاومة من اليوم الثاني لعملية الطوفان تبناها وفتح الجبهات ووضعها تحت قيادة الكتائب وغزة ولأمرتها والتزم المحور بإسناد غزة واشغال اسرائيل وامريكا والتزم بانتصار غزة والكتائب وحماسها مهما كان الثمن واي كانت المخاطر.فهل محور المقاومة بفصائله ودوله وجيوشه يعملون تحت امرة الاخوان ولتعويمهم؟؟
وفي المعطيات ان الاخوان ودولهم وعلى رأسها قطر وتركيا اردوغان لم يحركوا ساكنا ولا ناصروا غزة ولم يجرؤا على قطع العلاقات مع اسرائيل ولا حتى التلويح بإجراءات جدية وعملية لوقف مذبحة غزة وابادتها.ولم يثبت ان حركة الاخوان حشدت جمهورها ومناصريها في التظاهرات العارمة في العرب والمسلمين والعالم ولا سارعت لمد يد العون لغزة.وبكل حال فغزة هي قلب فلسطين ورئتها المقاومة والتي لم تلقي السلاح منذ ١٩٦٧، ولا استكانت او قبلت تفريطا او تخل عن كل فلسطين، وبدلت ولاءاتها للفصائل ودوما انحازت للفصائل والقوى الاكثر راديكالية والتي لم تقبل في وثائقها وعناوين تأسيسها وبرامجها فكرة التفاوض او المساومة او التفريط.وكتائب القسام التي ابدعت وانجزت عملا عجائبيا واعجازيا في طوفان الاقصى هي قوة فلسطينية ووطنيتها وايمانها وشعاراتها تحرير فلسطين من البحر الى النهر، وفلسطين ارض وقف لا يجوز التفاوض عليها ولا تقبل القسمة كحق وطني وقومي. والحق ان حماس والكتائب قدمت لأجل فلسطين وتحريرها الاف الشهداء والقادة من صفوفها وبنيتها ولا يعيبها ايمانها واسلاميتها ولا تعيبها العلاقات مع فصائل ودول وادارتها في تفويض وسطاء للتفاوض ونقل شروطها ولو كانوا محسوبين على الاخوان بما في ذلك قطر وتركيا الاردوغانية وان تعتمدهم وسائط تفاوض ونقل الشروط لا يعني ابدا انها تفوضهم في ادارة الصراع او تسلمهم رقبة الكتائب وغزة ومستقبلها ومستقبل فلسطين.ان تنتصر غزة وتقودها كتائب القسام لن يعيد تعويم الاخوان بل سيعوم غزة والقسام الوطنية الفلسطينية ويعلي شأنها وسيرصد الانتصار لمحور المقاومة الذي ساند وسلح ومول وخاض الحرب بما استطاع وبما طلبت غزة والكتائب باحترافية شديدة وبوعي استراتيجي وفرط ذكاء.اما الاخوان فقد انكشفوا على حقيقتهم، وتولوا السلطة في تونس والسودان ومصر وتعرف الناس اليهم والى مشاريعهم وتعرفوا الى تفاهماتهم مع الأمريكي والإسرائيلي، وتعرفوا على الويتهم وكتائبهم ورموزهم في سورية واليمن والعراق وليبيا واختبروهم وانفضوا من حولهم وبات نجمهم يأفل وحركاتهم تتبعثر وتنشطر وتعيش مازقها التاريخي والبنيوي. فمن اين وكيف وباي ظروف يمكن اعادة تعويمهم اذا انتصرت غزة وستنتصر والحرب الجارية هي عينها حرب تحرير فلسطين من البحر الى النهر اي كانت السيناريوهات والمسارات التي ستأخذها الحرب.وبكل حال فعين المنطق ان الدول والحركات التي تسعى لمحاصرة الاخوان اذا كانت جادة فعليها ان تتقدم الصفوف وتنتزع الراية في حرب تحرير فلسطين او اقله اسناد غزة وحمايتها وتأمينها في هذه الحرب المفصلية والتي ليس فيها الا خيار واحد حكمي فغزة ستنتصر مهما غلت التضحيات ومهما استمر القتال ونصر غزة سيستعجل زمن تحرير فلسطين من البحر الى النهر.
فمن شارك سيركب القطار الحديث ويكسب من النصر ومن تخلف او تردد ستأخذه موجة سقوط امريكا وانحسارها ونهاية الكيان الغاصب والتطورات التي ستجرف الكيانات التي جرى تصنيعها لتخديم الكيان الصهيوني وتامين المصالح الاستعمارية الغربية.
فحرب غزة تؤسس لتجريف نتائج الحرب العالمية الاولى ونظمها وجغرافيتها وقواها.