الأخبار العربيّة

محمد زين العابدين ينشر رسالة والده إلى التونسيين. . .

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،

تحية طيبة و بعد،

أنا محمد زين العابدين بن علي، أردت ان أنشر رسالة كان قد كتبها والدي رحمة الله عليه يوم 24 ديسمبر 2018 ولكن لم ينشرها بحكم أنه كان ممنوعا من أي تصريح إعلامي سواء عبر وسائل الإعلام أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

و إليكم نص الرسالة:

لقد بدأ التآمر علي تونس وعلى شعبها منذ سنوات طويلة، وتحددت ملامحه بعد أن رفضتُ إعطاء القاعدة العسكرية ببنزرت للولايات المتحدة الأمريكية سنة 2007، كما رفضت تضييق الخناق علي ليبيا عن طريق الحصار.

تلت ذلك زيارة كنداليزا رايس إلي تونس سنة 2008 حيث اقترحت أن تحتضن تونس مركز لحقوق الإنسان تشرف عليه أمريكا بتعلة تعليم الشباب مفاهيم وقواعد حقوق الإنسان، فكان ردي هو التالي: لم لا تفتحون هذا المركز في اسرائيل …
كان الرد صادما لها لدرجة أنها غادرت القصر وقامت بإلغاء حضورها في مأدبة الغداء التي كانت على شرفها كما أنها ألغت بقائها في تونس و غادرتها في نفس اليوم . كانت هذه لمحة عن بوادر المؤامرة التي رسمها الأمريكان ونفذها عملائهم في تونس.

اتصلت بنا بعد ذلك أجهزة استعلامات صديقة لتعلمنا أن هناك مخطط يهدف إلي قلب نظام الحكم في تونس، واتصلت بنا أكثر من مرة لتنبيهنا من ذلك، كما نبهتنا أسبوع واحد قبل أن يحرق البوعزيزي نفسه. وفي كل مرة كنت أجتمع بالسرياطي لبحث الأمر وكان رده في كل مرة أنها معلومات مغلوطة وأن الأمور تحت السيطرة.

توجهت صبيحة 14 جانفي 2011 إلي المطار قصد مرافقة زوجتي وابني لإرسالهم إلي العمرة بعد أن اختلطت الأمور في تونس، وكنت أنوي الرجوع إلي القصر عندما تفاجأت بالسرياطي وهو يخبرني بأن هناك خطر علي حياتي لو بقيت في تونس، وكان هذا المشهد علي بعد أمتار من زوجتي وابني، وعندما ترددت أراد طمأنتي بإبلاغي أنه بمجرد أن تهدأ الأمور يمكنني العودة فما كان مني إلا أن غادرت البلاد.

تبين فيما بعد بالمكشوف أنه شريك في المؤامرة، وتوصلت انطلاقا من مصادري الخاصة واتصالاتي مع الدول و الحكومات الصديقة أن الذين دبروا الانقلاب كانت عصابة متكونة من رشيد عمار ، علي السرياطي وأخيرا كمال مرجان الذي كان من المفروض أن يتم تنصيبه كرئيس للجمهورية بعد ذلك.

القناصة هم حجر الأساس لبث الفتنة والبلبلة والانقسام، ودماء الأبرياء كانت ذريعة لدفع الشعب للتمرد ضد نظام حيث تبين أنهم مرتزقة يعملون تحت إشراف المخابرات الأمريكية وبقيادة رشيد عمار. وكانت فرقة الموت التي تنشط الى حد اليوم في تونس متكونة من عدد من أبناء حركة النهضة أشرف على تكوينهم رشيد عمار وعدد آخر من المرتزقة من بلد مجاور، و أخيرا عدد من المرتزقة الأجانب الذين أشرفت قطر علي تمويلهم وجلبهم إلي تونس من دول يوغوسلافيا السابقة وعلى رأسها البوسنة.

بعد وصول التفاصيل والمعلومات التي تؤكد تورط حركة النهضة في الانقلاب، وبثبوت تورط عدد من شبابها في القنص بعد أن دربهم وسلحهم رشيد عمار، عادت بي الذاكرة بعيدا إلي الوراء وبالتحديد الى حادثة خروج حمادي الجبالي من السجن بعد أن قضى عقوبته حيث اتصل بنا وقتها السفير الأمريكي بتونس وعبر لنا عن رغبته في زيارة حمادي الجبالي في بيته وهو ما وقع فعلا ورغم أن ذلك أثار لدينا العديد من الشكوك والتساؤلات الى أننا لم نكن نعتقد أبدا أن العلاقات والإتصالات بين قيادات النهضة والمخابرات الأمريكية وصلت الى هذه الدرجة من العمق.

أكثر نقطة مفضوحة ومكشوفة في هذه المؤامرة وفي هذا الانقلاب هي أن أغلب الأبرياء الذين تم قنصهم وقتلهم سقطوا عندما كنت موجود في السعودية، فهل تساءل أحدكم عن مصدر أوامر إطلاق النار وهل تساءل أحدكم عن مصير عدد من القناصة الذين ألقي القبض عليهم متلبسين …

تواصلت المسرحية بجلب أموال طائلة من البنك المركزي، تحت إشراف مصطفي كمال النابلي، ثم تصويرها في القصر علي أساس أنها لي ليصدق الشعب كل ما رواه الخونة …

بعد نجاح المسرحية خرج العديد، وعلى رأسهم قيادات حركة النهضة، لإلصاق جميع أنواع التهم وللتشويه والمزايدة ولعب دور الضحية. ولم يعترف منهم أحد أنني أنقذت حياتهم وذلك بعدم تنفيذ حكم الإعدام علي 16 قيادي منهم راشد الغنوشي والذي كان مقرر أن يكون صبيحة يوم 8 نوفمبر 1987 أي يوم واحد بعد أن أمسكت بزمام الأمور في تونس، وكل هذا رغم إصرار بورقيبة على إعدامهم حتى بعد تنحيته من الحكم.

لن أطيل عليكم، اليوم تونس أصبحت مرتعا للعصابات الإجرامية وللمخابرات الأجنبية تتحكم فيها المخابرات الأمريكية كما تشاء. وقد وقع مؤخرا إمضاء وثيقة إقامة القاعدة العسكرية الأمريكية بتونس. والمستقبل سيثبت حجم الخيانة والانبطاح الذي تعيشه تونس اليوم.
للحديث بقية ….(حزب النهضة هو الاخوان طبعا وفي كل بلد لهم اسم خاص سختفون تحته).

زين العابدين بن علي

المصدر : جريدة التونسية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى