مقالات

حكومة الاغبياء

محمد شكر

اجتياح غزة بهذه الاعداد الضخمة من الفرق العسكرية وألوية النخبة والكتائب الخاصة المدعومة بأحدث المدرعات والدبابات وعربات نقل الجند المحصنة بتدريع عالي وبقوات دعم سريع وإخلاء عبر الطيران المروحي هذا عدا عن تقنيات الاستشعار والمسح عبر الاقمار الصناعية التي تواكب كافة تحركات القوات المتقدمة وتسهل لهم الاستطلاع الجوي الدقيق من خلال تقديم المعلومات عن المناطق المكشوفة وغير المكشوفة، حتى الآليات والدبابات مزودة بأجهزة حرارية وأشعة فوق الحمراء وتحت البنفسجية للقتال الليلي وحواسيب حديثة وقائس مسافات للتعامل مع الرمي المعادي وتحديد الرد بالسلاح المناسب لحظيا وبذلك يتم تأمين التقدم والمناورةكل ذلك السلاح لم يغير من مستوى الجندي او الضابط الصهيوني في رفع قدراته القتالية ومهاراته حتى يستطيع المواجهة ، وبالرغم من امتلاكه لآلة القتل والتدمير لكل ما يعترضه نراه عاجزا أن يخرج من آليته التي تحولت إلى قبر فولاذي قابل للاشتعال بمن فيه بأي لحظة ، وإن فقدان الروح القتالية لدى جنود العدو الصهيوني جعلتهم عاجزين عن تحقيق أي انجازات لانهم ذاهبون إلى الحرب وهم منكسرون وخائفون والذي حصل يوم ٧ تشرين جعل معنوياتهم مسحوقة ، وأنهم يقاتلون من أجل اهداف قياداتهم السياسية، والاغلبية من جنود العدو ينتمون إلى دول أخرى مثل اوروبا واميركا حيث مصدر قدوم أهلهم وأجدادهم المغتصبين الذي يقل عن ثمانين عاما.ان تصريحات قيادة العدو المتتالية التي يعلن فيها عن حربه كمعركة وجودية لهذا الكيان المصطنع ووضعها سقفا عاليا من الاهداف الصعبة التحقيق قد أحبطت جنوده المذعورين والمحرومين من النوم لكثرة الكوابيس التي تجعلهم عبارة عن جنود ينفذون الاوامر وهم مرعوبون من الموت القادم ، وأصبحوا يشعرون ان الداخل إلى غزة مفقود والخارج مولود .ومع إطالة فترة الحرب التي تعدت الستين يوما ولم يحقق خلالها العدو الصهيوني في قطاع غزة سوى التدمير وإزالة المباني من الوجود وتغيير معالم الشوارع والتجمعات السكانية وارتفاع أعداد الشهداء ، نرى مستوى الصمود البطولي والتضحيات التي قل نظيرها خلال اقسى المعارك والحروب السابقة بين الجيوش والقوى الثورية في قتال الشوارع والمناطق المفتوحة ، حيث يخرج المقاوم ويلصق عبوته بدبابة العدو ويفجرها وإذا أمكنه اعتلاءها ورمي القنابل لداخلها ، ويتسم هذا المقاوم الشجاع بقوة نابعة من إيمان رباني مطلق حيث يقف في الشارع ويسدد صاروخه المحمول لبرج الدبابة لعطبها وتدميرها ومن ثم إحراقها بمن فيها .إن دخول جيش العدو من عدة محاور وتوسيع رقعات انتشاره القتالي في مدن قطاع غزة يأتي في مصلحة المقاومة حيث يتكبد العدو خسائر في جنوده ومعداته العسكرية ، والايام القادمة ستكشف غباء حكومة العدو التي قررت الدخول إلى غزة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى