المقالات

القوقاز من جديد

لا ينفصل الهجوم المسلّح على سفارة أذربيجان في طهران ، عن إرسال الإتحاد الاوروبي لبعثة مراقبة إلى الحدود الأذرية/الأرمينية ، على الاقل من حيث التوقيت..
بات من الواضح أن الغرب يحضّر بشكل حثيث لإشعال منطقة القوقاز مجددا بهدف خلط الأوراق في تلك المنطقة الشديدة الأهمية و التي تفصل ما بين الحليفين روسيا/إيران بالدرجة الأولى بعد أن ارتقت العلاقات بينهما مؤخرا إلى مصافي التحالف الإستراتيجي الإقتصادي/التجاري/العسكري ، بالإضافة إلى الدور الجيوسياسي لمنطقة القوقاز والتي تتوسط أوراسيا من الصين إلى تركيا ومن الخليج و المحيط الهندي الى روسيا و صولا الى البلطيق ، وما يتضمنه ذلك من خطوط التجارة و الطاقة والتي باتت تشكل الشريان الرئيسي لكسر العقوبات الغربية على دول الشرق ..
الخارجية الاذربيجانبة سارعت الى تحميل طهران مسؤولية الهجوم متهمة إياها بالتحريض المسبق وأوعزت بإجلاء مزظفي السفارة من طهران ، وبالأمس اصدرت الخارجية الروسية بيانا نددت فيه بنشر مراقبين اوروبيين على الحدود الأذرية الأرمنية مؤكدة أن اوروبا تعمل تحت عباءة الولايات المتحدة و الاطلسي وأن بعثتها ستتسبب بمواجهة جيوسياسية على الحدود بين البلدين وكجزء من العبث الاطلسي في رابطة الدول المستقلة ..
ولا يفوتنا هنا التنويه إلى التعقيدات الديمغرافية “الدينية و العرقية” في تلك المنطقة وخطورة انفجارها ، حيث تتداخل و تتشابك التحالفات و الإنتماءات و الولاءات ما بين ايران و روسيا و تركيا ، بالإضافة الى الولايات المتحدة والصين واسرائيل ..
ما هو مؤكد أن الغرب تمكن من التأثير على القرار الأرميني و على القرار الاذربيجاني ، وأن توزيعا للأدوار تقوده الولايات المتحدة و تنفذه بريطانيا و فرنسا ، وأن المواجهة باتت شبه محتمة بين الطرفين ..

م. حيان نيوف

عكس الإتجاه نيوز
الحقيقة الكاملة
معاً نصنع إعلاماً جديداً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى