الانقلاب العسكري في النيجر تحرك روسي-صيني لاستهداف الاقتصاد الاوربي.
ابراهيم المهاجر
النيجر حتى سنة ١٩٦٠ كانت مستعمرة خاضعة للنفوذ الفرنسي حالها حال المستعمرات الاخرى التى استقلت في غرب القارة الأفريقية. والتي تشكل بلدانها اليوم حلف ايكواس. لعل الذي لايتابع بعمق الاحداث بعد اكثر من ٢٠ يوما مضت على الانقلاب العسكري الذي قامت به قوات الحرس الرئاسي على رئيس النيجر العربي الاصل محمد بازوم يقول ان الانقلاب ليس بعيدا عن نمط الانقلابات العسكرية في دول القارة الأفريقية او الامريكية اللاتينية في حقبة السبعينيات.
اذ سرعان ما تتصاعد روح المغامرة عند ضابط في جيش احد هذه الدول ليطيح بأعلى هرم للسلطة المدنية في الدولة ويمسك هو بها سواء لفترة مؤقتة او ان تسيطر عليه شهية حب السلطة فيمسك بها إلى زمن لايعلمه احد، حتى يخرج عسكري اخر ليطيح به مثلما اطاح هو براس النظام الذي سبقه. صحيح ان طبيعة الانقلابات في دول العالم الثالث في غالبيتها عسكرية وقليل منها شعبية. الا ان الانقلابات عسكرية كانت أم شعبية، كالربيع العربي، لابد ان تكون هناك تماسيح سياسية خارجية قد خططت للانقلاب وانتظرت نجاحه في الغرف المظلمة المخابراتية. الرئيس ماكرون عندما ايقضوه صباحا ليخبروه ان انقلابا عسكريا حدث في النيجر. كان أول عمل قام به ان استدعى مسؤولي الاجهزة الامنية الفرنسية، ورئيس المخابرات. ماكرون لم يسأل عما جرى في النيجر، الذي يعد بلدا افريقيا مهم في بناء الاقتصاد الفرنسي الدولة التي هي الاخرى تعيش على حساب افتقار المواطن في غرب افريقيا، انما اختصر كلامه موبخا رئيس المخابرات الفرنسية انك لاتصلح ان تكون رئيسا لجهاز اكبر مخابرات في اوربا. الانقلاب العسكري في النيجر لايخلو من بصمات ايادي المخابرات الروسية والصينيه وعلاقة الانقلاب بالحرب الروسية- الاوكرانية. فالنيجر هو عصب اقتصاد واحد موارد اوكسجين الحياة بالنسبة لفرنسا ودول اوربا الناطقة بالفرنسية. فهو مصدر اليورانيوم الذي تولد به فرنسا طاقتها الكهربائية. ومصدر رئيسي للذهب في وقت لاتملك فرنسا منجما واحدا لاستخراجه. كانت التغييرات التي أجراها الرئيس محمد بازوم في الجيش والشرطة هي الشرارة التى احرقت البيدر. اذ كانتا روسيا والصين بانتظار تلك الشرارة لابتلاع النيجر. الامر معناه لم ينتهي بعد اذا استنسخ الانقلاب في بلد افريقي اخر. فالانقلاب في النيجر كان رسالة سياسية للحلف الاطلسي التي جعلته يصرح بإمكان روسيا ضم الاراضي شرقي اوكرانية التي استولت عليها في بداية الحرب الى الاتحاد الفيدرالي الروسي مقابل انضمام كييف الى الحلف الاطلسي. لكن سرعان ما سحب حلف الاطلسي تصريحه بعد مطالبة الرئيس بوتين بانضمام كل اوكرانيا الى الفدرالية الروسية. الموقف الامريكي من الانقلاب لم يتعدى الصمت. فازاحة قوة كفرنسا من بلد افريقي فيه قاعدة عسكرية امريكية قد يكون نصرا لامريكا بدون بذل قوة او تموين مالي.
فأمريكا لايهمها من المتضرر بقدر عدم تضرر مصالحها.
فهي (امريكا) أنشأت القاعدة العسكرية في النيجر لمراقبة تحركات الصين في الغرب الافريقي التي باتت تزحف لابتلاع دول القارة السمراء اقتصاديا. فالقادة العسكريون أول استلامهم للسلطة في النيجر الغوا عدة اتفاقيات مع فرنسا. بهذا تكون مصالح فرنسا هي المستهدف في انقلاب النيجر او الانقلاب في اي دولة من دول غرب افريقيا.
الانقلابات المحتملة في هذه الدول سوف لن تكون بمعزل عن تدخل روسيي ودعم مالي صيني والمتضرر هو الاقتصاد الفرنسي، كون فرنسا عراب اوربا في الحرب الروسية- الاوكرانية. بالنسبة لروسيا فهي لها الخبرة في تغيير الانظمة في القارتين الامريكية الجنوبية وأفريقيا ورثتها من الاتحاد السوفياتي.
على مايبدو ان الانقلاب العسكري في نيامي عاصمة النيجر سيكون بحكم الفاشل اذا تحركت جيوش مجموعة دول غرب أفريقيا (إيكواس) ونفذت قرار قادة جيوشها الذي اتخذ بالعاصمة الغانية أكرا. فجيوش الايكواس هي الحكومات العميقة لدول غرب افريقيا فهي اتفقت على خطة تدخل عسكري محتمل في النيجر لم تحدد موعده بانتظار قرار دول الحلف الاطلسي، لكن التدخل العسكري ربما يكون قبل ان تنفتح شاهية العسكر ليصحوا الغرب الافريقي على انقلاب في دولة اخرى. وخصوصا فإن الرئيس الروسي بوتين لمح بانقلاب قادم في افريقيا. على مايبدو فإن الخطة الروسية الصينية بدأت بالوضوح في الحرب على حلف الناتو فهي لاتتوسع الى حرب عالمية شاملة مدمرة. ولاتتصاغر الى حرب بين دولتين.
فالاسلوب الجديد هو حرب بطيئة تكون من ضربتين الاولى في اقتصاد الدول الداعمة لاوكرانيا واخرى عسكرية في اوكرانيا نفسها حتى يتم التسليم .