المقالات

تَل أبيب تقول لكييڨ أنتُم السابقون ونحنُ اللَّاحقون ….

كَتَبَ إسماعيل النجار

تَل أبيب تقول لكييڨ أنتُم السابقون ونحنُ اللَّاحقون بجيشنا وإقتصادنا ووجودنا نتيجَة إجرامنا وعنادنا وإصرارنا بإطالة أمد الحرب،

والأمر بآنَ واتَضَح مع دخول الصين وروسيا على خط الحرب في غَزَّة من بَوَّابَة مجلس الامن الدولي خلال رفع الفيتو المزدوِج في وجه أمريكا عَطَّلَت فيه موسكو وبكين مشروع قرار قدمتهُ واشنطُن يدين حركة حماس ولا يدعو لوقف إطلاق النار ووقف الإبادة الجماعية والمجازر التي تُرتَكَب على مدار الساعه من قِبَل سلاح الجو الصهيوني، الموقف الثنائي يشير إلى إنتقام روسي صيني مزدوج من الكيان الصهيوني على موقفهِ السلبي إتجاه موسكو من الحرب الأوكرانية الروسية،
وبهذا الفيتو أكتَمَل مشهد العالم حيث خرجَت صورة التحالف بين مكونات مِحوَر المقاومة التي تمتد من فلسطين إلى طهران لتصل إلى موسكو وبكين،
وهذا التعطيل سيقابله تعطيل أميركي لمشاريع صينية روسية ما يُجبِر الأطراف على التحدث والتفاوض والتقدم مقابل بعضهم البعض خطوة بخطوة للمقايضة،
التدويل للقضايا بعرفنا كما عرفناه يشبه المجلس العدلي اللبناني يعني انتزاع ملف من يد قاضي نشيط ونزيه ونقله الى مقبرة الحقوق،
نحن كَمحور مقاومة يجب ان لا تتعدىَ خطوة الصين وروسيا حدود الدعم كحلفاء ويجب أن يعتبرونها جزء من مواجهة المشروع الأميركي في المنطقة والعالم، وليسَ نقلاً أو انتزاعاً لملف غزة من يَد قوي المحوَر الى يد الروسي والصيني، لأن رؤية هاتين الدولتين لإسرائيل تختلف عن رؤيتنا ونظرتنا لها،
إسرائيل عدو وكيان لقيط غاصب ومغتصب وتعاملنا معه لن يتغير ويجب ان لا يتغير، ويجب التعبير دائماً من قِبَلنا أننا نتعامل مع عصابة صهيونية مجرمة،
بينما الصين وروسيا يعترفان بوجود إسرائيل كدولة ويتعاطون معها على هذا الأساس،
من هنا ننبه الجمهورية الإسلامية الإيرانية من خبث الاعداء ومن مخططاتهم لأن امريكا ستكون أول المرحبين بنقل الملف من اليد الإيرانية لليد الأخرى صينية أم روسية كانت،
هذا ليس خيال ولا أضغاث أحلام إنما واقع يجب أخذه بعين الإعتبار وعدم الإستهتار بهُ،
ملف غزة بجب أن يبقى إقليمياً بإمتياز، وروسيا والصين عامل مساعد في مجلس الأمن ليس أكثر،
حكومة نتانياهو التي كَبَّرَت الحجر لم تتمكن من الضرب فوقعَ من فوق رأسها على أصابع قدميها،
هذه الحكومة الخائبة وهذا الجيش الجبان سيخرجون من هذه المعركة بارتكاب مجازر بالنساء والأطفال وجرائم حرب وقتل وتدمير من الجَو فقط من دون تحقيق أي هدف او إنجاز عسكري، وهُم سيخرجون بهزيمة نكراء مُنِيوا بها خلال المواجهات البريَة على الأرض في مستوطنات غلاف غزة،
اليوم بدأت تخرج إلي العلن أصوات صهيونية رسمية تبدي استعدادها لتبادل الأسرى الموجودين في غزة ببعض الآلاف من الأسرى في السجون الصهيونية، ما يعني أن القيادتين الصهيونيتين العسكرية والسياسية باتوا على يقين بأن العالم تغيَّر مزاجه إتجاه تل أبيب نتيجة هَول المجازر والدمار الذي ارتكبته آلتهم العسكرية، وان الراي العام العالمي بدأ يضغط على إدارة بايدن التي بدات بدورها بالتراجع عن تصريحاتها السابقه وعن تحريضها باجتثاث حماس وفصائل المقاومة،
والمسألة أصبحت مسالة وقت ولعبة عض أصابع وإنما النصر صبرُ ساعة،
أما بالنسبة لحركة حماس والجهاد وباقي الفصائل الذين لديهم أسرىَ نقول هذه فرصتكم الأخيرة لتبييض المعتقلات من أبنائكم، فرصة تاريخية لن تتكرر بلغت كلفتها دمار نصف القطاع وأكثر من سبعة آلاف شهيد اي بعدد الأسرى الذين تودون تحريرهم واكثر من ١٨٠٠٠ جريح، فلا يجب أن تقبلوا بأقل من تحرير كامل الأسرىَ والكشف عن المفقودين واستعادة جثامين الابطال من مقبرة الارقام، وفك الحصار وإعادة الأعمار ، لديكم اوراق ضغط وقوة كبيرة لن تتكرر بين أيديكم تستطيعون من خلالها تحقيق كل ما تبتغون لأن الجندي الصهيوني له قيمته لدى العالم بعكس ما ينظرون إلينا كذباب،
لا ترضخوا للضغوط القطرية والمصرية والأردنية، لأنكم عندما ذُبحتُم كانَ هؤلاء شركاء حَمَلَة السكين، لم يرف لهم جفن على ما كنتم تتعرضون له، ولم يهتزوا لصور اشلاء اطفالكم وحرائركم،
قفوا واحزموا أمركم…

بيروت في…
27/10/2023

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى