مقالات

الغرور

بقلم معن بشور

لم يصب الغرور شخصاً أو زعيماً أو جماعة إلاّ وقاد اصحابه الى خذلان بعد نصر، والى ضعف بعد قوة، والى تراجع بعد تقدم.

فالغرور الذي يرافق النجاح أحياناً يمنع صاحبه من ان يستحضر أسباب نجاحه فيهملها الواحد تلو الآخر، وينصرف الى التلهي بأضواء النجاح، فإذ به يخسر ما كان سبب تألقه، واذ به ينطفئ تدريجاً بعد اشتعال.
وللغرور أسباب عدة منها ما يتصل بصاحب الغرور نفسه من ضعف الثقة بالنفس رغم كل مظاهر الاعتداد بها، او من قلة خبرة او تجربة في الحياة تعلّمه حكمة مأثورة : ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع، او من عدم التشاور مع الخّلص من الاصدقاء الذين يصارحونه القول ويصدقونه أياه….
وللغرور اسباب اخرى تتصل بمن يحيط بالمغرور، فيغدق عليه عبارات المديح والاطراء وصولا الى التمّلق المعيب، ويمتنع عن لفت نظره الى اخطاء يقع بها، او عيوب تلحق بمسيرته، بل يسعى لمنع الاصدقاء الصدوقين من الوصول اليه، كي لا يكشفوا نفاقهم وتمّلقهم.
ليس الغرور بالضرورة آفة تصعب معالجتها، وليس المغرور محكوماً حتماً بالخيبة، بل ان كل ناجح مرشح لأن يصاب بالغرور اذا لم يستدرك الأمر قبل فوات الاوان، وكل مغرور قادر على الخروج من اسر غروره اذا تحاور وتشاور وأبدى استعداداً لسماع الأخرين.
لقد علمتني الايام، كم من فجيعة مررت بها وانا اضع ثقتي وأملي في رجل او زعيم او جماعة، فاذا بالغرور يضرب ضربته، واذا بك انت مفجوع حزين….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى