المطلوب أكثر من إدانة، بل مكافحة هذه الأفكار
والممارسات التي تسعى لتأجيج الحروب الدينية والتطرف
إن إقدام الهولندي المتطرف أدوين واجنسفيلد على حرق نسخة من المصحف الشريف في هولندا، بعد إقدام رفيقه الدانمركي المتطرف راسموس بالودان على إحراق نسخ من القرآن الكريم في مناطق سويدية يؤكّد أن الأمر يتطلب ما هو أكثر من الإدانة العربية والإسلامية لهذه الممارسات العنصرية الفاشية، بل يتطلب تحركاً عربياً وإسلامياً وعالمياً واسعاً للضغط على السلطات المعنية من أجل محاكمة الفاعلين ومحاسبة من يقف وراءهم من أحزاب يمينية متشدّدة تعمل تحت حماية السلطات في بلادها.
إن هذه الممارسات ضد الإسلام الحنيف ورموزه ومقدساته هي جزء من حرب مستمرّة على أحد أبرز الديانات التي يؤمن بها أكثر من مليار ونصف مسلم، وهي حرب تسعى إلى تحقيق أمرين:
أولها: مواصلة الحروب الاستعمارية الغربية ضدّ الإسلام بما هو دين للمسلمين، وبما هو حضارة عربية – إسلامية يساهم في صنعها عرب مسلمون وغير مسلمين، ومسلمون عرب وغير عرب.
وثانيهما: الاستمرار بتأجيج الصراعات الدينية على المستوى العالمي، بما يسمح بتمرير كافة المخططات الاستعمارية والصهيونية القائمة على تمزيق العالم ومجتمعاته، لاسيّما المجتمعات العربية والإسلامية.
إننا ندعو الحكومات في الدول العربية والإسلامية إلى مواجهة السلطات السويدية والهولندية وغيرهما من السلطات الغربية والضغط عليها لمكافحة هذه الأفكار المسمومة والمجموعات المتطرّفة ومحاصرتها باعتبارها خطراً على الإنسانية كلها.
كما ندعو كافة المرجعيات الدينية والسياسية والثقافية والاجتماعية إلى إدانة هذه الممارسات، لا باعتبارها منافية لحوار الأديان الذي يتحدثون عنه فحسب، بل أيضاً لحقوق الإنسان وللمفهوم الأصيل للحرية التي لا حدود لها إلاّ إذا أدّت إلى الإضرار بحريات الآخرين ومعتقداتهم وحقوقهم.
التاريخ: 25/1/2023
عكس الإتجاه نيوز
الحقيقة الكاملة
معاً نصنع إعلاماً جديداً
