مقالات

أنندبُ من رحلوا .. أم نزفُّ شهداءنا؟! “لا نامت أعين الجبناء””

د. تيسير ابو عاصي

هناك في غزة؛  هل بلغكم حديثُ الطفل الذي بُترت ساقاه في الحاضنة، وفقد رحمه الثاني ووطنه الأول؟

هل علمتم أنه فاقدٌ لوالديه ولإخوته؟

ما الغد الذي ينتظره؟

كيف سيحبو وكيف سيلهو ويدرج في أروقة الحلم والدفء؟ كيف سيجد حضنًا تلتئم فيه بعضٌ من حقوقه من عطف ورعاية وحنان؟كيف سيجد من يحضنه بعد خطوات عَدوٍ طفولية، وضحكة نقية صافية تسبقه إلى فضاء سعادة حدودها صدر الوالدين؟!!

يجول الموتُ في أزقة غزة، ويرتسم كل هذا الركام، وتهجر تلك الجموع والقوافل أرضها وبيوتها وتاريخها وذاكرتها ونبضها، حين تبتكر آلة الدمار فنونًا في تخليق الجرائم في صور لم تعرفها البشرية، ولا حتى الغاب والكواسر والضاريات، منذ قابيل.أوليس الإجهاز على رضَّع الخداج والحواضن هي سادية غير مسبوقة لاغتيال الإنسانية وبراعم البشرية؟!

أوليس هذا أبشع مما ادعوا؟!

وطالما ادعوا وخلعوا على البشرية تهمة معاداة السامية.

   يجثم القهر على الصدور، ويبلغ الاختناق حد الموت، فأية مجازر وأية جرائم وأية سادية وأي قهر وحقد وتجنٍ ذاك الذي نراه. لا أرغب في الحديث هنا عن روح التحدي والقتال لدى المقاومة الفلسطينية، والإيمان والقضية، لكنني أرغب في الحديث عن هذا الشعب الأعزل في غزة في مواجهة عنجهية صهيونية قاتلة لا تُبقي ولا تذر، ولا تقيم وزنًا للإخلاق والإنسانية والمواثيق بكافة مساحة دوائرها ورقعتها الجغرافية والاتفاقات والتفاهمات.

وكيف يعاقر ذاك الشعب المسالم الموت والقتل والسلخ واغتيال وشائج التاريخ والجغرافيا؟!

وكيف يكون التشفّي بهذه المشاهد المؤذية التي لا يستوعبها العقل البشري، ولا تقرها أدبيات أقذر الحروب ونواميسها. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى